( بقلم : المهندس محمد علي الاعرجي )
القاعدة وكتائب ثورة العشرين وجيش محمد وأنصار السنة وغيرها آخرين، جميعها شاركت وبنسب متفاوتة في إبادة الشعب العراقي، ويبدوا أن هذه الجماعات الضالة أعياها التعب أو نفذت أموالها أو انكشفت الأقنعة التي أوهمت بها السذج من مواليها .
فهذه العصابات ومن شاركها الفعل والقول، استهانت بالدم العراقي وانتهكت كل الحرمات ... وطالت أعمالها الإجرامية بيوت الله والمستشفيات ودور العلم وأماكن تجمع العمال والأطفال فضلا عن البنى التحتية ... واليوم وبعد انخفاض مستوى الإرهاب في بلدنا فوجئنا بوباء جديد بدأ يحصد أرواح الأبرياء ويأخذ دورا مهما في معدلات إراقة الدم العراقي المستباح، ولا اقصد هنا الكوليرا أو الحمى القلاعية فتلك الأوبئة يمكن الحصانة منها والحد من انتشار خطرها ... أما هذا الوباء واعني به شركات الموت المسماة شركات الحماية المنية، فلا يمكن التغلب عليها كونها تتمتع بحصانة لا يتمتع بها احد في عراقنا المبتلى بما فيهم قادة البلد !
فهذه الشركات عبارة عن مرتزقة أو مافيا للقتل لا تقف عند أي خط احمر وهي فوق القانون، وبالتالي فقد أصبحت بلاء آخر صب على رؤوس العراقيين التي عجزت عن تحديد جنسية وهوية من يجتزها يوميا .. وفي ظل غياب أي قانون أو تشريع ينظم عمل هذه الشركات فالكارثة واقعة لا محالة وستحصل أعمال قتل جماعي أخرى وتنتهك حرمات والدليل ما حصل في منطقة الكرادة من قبل شركة يونيتي ريسورسيز الاسترالية عندما قتلت وبدم بارد امرأتين بريئتين ولاذت بالفرار . علما أن حادثة ساحة النسور لم تنتهي ولم تجف دماء ضحاياها الذين سقطوا بوابل رصاص معتوهي شركة بلاك ووتر الأمريكية بعد .فهل أرواح الأجانب الذين تحميهم تلك الشركات المأجورة اعز وأغلى من أرواح العراقيين .. والى هذا الحد بلغ الاستهتار بنا وفي أشهرنا المقدسة والمحرمة ؟
يبدو ذلك، فما دام موقف الحكومة ضعيف ولا يرقى لمستوى الحدث وأبعاده فنحن نتوقع المزيد بعد الصمت الدولي المريب وعزلة الأمم المتحدة عما يدور في العراق وهي التي أجازت احتلال بلدنا تحت ذرائع واهية لم يتم تبريرها لحد الآن ... ناهيك عن الضمير العالمي الذي غط في سبات عميق لا يصحوا إلا عندما يستخدم صيادو الأسماك المبيدات أو المفرقعات أو عندما يتم إبادة الدجاج المصاب بافلونزا الطيور حرقا وبدون تخدير !!!!وبعد اليأس من منظمات حقوق الإنسان نتوجه لمنظمات حقوق الحيوان علها تتجه لحماية الحيوانات في العراق الذي سيباد شعبه إن استمرت عمليات القتل على هذا المستوى وبالتالي سيكون موقف حيوانات البلد محرج ومقلق للضمير العالمي وقتها! لقد أمسى العراقي يجهل من أين تأتي رصاصة الموت التي تخطف حياته وتتركه جثة هامدة، ونحن نتساءل هل هذه هي ضريبة الخلاص من صدام .... والى متى تستمر هذه المهزلة ومن المسئول اهو العالم أم الساسة في بغداد ... ؟
ففي كل يوم يغادرنا عزيز أو صديق أو أب أو أم أو زوجة أو ابن، لا لذنب اقترفوه سوى أنهم أرادوا العيش بأمان ولا يهمهم من جلس على كرسي السلطة الملعون . فالحكومة مع الأسف أتعبها اللهاث خلف المصالحة والوزارات المتروكة واستمالة دول الجوار والإفراج عن المجرمين بحجة رمضان، وتركت الساحة للجناة يسرحون ويمرحون بعد أن امنوا العقاب وتبرع الكثير للوساطة والدفاع عنهم لأنهم ملوا الإقامة في سجون العراق ذات الخمس نجوم والمراقبة جيدا من قبل قوات الاحتلال ومنظمات حقوق الحيوان عفوا الإنسان .
لا تستغربوا أيها العراقيون عندما تسمعون أو تشاهدون قتلتكم الأعراب وخاصة القادمون من مملكة البدو ممن وقع بأيدي أجهزتكم الأمنية البطلة، يطلق سراحهم ويعودوا إلى أحضان أمهاتهم بعد أن ثكلوا أمهاتنا بفلذات أكبادهن في الكرادة وتلعفر وسنجار وامرلي وشارع المتنبي ومدينة الصدر وسوق شلال و و و .... الكثير فلم تعد هناك بقعة في العراق لم ترتوي بدماء أبناءها، ولا ندري ماذا كان يفعل هؤلاء المردة في بلادنا هل جاءوا للسياحة أم يلعبون دورا تمثيليا لإحدى حلقات طاش ما طاش البدوي !
لقد نزفت الدماء ويبست العروق وجفت المآقي من الدموع واستغاثت الأرض من كثرة الضحايا والأوصال المقطعة ولم يبق إلا وجه الله ففروا إليه لاجئين، فهو الذي يرحمكم وينجيكم .... وان كان لابد من الموت الذي منه تفرون فليكن أسوتكم سيد الشهداء، فالقوم يطلبوكم انتم وغايتهم عقيدتكم التي أغاضت الطلقاء، فالسلاح متوفر لديهم وأموال العربان لم تنقطع وبهائم التفخيخ لم تعقر بطون أمهاتها بعد ....
https://telegram.me/buratha