المقالات

العراق بين السفهاء المسلّحين والعقلاء العاملين

2076 11:49:00 2006-06-13

بقلم موفق مباركة 2006-06-13

عرّف القرآن الكريم السفهاء في عدّة مواقع:1- في الآية 13 الكريمة من سورة البقرة :"وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاءُ ألا انهم هم السفهاء ولكن لايعلمون" والمقصود بهم المنافقين الذين يخادعون الله وهم ذوو القلوب المريضة والمفسدون في الأرض والمستهزئون بالمؤمنين (راجع سورة البقرة: 6-14).2- في الآية 142 من سورة البقرة :" سيقول السفهاء من الناس ماولاّهم عن قبلتهم التي كانوا عليها.." والمقصود منهم أولئك الذين يناقشون أمر الله تعالى.3- في الآية 5 من سورة النساء :" ولاتؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما ." والمقصود بهم ضعاف العقول.4- في الآية 155 من سورة الأعراف :" ..قال لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منّا إن هي إلاّ فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت وليّنا فآغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين" والمقصود بالسفهاء هنا الذين اتخذوا العجل أو الذين طلبوا من موسى (ع) أن يروا لله جهرة وهذا دليل على ضعف الأيمان والله أعلم.ماذا فعل ويفعل السفهاء المسلحون في العراق؟ الجواب واضح لدينا ولكن من المفيد تحليل الموضوع لإثبات كونهم لايضرّون إلا أنفسهم فعلى سبيل المثال:1- مامغزى تفجير مساجد ومراقد أئمة وأولياء ورجال صالحين ونساء صالحات خدموا الأنسانية بعلمهم وتقواهم وأسكنهم الله في بيوت أذِن أن تُرفع ليُذكر فيا اسمه ويجد فيها المحتاج أي كان ضالته من العون المادّي والنفسي والعلمي ويشعر فيها الملهوف بالطمأنينة ويصلي فيها عباد الله تعالى ويُقرأُ فيها القرآن الكريم والأدعية تقربا إلى الله تعالى وقد كرّم الله أصحاب هذه المراقد في الدنيا ولهم الجزاء الأوفى في الآخرة. ماذنب هؤلاء الصالحين والصالحات لكي تتم إهانتهم - وهم لم يفعلوا شيئا على الأطلاق- و إهانة البشرية عموما والمسلمين على وجه الخصوص بهذه الأعمال الجبانة. أليس من الأولى والأنفع لهؤلاء السفهاء أن يعودوا إلى رشدهم ويتعاونوا مع باقي الناس في توطيد الأمن في البلد الجريح ليتم إخراج المحتل إن كان هذا هو حقيقة هدفهم؟ ولكنهم اختاروا السفاهة على العقل فما أصبرهم على الحساب!2- ومن السفهاء من يهدد هذا وذاك بالقتل .. نعم ألقتل وكأنهم يملكون أرواح الناس فما أجرأهم على الله سبحانه وتعالى ولأسباب تافهة مثل التجارة ببضائع مصنوعة في بلاد لايحبونها لسبب أو آخر أو لأن البعض من الناس يختارون لباسا ما أو تسريحة شعر ما وما إلى ذلك من التفاهات ولكن النفس المريضة والسفيهة لاتجد لنفسها قوّة إلا بقطعة حديد وسلاح مستورد ولو تجرّد هؤلاء السفهاء منها لشعروا بالرعب والعري الكامل أمام الناس. أليس من الأولى والأنفع أن يتسلّح هؤلاء بالمسحاة أو المكناسة أو على الأقل يمنحوا كلمة عطف لعائلة منكوبة أو يواسوا مفجوعا أو يتطوّعوا في مركز طبي أو ثقافي لتعم الفائدة عليهم وعلى بلدهم المسكين؟3- ومن السفهاء من يبالغ في إخفاء شخصيته تحت قناع ملثّم وكأنه يحسب أنّ الله لايراه وأقول لهؤلاء: "ويحكم يكمنكم الأختفاء عن الله وإن شاء الله تعالى سيكشفكم لمن يشاء من عباده ولا يحرسكم القناع من أمر الله" وبالمناسبة أذكر قصة زائر جزائري شاب توقف عند مركزنا الأسلامي في مدينتنا الكندية قبيل اعتقال صدام حسين بحوالي شهرين وبعد الكلام عن أحوال العراق والمسلمين قال لي :"من المستحيل إلقاء القبض على صدّام" فقلت له :"وما هو دليلك على ذلك؟" فأجاب قائلا بكل اعتزاز :"الجنّ يحرسون صدّام" فنظرت إلية بنظرة أبوية وقلت :"يا أخي وهل سيقف الجن أمام أمر الله؟" ولما تبينت له سفاهته أجاب قائلا :"كلاّ بطبيعة الحال." حصيلة الأمر لايمكن لملثم أن يكون في موقع مسؤولية لضعف نفسيته ومرضها وأنصح هؤلاء بمراجعة الأطباء المختصين لإعادة تأهيلهم. 4- لستَ بمسكينٍ أيها العراق بل أنت أقوى من كل من يريد بك سوءً وسوف لن يوقف تقدمك حوادث القصف العشوائي من قبل الجيوش المحتلة ولا الملثمون الذين يفجرون السيارات المفخخة ولا المجانين الذين يفجرون أنفسهم في صفوف شعبك المقدام ولا المأبونون الذين يغدرون بالناس ويغتالونهم ولاعديمي الشرف والضمير الذين يستعملون العراق كساحة لممارسة الرمي ففيك أيها العراق شعبا أطعم وآوى المهزومين من جند صدام في التاسع من نيسان 2003 وأوصلوهم آمنين إلى ديارهم وفيك من سمع ندائآت التعقل وعدم أخذ الثار لفسح المجال أمام القانون والعدالة وفيك العقول والعقلاء من المخلصين الذين أُتيحت لهم الفرصة الشرعية 100% للنهوض بك وقمت في سنوات قليلة بتحويل هائل في مستويات التحرر من الطغيان واختيار أولياء الأمور الأكفاء ولا زال الطريق مفتوحا أمامك ولارجعة فيه لحكم السفهاء.في الختام لابد لنا من التفاؤل بالخير وماهي إلا رفسة موت للمجرمين والسفهاء ولندعو الله تعالى بدعاء موسى (ع) :".. إن هي إلاّ فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت وليّنا فآغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين"" الأعراف 155.كنداmalmbarkeh@yahoo.com
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك