المقالات

الخبراء والمشاورين القانونيين متى يحين دورهم ؟!!


( بقلم : طالب الوحيلي )

لا يختلف اثنان على ان القانون بحر مترامي الشطآن عميق الغور ،وقد لا تكفي سنوات الدراسة الأكاديمية على تخريج قانوني ملم بفرع واحد من فروعة ،ولعل دراساتنا الأولية قد وفرت لنا ثقافة قانونية عامة تنتضر الكثير من الوعي والتبحر كلما تجشمنا عناء المواظبة على تطبيقات الحياة ومنعطفات التجربة ،ليجد رجل القانون نفسه في دهاليز ومتاهات لا يوصله الى نهاياتها السعيدة سوى تطوير المكنة العلمية ،ولنا في ممارسة مهنة المحاماة أمثلة لا تنتهي ابدا ،بل ان الدخول في أي دعوى هو تجربة علمية تختلف عن غيرها من حيثيات ودفوع وإجابات قد تعتمد القدرة وسرعة البديهة في قطع الكثير من الامتدادات والتجاذبات ،وهذه القدرة او سرعة البديهة لابد لطالبها ان يجدّ كثيرا من اجل استمكانها والتمترس بها ..اما الكيفية فتلك تات من عدة طرق قد يكون للتجربة فيها دور كبير (فالنظرية رمادية يا صاحبي ولكن شجرة الحياة خضراء)..

ما يثير الانتباه في واقعنا الجديد ،وفي ظل دولة القانون ،ان اكثر ما يميز الخطاب السياسي هو وجود مفردات قانونية في غير محلها ووجود اكثر من اصطلاح او مفردة هي بديهية لرجل القانون ،ولكنها غير ذات معنى اذا ما استخدمت بالطريق الخطأ ،وقد تكون مثار جدل كبير في بعض الاحيان ،لاسيما في الوسط التشريعي ،وما تثور في جلسات مجلس النواب عند مناقشة مشاريع القوانين او تعديلها ،حيث ان المعرفة السياسية ولباقة التحدث امام وسائل الاعلام قد تقف عاجزة مذهولة امام جملة في متن لقانون سوف يعمر دهورا من الزمن العراقي ،وقد تراكمت فعلا بعض الأخطاء في بعض القوانين المشرعة في الوقت الحاضر ،وهي مثار استغراب او انتقاد رجال القانون والقضاء ..

ما يهمنا في هذا الحديث المختصر هو لماذا لم تستثمر الخبرات القانونية العراقية بشكل تام في استطراد الاستشارة ومحاولة عضو البرلمان الاستئناس برجال القانون الذين ملوا الانتظار أمام أبواب مجلس النواب وقد جرحت مشاعرهم إجراءات التفتيش والتدقيق في الهويات من قبل عناصر لا يجيدون اللغة العربية ولا يميزون بين البطاقات التعريفية والأسباب الثبوتية ..

ولعل مشكلة المشاورين القانونيين في اللجان البرلمانية هي اكثر من ان يشعرون ببخس ثمن جهودهم وخضوعهم لروتين الدوام الرسمي وبأدنى من أي موظف عادي في مجلس النواب ،وقد حرموا من مخصصات بدل الخطورة التي يتقاضاها جميع منتسبي الدوائر في المنطقة الخضراء ،علما ان الاجور التي يتقاضاها المشاور القانوني في لجان المجلس لا تتعدى 500 الف دينار شهريا وهو دون راتب شرطي او او ساعي ،الامر الذي ينبغي فيه إيجاد نظام قانوني لهم ولغيرهم من الخبراء القانونيين واعتبارهم النخبة المميزة، بعيدا عن مفهوم المحاصصة والتوازنات التي يصر عليها البعض ممن لا يهمهم نجاح المشروع العراقي الجديد بقدر نجاحهم في فرض أجندة أحزابهم وكتلهم ،وحسب ما نقل لي زميل ممن تقدم للعمل بصفة متعاقد ان عقده لم يوقع بحجة تلك التوازنات ،ترى كيف نكون تحت قبة برلمان يمثل العراق بكافة تلاوينه ما دمنا نبحث عن محاصصات حتى على مستوى الخدمات القانونية الصرفة ،في وقت يدعي هذا البعض بأنه يرفض المحاصصة ويقف ضدها ؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
طالب الوحيلي
2007-10-13
اشكر الاخ محمد السعدي - المانيا وانا اسف للخطأ الذي سقط في عنوان المقال اولا .فيما وددت من الاخ العزيز ان يبدي رايه بقضية مهمة ترتبط بسيادة الوعي القانوني التي تعد اليوم الاساس لدولة القانون وارى ان عدم الاهتمام بهذا الامر هو مشكلة المشاكل لاسيما في مجلس النواب اي السلطة التشريعية ،ولكن يبدو ان بعض الاخوة القراء يكتفون بقراءة العناوين فقط فجزاهم الله خيرا !!
محمد السعدي
2007-10-12
الاخ الكاتب لماذا هذا الخطأ الاعرابي ( الخبراءوالمشاورين القانونيين) كان عليك ان تقول ( الخبراء والمشاورون القانونيون) لان كلمة المشاورن معطوفة على الاسم المبتدأ ( الخبراء) المرفوع بالضمة لانه اسم مبيتدأ. لان المعطوف يتبع المعطوف عليه في الاعراب. والسلام
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك