المقالات

بحضوركم سيعم الفرح يا عراق الخير

2017 14:29:00 2007-10-11

ما زلنا نعيش هموماً جاثمة على صدر بلدنا الحبيب مما يجعل صدورنا مثقلة بالاهات والالام فما من فرحة الا تبعتها غصة وما ممن خطوة الى الامام الا وتبعتها خطوات للوراء والاسباب غدت معروفة للقاص والدان ، تلك الهموم ترجمناها تارة كلمات وتحليلات عسى ان تلاقي صدى على ارض الواقع من باب الاحساس بالمسؤولية تجاه مذهب مقدس ووطن جريح وتارة اخرى وقفنا متأملين لبانورما العراق الجريح بصمت مهيب وعيون دامعة .

وفي عمق تأمل دام أياماً أمتد أفقه من ذكرى استشهاد أمير المؤمنين وصولاً الى أواخر أيام الشهر الكريم الذي يفطر فيه العراقي على اخبار الموت والقتل والاغتيالات في هذه الفترة عجزت عن رفع معنويات قلمي ليكتب وجدته منهكاً يستصرخ تركه لفترة غير ان حكاية ما اطلعت عليها اججت في كل الرغبة في الكتابة رغم تحيري فربما ثمة من يجد ان هذه الحكاية ومحتواها هينناً مقارنة بحكايات العراق المؤلمة فحكايتنا مفرحة مبكية !!! غير انها هزت فيّ مشاعر دفعتني الى اشراك القراء بأحساس هؤلاء الشباب ، فأبطال قصتنا شابان عراقيان وها انا اذا استأذنهما بالسرد بلسان حالهما.

شابنا مهاجر من بلده منذ سنوات تجاوزت اصابع الكف الواحدة طرق باب الثلاثينات منذ سنوات قليلة وشابتنا قريبة له وكلاهما من بغداد فلشاب رصافي والشابة كرخية والمسافة بين منزلهما لا تتعدى نهر دجلة وجسر جميل ولما كان ظرف العراق الصعب يـُجبر الشباب على المغادرة غادر هذا الشاب عاصمته وداره واقاربه الى حيث الامان والغربة في مكان ما ولتبقى الذكريات الجميلة هي كل ما يحمله عن بلده وأقاربه بينما الشابة استمرت في مسيرها طلباً للعلم رغم ان هاجس الغربة كان يدق في مخيلتها كهاجس لابد له ان يـُترجم الى واقع مرير ذات يوم فهي تعرف بلدها جيداً ذلك البلد الذي لم يحبها يوماً كما احبته بلد يـُظلم فيه امثالها بلد يحن للعاقين من ابنائه دون المخلصين بلد طالما عاتبته وهي غارقة في دموعها فبسماتها تاهئة في بحر دموع شجونه التي لا تنتهي .

لم يمهل الزمن هذه الفتاة اختيار الغربة فالغربة قد اختارتها بعد ان تبرئت عاصمتها الجميلة عن حماية ابنائها الذين يتعرضون للخطر بتهمة اقتناء الهوية الجعفرية !! وجدت نفسها في مكان اخر منتظرة دعوة من بغدادها للعودة ولتمر اشهر طوال دون ان تجد رسالة في بريدها من بلدها الجريح الا ان هاتف منزلها قد رن وليكون الداعي ذلك الشاب الغائب طالباً يد تلك الفتاة من اهلها ولتغمر الفرحة قلوب الاهل الذين رضوا وابنتهم قبلهم خُلق ودين ذاك الشاب الطيب و الذي أستاذن اهلها في ان يحدثها عبر الهاتف .

وما ان القى ذاك الشاب التحية عليها واصفاً فرحته حتى اغمضت الفتاة عيناها ورحلت الى بغداد مع حروفه مقلبة صور احتفظت بها مخيلتها لهما صغاراً يقتادون الدرجات الهوائية ويركضون في باحات دارهما عندما يتزاور اهليهم وكباراً متوجهين لزيارة قباب ال محمد صلى الله عليه واله وسلم في الكاظمية وكربلاء والنجف وسامراء ملتقطين صوراً عائلية تركاها هناك في بغداد ، فتحت الفتاة عيناها على حقيقة انها بعيدة عن وطنها عندما بدأ يخبرها عن موعد الطائرة وعن سفره لقد ادركت ان المسافة لم تعد نهراً وجسراً بل غدت بلدان وغربة وفيز وطائرات لقد ادركت ان فراق قباب ال محمد قد دنا منها وسيضمر نار الاشتياق في قلبها الذي احتار بين ان يشارك قلباً موالياً افراحه واحزانه أو ان يحكم على نفسه بالبعد عن رياض الجنة !! .

بدأت شقيقات الفتاة يتكلمن عن فستان ابيض ترتديه اختهم التي تراكمت في قلبها الاهات وهي تقلب ثناياه دون ان يدرك احد احزانها ونفسها تحدثها مستغربة الى هذا الحد يا عراق الخير الى هذا الحد لم تستطع ان تحتضن فرحتي وفرحته على ارضك ولتحملهما ارض اخرى الى هذا الحد هان عليك ابناءك وهم يستجدون كلمة مبروك من فيك يا عراقنا وان هان عليك ايهون عليكِ يا بغداد ان لا تريني بذاك الثوب وانت يا دجلة الخير وانتن يا نخيل العراق وما كان ذنبي في كل هذا؟ ما ذنبي ان لا يشاركنني جاراتي وصديقاتي فرحتي وكيف بقباب الكاظمية غيابها عن هكذا فرحة وقد شاركتها همومي قبل افراحي أجبني ايها الوطن ولو لمرة واحدة لكنك أبيت الا ان تصمت، لمن سألبس هذا الثوب ؟!! صرخ احساسها في صمت وبسمات خافتة قـُرئت على انه استحياء لا حزن فأي حزن ممكن ان يخالج نفساً في هكذا حدث الا اذا كانت نفساً عراقية اعتادت الالم !!!.

فأنتظر ايها البلد المغيب لكل محب وعاشق لعتبات ال محمد دعوة من هؤلاء الشابين لحضور حفل فرحهما وسيفرحهما جداً حضورك ودجلة والفرات لتشهدوا وحدتهم عن كل احبائهم واصدقائهم واهليهم ولتشهدوا كيف ان التهاني تتوافد اليهم عبر الهاتف والانترنيت من مغيبين امثالهم أكثر من الحضور عسى ان يحرك فيك هذا الموقف شعوراً ذات يوم يا بلدي وتهتز ارضك لتبتلع من يمشون على اجسادنا وافراحنا مرحاً في بغدادنا وعراقنا من شرار الناس هلم بسرعة لترى دموعهما المغتصة بطعم الالم ليس فقط لغياب احبابهم بل لمنظرك المؤلم وانت تدخل الحفل وثيابك ملطخة بدماء اخوانهم واهليهم هناك ،أي فرحة ايها العراق وانت تنزف أي فرحة والمذهب الشريف يذبح كل يوم أي فرحة وقباب ال محمد قد ساوت الارض أي فرحة وبيوتنا مهجورة في ما خلا احباب تـُعصر قلوبنا الماً عليهم أي فرحة بعيدا عن قباب الكاظمية ؟.

ولولا عهد قطعناه على انفسنا لامام غاب عنا ونحترق شوقاً للقياه بأن نكون واولادنا جنوداً تحت امرته للبسنا الحداد الى يوم يبعثون عليك يا عراق غير انه العهد والحب لمحمد وال محمد وكل معتنق لهذا المذهب الشريف حيث انه لابد ان يـُنصر بنا وان لا ندع رعاع القوم من ان يكسروا فينا همة المواصلة والدفاع عن مذهب ضمن لنا العز والكرامة والحزن السرمدي على رؤوس رُفعت فوق رماح الغدر لابد من جيل يحمل مضمون المذهب الشريف فالهجمة الشرسة تستهدف الاجساد والعقول في تصفية لم ولن ينجح بها احدٌ من الاولين والاخرين وأي ريح مهما كانت عاتية ليس لها الا ان  تنحني أمام صرح الامام علي عليه السلام غير انه عنادهم وزيف ادعائهم من يقودهم لحرب ال حبيب الله .

واخيرا وليس اخرا ايها الشابان لكما مني أرق التهاني والتبريكات واتمنى لكما كل السعادة والموفقية وان يرزقكما الله بأبناء يوفقكم في تربيتهم وتقديهم لامام زماننا عليه السلام كجنود اوفياء وبنات صالحات ، ولكي ايتها الشابة المتسائلة دائماً أقول لا تتسائلي لمن تلبسي هذا الثوب ولا تبحثي عن كل العراق فلربما تجسد كله في ذلك الشاب النبيل الذي اسال الله ان يعوضك ِ غربتك عن بلدك العزيز عليكِ حد كل هذا العتب الذي اقرئه في عيونك الدامعة دائماً وكم فرحت وانتي تخبريني يا عاشقة دجلة بان ذاك الشاب يمتلك عينان بذات لون ماء دجلة فلقد استشفيت العوض من الله لكي يا عزيزتي يامن يمثل لكي دجلة الشيء الكثير ها هو الباري يعوضك بدجلة والفرات بعيون ذاك الموالي الطيب كوني معه على الحياة ولا تكوني مع الحياة عليه وخففي عنه اثر الغربة وأسال الله ان لا تدوم غربتكم عن ارض الوطن وان تكون دعوتكم للعراق في حفلكم حافز له لطرد كل من لا يستحق ان يبقى على ارض الانبياء والاولياء وان يحتضن الاطايب على ارضه لا داخلها !

واسبق ظهور الهلال بزف التهاني لكافة الموالين الطيبين بمناسبة العيد السعيد داعية من الله ان يلم شمل كل غريب ومفارق لوطنه واهله وكل عزيز واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين واله الغر الميامين .

اختكم المهندسة بغداد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المهندسة بغداد
2007-10-11
السلام عليكم الاخ الفاضل سامي جواد تحية وبعد تم تصحيح الخطأ الذي جاء سهواً والذي ادى الى تغير المعنى المقصود شكرا للاشارة والتنبيه ووفقكم الله لكل خير وكافة الموالين
سامي جواد كاظم
2007-10-11
كلمات دغدغت هموم العراقيين قبل العراق بشكل عام وشيعة ال محمد بشكل خاص ، وامنياتنا تتارجح بين الحصول والافول الا املنا بحجتنا عجل الله تعالى فرجه الشريف راسخ وباقي وسيتحقق الظهور ونتمناه قريب . العبارة ادناه لم استطع فهمها اتمنى توضيحها من خلال التعقيب (وأي ريح مهما كانت عاتية لا تنحني أمام صرح الامام علي عليه السلام غير انه عنادهم وزين ادعائهم من يقودهم لحرب ال حبيب الله .)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك