الإنقلاب الذي خطّط له رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وقاده غلمانه خلال الأيام القليلة الماضية, كاد ان يدخل البلاد في اتون فتنة عمياء لولا الحكمة التي تحلى بها الحاج هادي العامري زعيم منظمة بدر, ولولا الشجاعة ووضوح الرؤيا التي اعتاد على التحلي بهما زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر.
فالعامري لم تنطلي عليه إدعاءات النواب المعتصمين الذين أرادوا ركوب موجة الإصلاح التي يرفع رايتها نواب التيار الصدري, ولم تكن إدعاءات إسقاط المحاصصة الطائفية وإصلاح الدولة العراقية التي رفعها صهري المالكي وأبناء عمومته وأتباعه الفاسدين امثال مشعان وحنان والصيادي لتنطلي على كل حصيف ممن يعرف ان هؤلاء رموز لأسوأ فترة في تاريخ العراق حكم خلالها القائد الضرورة نوري المالكي.
كان موقف العامري يتسم بالحكمة والمسؤولية عندما أجهض محاولة إدخال البلاد في فوضى, وأعلن مقاطعة كتلته لجلسة البرلمان يوم أمس السبت, وسرعان مانكشف كذب ودجل هؤلاء النواب الذين طبل المرتزقة لهم بان عددهم أكثر من 170 ونائبا وإذا بورقة التوت تسقط عن سوءاتهم, إذ لم يكن أعدادهم تتجاوز ال 130 نائبا على أفضل التقادير. نوّاب طبعهم الكذب والدجل والتدليس وإثارة الفتن فأنى لهم ان يكونوا دعاة إصلاح؟
بالأمس كان زعيمهم يندد بالتظاهرات والإعتصامات التي نظمها اتباع التيار الصدري قرب المنطقة الخضراء, ولكنهم حينما ركبوا موجة الإصلاح داخل البرلمان, وصف القائد الضرورة إعتصامهم بالنضج السياسي! دجل ما بعده دجل وسقوط في الفتنة مابعده سقوط. كان صمت السيد مقتدى الصدر مستغربا وخاصة عندما بدأ إعلام المالكي يروج لوجود وساطة لجمع الصدر بالمالكي, ولكن سرعان ما وضع زعيم التيار الصدري النقاط على الحروف في رسالته التي نشرها يوم أمس.
كان واضحا في رؤيته وكعادته, إذ ندّد بالفاسدين الذي يحاولون ركوب موجة الإصلاح ومصادرتها وهم موضوعها, وهل يستهدف الإصلاح غير القائد الضرورة وأتباعه الفاسدين والفاشلين ممن عبثوا بمقدرات البلاد طوال الأعوام الماضية؟ ظنّ المالكي وغلمانه ان بإمكانهم خلط الأوراق ورفع راية الإصلاح فوق أسنة رماح الكذب والدجل والفتنة, فكان لهم الصدر بالمرصاد الذي قال لهم تبا لكم ولقائدكم الضرورة, هيهات هيهات أن تركبوا الموجة وتنجو برؤوسكم وهي المطلوبة للشعب اليوم.
محاولة إنقلابية في وضح النهار لم تصمد اكثر من 48, ساعة حتى بان دجل وكذب مخططيها وأدوات تنفيذها بفضل حكمة العامري وشجاعة الصدر. محاولة أربكت الوضع العراقي وأثارت قلق المواطنين وأرقت نومهم, ولابد لمن شارك فيها من أن يدفع الثمن, ألا وهو ثمن كذبه وإثارته للفتنة, فمثل هؤلاء النواب لايستحقون تمثيل الشعب العراقي , فالنائب الكاذب الدجال لايمكن ان يكون مؤتمنا على مصير أمة, ولذا فإن المجلس مدعو لرفع الحصانة عن جميع النواب الذين ركبوا الموجة وإسقاط عضويتهم والدعوة الى إنتخابات برلمانية تكميلية, وكذلك لابد من محاكمة رأس الفتنة نوري المالكي الذي لن ينفك عن حياكة المؤامرات وإثارة الفتن من أجل العودة الى السلطة وتدمير ما تبقى من عراق.
https://telegram.me/buratha