( بقلم : عبد الكريم الحاج صالح الحيدري )
تصاب بالحسرة وانت ترى مواردك المائية تهدر بشكل لم يعد يطاق , باديتنا الغربية اصابها ما اصابها من اهمال في القرن الماضي ,مازال ذلك لحد الان, فبعد اربع سنوات من التغيير لم نشاهد على ارض الواقع شيا ملموسا يستطيع ان يوقف الرياح الصحراوية التي تهب على مدينتنا و المصاحبة للغبار والاتربة فضلا عن جفافها الذي انعكس سلبا حتى على نفوس اهاليها,
المدينة شهدت وعبر تاريخها العديد من المشاريع الحيوية للحيلولة دون وصول هذه الرياح الى ساكنيها والتخفيف منها فالدولة الصفوية عملت جادة لانشاء عدة ترع وجداول من اجل ايصال الماء اليها والتخفيف من جوها ومن بعدها نجح الانكليز بايصال الماء اليها عبر انشائهم احد اهم الجداول في العراق ومازال يروي ارضيها الغربية والجنوبية , ومن تلك الفترة ولحد الان -ماعدا محاولة الرئيس السابق للعراق (البكر) عندما اوعز بانشاء الحزام الاخضر- لم نشاهد اي مشروع يحمي المدينة ويجعل من صحرائها الغربية سدا منيعا لحمايتها وبالتالي تشجيع السكن فيها بعد ايجاد هذه المساحات الخضراء , فالمياه متوفرة في جوفها فضلا عن نهر الفرات الذي يمر بقربها وخاصة عند مروره بالقرب من تقاطع ناحية الكفل حيث من السهل انشاء جدول بطول 15 كم يشق به الصحراء ويجعل منها واحة خضراء ومن ثم تشجيع الاهالي بالسكن فيها من خلال توزيع الاراضي السكنية الكبيرة (اكثر من 600مْ ) كما فعل ذلك مدير بلدية النجف قبل 60 عاما عندما وزع قطع سكنية كبيرة جدا للاهالي في حي السعد والحنانه ,وعندما سئل عن سبب هذه المساحة قال لهم : للقضاء على التصحر من خلال ارغام الشاغل على انشاء حديقة منزلية لمنزله ثلاثة اضعاف ما يبنيه ,وبالتالي تصبح المدينة خضراء.
ان صحراء النجف ارض خصبة جدا وبإنشاء هذا الجدول ستتحول الى الى غابة حقيقية تشجع كافة المواطنين الى التوجه اليها كما فعل اجدادنا عندما قطنوا بالقرب من بعض عيون الماء الموجودة فيها , والعملية لا تحتاج الى المبالغ الضخمة او شركات اجنبية بقدر ما تحتاج الى دراسة وافية من جدوى هذا الجدول وبحاجة الى الارادة النجفية الخالصة لتخليص المدينة من مئات الالاف من الاطنان من الاتربة السنوية التي تهب علينا من هذه البادية . فالعقول النجفية ليست باحسن منها تلك التي بنت كري سعدة واوصلت الماء عبر جدولها ,ولاعذرا من ان يتذرع احد ويقول ان بناء مدرسة او ايصال الماء الى قرية نائية اوجب من هكذا مشروع .. فالذين اوصلوا الماء للمدينة قبل قرن كذلك كانت لديهم مشاكل مالية وحروب وخدمات لم يستطيعوا ان يوصلوها لمواطنيهم ,لكنهم فضلوا حماية المدينة من الصحراء اوجب من تلك المشاريع , وبهذا المشروع سيتمكن النجفي وغيره من سكن الصحراء وتنشيط الثروة النباتية والحيوانية وحتى الصناعية ..ويحتاج مشروع كهذا إلى رؤية ثاقبة و على المدى البعيد ومن بعد دراسة وافية يقوم بها المختصون وحسب علمي ان دراسة متكاملة في هذا الموضوع موجود منذ الاربعينات حيث رامت احدى الشركات البريطانية والهندية باقامته لكن (اطلايب) اجدادنا حالت دون الشروع به, فلعلنا نجد ابنائهم اكثر حرصا على ان تكون صحرائنا واحة خضراء تسر الناظرين ..وتفقأ عيون الشامتين.
الاعلامي : عبد الكريم الحاج صالح الحيدريالنجف الاشرف المحروسة بالله ورسوله واسده الغالب
https://telegram.me/buratha