المقالات

عراقيو الخارج ... معارضة للداخل


( بقلم : شوقي العيسى )

مجاميع وتكتلات من العراقيين المهجرين والمهاجرين ملئت أزقة وشوارع الدول الغربية والعربية منهم وكُــلٌ له مبادئة وقواعدة التي ارتكز عليها في هجرته أو تهجيره منذ أن بدأت قوام الدكتاتوريات الحاكمة في العراق تتوالى عليه فقد بدأت نقطة الارتكاز تتسع في المهجر وتمتلئ بعراقيي الخارج الذين بأقل الاحتمالات كانت هجرتهم دواعي أمنية أو معاشية إن لم يكن غالبيتهم سياسية.

عندما تكونت القاعدة العريضة في دول الخارج والتي أطلق عليها المعارضة العراقية آنذاك لأنهم عارضوا النظام الحاكم في السلطة العراقية ، وبدأت تلك المجاميع المهاجرة أو المهجرة من العراقيين تتوطن في بلاد الغرب ما خلا بعض منهم من أتخذ له جانب سياسي كحزب أو كيان معارض ولا شك كان ذلك يحتاج إلى قاعدة يرتكز عليها وينطلق منها ويتكلـّم باسمها ولا يوجد غير العراقيين الذين متواجدين في الخارج.

بدأت مرحلة جديدة من التصنيفات والانتماءات السياسية لتلك الاحزاب او الكيانات فأخذت العروض تتوالى في تلك الفترة على القاعدة البريئة التي لا يهمها سوى أن يتسع لها الوضع وتزاح مسببات هجرتهم ويعودوا الى أرض الوطن إلا أن استغلال بعض الفئات الحزبية لقاعدة المهاجرين أخذت تتسع لتشمل رؤيا فكرية واجتماعية وأصبح تغليب المصالح الذاتية على المصالح العامة ، وفي ذلك الصراع انفردت مجاميع من العراقيين في الخارج بعيدة عن أطر سياسة الاحزاب وهمومها ومصالحها واتجهت نحو فكرة انتظار انهيار الدكتاتورية ليعودوا الى ربوع الوطن.

لذلك أصبح عراقيو الخارج نواة المعارضة العراقية بعد أن غيروا مفهوم الرأي العالمي بنظام صدام واظهروا مظلومية الشعب العراقي مما أدى الى عقد العديد من المؤتمرات الخاصة بالمعارضة العراقية في خارج العراق وفي شمال العراق ايضاً.

إلا أن هناك نظرة قصيرة وقاصرة من بعض متسكعي السياسة في داخل العراق ينظرون الى شريحة العراقيين في الخارج على أنهم شريحة مرفهة مترفة غادروا العراق بملئ ارادتهم وتركوا عراقيو الداخل في اطر المحنة وأن هذه الشريحة (الخارج) لا تستحق العيش في العراق لأنهم هجروه في وقت المحنة ،،، ناسين ومتناسين أن هذه الشريحة كانوا في وقت من الأوقات هم من حارب النظام البائد في الوقت الذي كان اغلب الذين يشـْكلون على عراقيو الخارج غارقين في نوم وسبات عميق.

وبعد أن سيطرت الاحزاب العراقية على حكم العراق أصبح لزاماً ومؤكداً أن عراقيو الخارج سيبقون معارضة عراقية الى الابد يعارضون السياسة المنتهجة في العراق لأنها سياسة أحزاب ومصالح فئات وجماعات بعيدة كل البعد عن المصالح الوطنية ، فلذلك من بدأ معارضاً سيبقى معارضاً حتى لسياسة النظام الجديد بل لمسيرة الوضع الجديد في العراق فمن المؤكد أن لا يتأقلم من تربى على أنظمة ديمقراطية أن يعيش في ظل الهرج والمرج وسياسة الوعيد والتهديد والقتل والتشريد ،،، فما زال العراق يعيش بعقلية البعث وتربية نظام البعث فيحتاج الى 30 سنة تقريباً ليتخلص من آثار نظام صدام ويعيد حساباته ونظرياته حينئذٍ سيكون عراقيو الخارج في عداد الموتى بعد تلك التضحيات الجسيمة والولاء المطلق للعراق وبعد أن تم استغلالهم من قبل الاحزاب التي تمركزت في العراق

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك