بقلم : سامي جواد كاظم
منذ احتلال العراق وكانت أنظار الشعب العراقي إلى القادم من الخارج ليحكمهم من ؟! وكانت الكفة تتأرجح في حينها بين الدكتور احمد الجبلي وعدنان الباجه جي ،والسبب في ذلك هو حسب ما يعتقده الشعب العراقي ان هاتين الشخصيتين هما الاقرب الى الادارة الامريكية ، ولكن بعد مرور العام الاسود الذي حكم به اخبث شخصية حكمت العراق وهو بريمر ظهر اسم اياد علاوي رئيسا للوزراء خلافا للتوقعات ، المهم ان هذا يعني انه رجل امريكا الذي ترى فيه الاقرب الى رؤياها في المنطقة ولنبتعد عن المصطلحات البعثية والناصرية وتسميته بالعميل حقيقة لا ارغب بهذه المسميات والتي باتت اليوم هي امنية الكثيرين من العراقيين بان يحكم العراق عميل بالرغم من ان هنالك من يتهم المالكي بالعمالة .
المعلوم عن الاحزاب المعارضة التي كانت خارج العراق لها سياسة داخلية وخارجية وما يهمني هو الخارجية وكيفية بناء علاقات جيدة مع الدول التي لا تتفق مع سياسة النظام المقبور ولها تاثير في المنطقة ، حيث اغلب هذه الاحزاب التي تتشكل خارج العراق كانت تبعث بكتاب التاسيس واسم مؤسسها واهدافها الى الخارجية الامريكية لغرض الموافقة وادراجها ضمن الاحزاب المعارضة التي يخصص لها منحة مالية تستلمها من الدكتور احمد الجلبي الذي كان يستلم المبلغ الممنوح من الادارة الامريكية للاحزاب المعارضة كونه رئيس المؤتمر العراقي للمعارضة الذي عقد في لندن مع ما يحطى به من علاقات مع وزارة الدفاع الامريكية ( كتاب خيانة النص لميثم طالب بالرغم من ان هذا الكتاب يحوي على كثير من المعلومات المغلوطة الا انني اشرت اليه لنشره وثائق في نهاية الكتاب تدل على علاقة بعض احزاب المعارضة بالادارة الامريكية منهم على سبيل المثال سعد صالح جبر مؤسس حزب العراق الحر) ، وكان افضل حزب وشخصية استطاعت ان تبني علاقة ثقة وصداقة مع الادارة الامريكية هو الدكتور اياد علاوي وحقيقة هذه نقطة لصالحه وجزء من السياسة الخارجية الناجحة على عكس من رفض التعامل مع امريكا ونتيجة الرفض اليوم واضحة على الارض العراقية .
جاءت نتيجة الانتخابات الاولى والثانية عكس ما تتمناه الادارة الامريكية ، ففي الاولى لم يظهر الدكتور علاوي معارضته الشديدة لحكومة الجعفري على امل انها انتقالية والانتظار الى الدائمة ، ولكن الانتخابات الثانية هي الاخرى لم تحقق المرجو منها للدكتور اياد علاوي ، فما هو موقف الادارة الامريكية الان هل تبقى على تاييد علاوي ام انها تسحب هذا التاييد ؟! .
والجواب على هذا السؤال ليبقى في نهاية المقال ، في الاشهر الستة الاخيرة تقريبا بدات تظهر كثير من الامور التي لا تصب في مصلحة الدكتور علاوي من تصرفات هو اقدم عليها واعترف بها و خفايا ظهرت استنكرها وندد بها وبين هذا وذاك الادارة الامريكية بين المعترفة على بعض السلبيات والساكتة عن البعض الاخر ، الا انها لم تدافع عنه اعلاميا اما سياسيا فهنالك كلام اخر .أي سياسي في العالم اذا ماظهرت عليه فضيحة ولو صغيرة فانه وعلى الفور يعلن انسحابه من العملية السياسية والاستقالة والامثلة كثيرة جدا ولعل وزير الدفاع الياباني هو اقرب مثال بسبب خطأ في التصريح استقال ، ولكننا نرى العجب العجاب في سياسة علاوي ، فاول امر مستهجن اصطحب شخصية علاوي هومصدر التمويل المالي لدعاية علاوي الانتخابية في الانتخابات الاخيرة ، والامر الاخر هو كثيرا ما اعلن عن نيته في تكوين تشكيل لينقذ العراق من محنته هذه والغريب في تشكيله هو استدعائه لشخصيات لا تحظى بالقبول من قبل الشعب العراقي ناهيك عن ما صدر من احكام ومذكرات اعتقال بحق البعض منهم ، الامر الاخر هو فضح اكثر من وزير في حكومته الانتقالية وثبوت الفساد والسرقة عليهم ، و رغم ذلك لا زال يمارس مهنته السياسية بل ويتهجم على الحكومة وبشدة وبتصاعد ، والفضيحة الاخرى التي ظهرت الى وسائل الاعلام مع الاعتراف بها من قبله ومن قبل الجانب الامريكي هو تعاقده مع شركة اعلانية لغرض الترويج له بانه الشخص المفضل للعراق وامريكا ، وبعد انتقادات واستهجانات عراقية وامريكية لهذه الفضيحة عاد وتهجم مرة اخرى على الحكومة العراقية ، واشد فضيحة اعترف بها هو العلاقة والاجتماع مع الزمر البعثية من كبيرها الى صغيرها والتي بسببها ادى الى تصدع كتلته بين منسحب منها ومنتقد لها من اعضائه وبشدة ورغم ذلك لا زال يمارس التهجم على المالكي وحتى ان المالكي صاحب الصبر الطويل ادى به هذا الحال الى انتقاده علنا ووصفه كمن يحفر في الماء تارة وتارة اخرى مساندته للارهاب من خلال لقائه بالبعثيين ، ورغم ذلك عاد ليمارس عمله واخر فضيحة هو نكرها وبشدة بل وصرح بانه قد يقاضي الحكومة العراقية على ما نشر بحقه من فضيحة الا وهي احداث الزركة وما كشف عنه من اعترافات احد اعضائها وعلاقته بساسة عراقيين وكان الاسم البارز المؤثر والمتاثر هو الدكتور علاوي ،.من كل هذه الفضائح الاخيرة نرى ان الجانب الامريكي لا رأي له فيها مجرد بثها من وسائل اعلامه فقط ، وهنا الاجابة على سؤال عنوان المقالة ، هل لا زال اياد علاوي رجل امريكا المفضل ؟!من خلال اصرار الدكتور اياد علاوي على نهجه السياسي يظهر الى الافق احدى الدلالتين ، اما انه لا يفقه في السياسة واعتقاده ان السياسة هي خليط من المتناقضات والشذوذ وهو يمارسها وبجودة عالية ، او ان الدعم الامريكي مضافا اليه دعم مصر والمملكة العربية الوهابية هو الذي يبقيه على ممارساته هذه بالرغم من شدة الفضائح ، فاذا كان يعول الدكتور علاوي على الاسناد الخارجي فهذا يحتم عليه الانتظار لحين موعد الانتخابات القادمة وعندها سيكون هنالك كلام اخر ، اوبقائه على تشبثه هذا عسى ولعله ينال رغباته ، وهذا الامر بعيد هو الاخر .انا اعتقد ان الدعم الامريكي للدكتور علاوي لا زال موجود بدليل كثرة زياراته للولايات المتحدة الامريكية والاعتماد عليه في ترتيب لقاءات مع شتات البعث والاصرار على حضوره الاجتماعات ، ومن جانب اخر لا زالت اجهزة الاعلام المصرية والوهابية ومن معها من مصدري الارهاب الى العراق لا زالت تمتدح علاوي ولها اتصالات معه ، وما عليهم الا الانتظار لموعد الانتخابات القادمة .وما على الشعب العراقي الا ان يدفع الثمن من جراء سلبيات علاوي والحكومة العراقية ودول المنطقة وراس الهرم الادارة الامريكية طول فترة الانتظار .
https://telegram.me/buratha