المقالات

أوقفوا التظاهرات والإعتصامات قبل أن تدمر الدولة والمجتمع..!/ قاسم العجرش

2426 2016-04-23

 

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

بشروع بعض القوى بممارسة التظاهر والإعتصام، فإنها سلكت مسلكين متضادين ظاهرا، متحدين بالنتيجة والمآل!

 الأول أنها أستفادت من النصوص الدستورية، التي تعد التظاهر حقا مشروعا، على ان يمارس وفقا لأليات قانونية، وأن لا يضر بالصالح العام، أو يعطل الحياة الأجتماعية والأقتصادية،

الثاني أن هذه القوى وضعت نفسها، في موضع مناقضة الدولة والمجتمع، وفق آليات ليست قانونية، خارجة عن النظام العام، بتحدي شرعية الدولة.

إن من المعروف؛ أن التهاون في مواجهة نقائض الدولة، يقود الدولة إلى الفشل وربما التفكك، وفي المجتمعات المتعددة كمجتمعنا، لا يمكن لقوة ما؛ أن تفرض إرادتها على الدولة والمجتمع، إذ أن مقاومة الدولة تدخل المجتمع في صراعات، ستلقي بظلالها على أسس العيش المشترك، التي تتجسد خلاصتها؛ في الدستور والدولة المعبرة عن المواطنين، وربما تولد صراعات السياسية مستقبلية، تأسيسا على صراعات الماضي؛ لا حاجة الواقع.

إن المطالب التصعيدية، بإلغاء البرلمان وتعطيل الدستور، وإيقاف العملية السياسية، لهي مطالب تهدد السلم الإجتماعي، وتعبر الخطوط الحمراء، ولذلك فإنه ليس من المنتظر التهاون إزائها، وإذا حصل وأن تهاونت الدولة في مواجهتها، تحت ضغوط خارجية، أو لأسباب تتعلق بالتوازنات السياسية، أو في حالة عجزها، فإن المجتمع لا محالة سيواجهها بوسائله المتاحة، وسيفرز القوة الكفيلة بردع المعتدي، المتحدي لقيم العيش المشترك.

الحقيقة أن المواجهة، ليست هدفا مثلما هي ليست مرغوبة، لكن وبرغم مخاطرها، إلا أنها أهون من الاستسلام لنقيض الدولة، لأن ذلك سيقود إلى دمار المجتمع، وفي أحسن الأحوال إعاقة تطوره وتقدمه، ولا يمكن للدولة أن تهادن الى الأبد، لأنها في سعيها لإلغاء البرلمان وتعطيل الدستور، وإيقاف العملية السياسية،  تجر المجتمع إلى الفوضى، رغم مطالبها التي قد تبدو عادلة في مظهرها، إلا أن هدفها النهائي ابتلاع الدولة، وفرض إيديولوجيتها.

إن توظيف التظاهرات والإعتصامات في الصراع السياسي، أو في مواجهة الدولة، لا يقل خطرا عن العنف الراديكالي؛ ذا الأساس الديني المتشدد، بل نتائجه في بعض الحالات أكثر خطرا، لأنه يلغي المنجز، ويدمر روح الشعب، بإشاعة الكراهية والحقد.

إن التعبئة الطويلة، قد تجر إلى قتال دموي ينفي الحياة، ويعيق أي ملمح للتقدم، ويؤسس للفساد الذي تدعي مقارعته، وللخراب العمراني والأخلاقي، والى ما يجر المجتمع إلى صراعات طويلة، لصالح نخب انتهازية، تتصارع على المصالح، وعلى غنائم الدولة والمجتمع.

كلام قبل السلام: إن التظاهرات والإعتصامات الراهنة بحقيقتها، تفعيل وعي التخلف العصبوي لا وعي الدولة، سيطيح بكل الذي بنيناه، وهذا بالضبط ما تريده القوى الخارجية، التي تقف وراء الأحتجاجات والتظاهرات..!

سلام.....

 

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك