المقالات

لِمَ لم يضربوا نوري المالكي بالقنادر؟

3111 19:58:14 2016-04-29

يثير الإعتداء المشين الذي تعرض له رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي في مجلس النواب العراقي يوم الثلاثاء الماضي, علامات إستفهام عن دوافعه وعن مدى مشروعيته وكما يحلو للبعض وصفه بالممارسة الديمقراطية.

وقبل الخوض في ذلك لابد من إدانة هذا الفعل المشين الذي يعتبر إعتداءا على هيبة الدولة العراقية ورمزا من رموزها. وأما كونه ممارسة ديمقراطية فلاشك بانه بعيد كل البعد عنها وتكفي الإشارة الى ماجرى قبل أسبوعين في البرلمان البريطاني العريق بممارساته الديمقراطية عندما تم طرد نائب بريطاني وصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بالعاطل, وعندما أصر على إستخدام الوصف وعدم إستبداله بآخر أصدر رئيس البرلمان امرا بطرده من بناية البرلمان لمدة يوم كامل.

وإذا اردنا ان نطبق هذه المعايير فإن التصرف الذي أقدمت عليه النائبة حنان الفتلاوي يستدعي إسقاط الحصانة عنها وتقديمها للمحاكمة, وهو امر يتوقف أولا على السيد رئيس الوزراء في رفع قضية عليها امام المحاكم وبالتالي تجريدها من الحصانة البرلمانية تمهيدا لمحاكمتها. وكذلك فإن رئاسة مجلس النواب مطالبة بإتخاذ إجراءات عقابية بحق جميع النواب الذين خرقوا القانون واعتدوا على الأموال العامة خلال الجلسة, عبر تخريب اللوحات الألكترونية واقتلاع المايكروفونات والكراسي وغيرها.

واما الدوافع وما ادراك مالدوافع فلاشك بانها تتعلق بتبخر حلم الولاية الثالثة ومنذ قبول الدكتور العبادي لمنصب رئيس الوزراء. فقد ناصبه مناصروا المالكي وبضمنهم الفتلاوي العداء ووصفوه بالغادر والخائن والى غير ذلك من الأوصاف. ولقد ساهمت قرارات العبادي في تقليص حمايات النواب ومخصصاتهم في تنامي الحقد عليه داخل تلك الشريحة من النواب التي لا تهمها سوى مصالحها.

ولكن هل يستحق رئيس الوزراء مثل هذه الإهانة؟ فالعبادي لم يُحترم كبر سنه ولا تاريخه الجهادي ولا تاريخ عائلته. فالعبادي ينحدر من عائلة مجاهدة معروفة فوالده كان احد أشهر أطباء العراق , ولم يتلوث بحزب البعث كما تلوث وتنجس به آباء غيره, والعبادي قدّم إثنين من اخوته شهداء في زمن النظام الصدامي ولم يكن أخوته ممن حملوا السلاح لقتل العراقيين الذين شاركوا في إنتفاضة شعبان المجيدة, والعبادي لم يتنجس بحزب البعث كما فعل غيره ممن تحولوا الى عين نجاسة, لن يطهرهم منها القائد الضرورة ولاغيره, فهل يستحق العبادي ذلك؟

وهل أن دافع إهانته هو مسؤوليته عن تردي الوضع الإقتصادي في البلاد وهو الذي ورث من سلفه المالكي خزينة خاوية وبلد مثقل بالديون وبلاد محتلة ونفط سعره أرخص من الماء؟
وهل يستحق العبادي ذلك وهو الذي تحررت معظم مناطق العراق في عهده من هيمنة تنظيم داعش الإرهابي؟ فإن كان العبادي يستحق الضرب بقناني المياه بالرغم من كل ذلك , فما الذي يستحقه نوري المالكي رئيس الوزراء السابق إذن؟

فالمالكي حكم البلاد لمدة ثمان سنوات اهدر خلالها اكثر من 700 مليار دولار من ثروات العراق, ولم يحقق له الأمن ولا الإعمار, ولم يبني جيشا قويا يدافع عن البلد بل سلم ثلث العراق لتنظيم داعش الإرهابي وجاء بكل حثالات البعث الى البرلمان والى الأجهزة الأمنية , وحول البلاد الى ضيعة له ولأبنه وصهريه وأبناء عمومته ومرتزقته.

ولذا فيبقى سؤالا محيرا وهو لم لم يضرب هؤلاء النواب الوطنيّون, الإصلاحيون, المناهضون للمحاصصة القومية والعرقية والحزبية والعشائرية والعائلية لم لم يضربوا نوري كامل المالكي بالقنادر بالرغم من انه يستحق الضرب بالرصاص؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك