المقالات

القتلة والمجرمون لا يحمون أمن المواطن ميليشيات جديدة تمارس نهج القاعدة الإرهابي التكفيري


( بقلم : علي حسين علي )

شغلت الاوساط السياسية خلال الايام القليلة الفائتة بما يشبه الازمة بين الحكومة العراقية والقوات متعددة الجنسيات، وكان سببها هو اقدام الاخيرة على تشكيل ميليشيات من طائفة معينة في بعض مناطق بغداد ومحافظة ديالى ومنحها رواتب مجزية وتسليحها بأحدث الاسلحة تحت ذريعة انها ستقوم بمهمة طرد القاعدة الارهابية من تلك المناطق.. وهذا ما لم يجد قبولاً لدى الائتلاف العراقي الموحد ايضاً.

فالائتلاف والحكومة معاً يريان بأن هذه التشكيلات، حتى وان كلفت بمهمة خاصة، فانها قد انحرفت عنها، إذ ان خصمها الاول وما تحاول على قتله وتهجيره او ابتزازه هم اتباع أهل البيت وليس القاعدة الارهابية، إذ لا يعقل ان يقوم( امراء القاعدة) بمهمة طردها من مناطق معينة، فمعظم المنضوين في تلك الميليشيات هم حصرياً من اتباع القاعدة وقادتهم من بين قادتها الذين اوكلت لهم مهمة كانت القاعدة تمارسها. وقد اثبتت نشاطات هذه الميليشيات خلال الايام القليلة الماضية صحة ما ذهب اليه الائتلاف والحكومة من ان مجرمي الامس هم أنفسهم مجرمو اليوم ويأخذ الائتلاف العراقي الموحد على القوات متعددة الجنسيات بأنها كانت قد طلبت من الحكومة المنتخبة ان تعمل كل ما في وسعها لاستئصال الميليشيات اياً كانت انتماءاتها، وان اتفاقاً قد ابرم بين الطرفين لهذا الغرض، ومع ان القوات المسلحة العراقية بجيشها وشرطتها قد عملت على اداء واجبها ضد الميليشيات ايماناً منها بأن وجودها ينتقص من سيادة الدولة وكذلك يزعزع الاستقرار ويعيق تطبيق القانون وينتهك حقوق الانسان.. إلاّ ان ما أثار الاستغراب هو ان القوات متعددة الجنسيات قد عملت بما كانت تنهى عنه، فأنشأت ميليشيات هي تعرف انها لا تلتزم إلاّ ببند واحد هو قتل وتهجير وابتزاز العراقيين وهذا هو ما كانت القاعدة قبل طردها من بعض المناطق في بغداد ونواحٍ في ديالى تمارسه وتشجع كل اتباعها على المزيد منه.ان دعم ميليشيات ومن طائفة معينة وهي كانت اصلاً ضمن تنظيمات القاعدة من يخدم المصلحة الوطنية باستتباب الأمن وفرض القانون، بل بالعكس من ذلك تماماً، فهو يزيد من التوتر الطائفي من جهة ويضعف من حجة الحكومة في تصفية بعض الميليشيات من مكونات اخرى.

ان الذريعة المتداولة اليوم والتي تقول ان صحوة الانبار ومجلس الانقاذ الذي تمخض عنها كانت بداياته لا تختلف عما هو جارٍ الان، ان هذا الرأي او الذريعة غير معقول، وصحوة الانبار كانت انتفاضة شعبية ضد القاعدة، كانت موجودة فعلاً قبل ان تقدم لها القوات متعددة الجنسيات الدعم المادي والمعنوي، وكانت عناصرها تطارد عصابات القاعدة في الانبار وهي بذلك تدافع عن كرامة وشرف وحرية أهل الانبار، ولم يكن من بين اهدافها ـ حاشاها ـ ان تكون بديلاً عن القاعدة تحت مسمى اخر، كما هو حال العصابات التي شكلت ميليشيات في السيدية والدورة وغيرها من مناطق بغداد وبعض نواحي محافظة ديالى.. فالمقارنة مرفوضة وغير مقنعة، ومع ذلك، ولزيادة التأكيد، فإن مجلس صحوة الانبار لم يأمر بطرد المواطنين وتهجيرهم ولم يوجه بنادقه الى أي عراقي لم ينتم للقاعدة، وكان هدف الصحوة وعشائرها الاول والاخير طرد العصابات التابعة للقاعدة فقط. اضف الى ذلك فإن توجهات مجلس انقاذ الانبار كانت عراقية وقد اكدها خلال لقاءاته واجتماعاته ومن ثم تحالفاته مع عشائر عراقية في وسط وجنوب العراق من اجل محاربة الارهاب.

وعلى هذا فكيف يمكن المقارنة بين العراقيين الوطنيين المدافعين عن كرامة وشرف وحرية العراقيين وبين عصابات القتلة و(أمراء) القاعدة الذين شكلوا(صحوات) تحت مظلة غير ما كانوا يحملونها قبل شهر من الزمان. لقد اصدر الائتلاف العراقي الموحد بياناً شديداً استنكر فيه تشكيل (الصحوات) اكد فيه على اهمية وضرورة الاستمرار في مطاردة فلول تنظيم القاعدة واجتثاث العناصر الارهابية من عموم ارض العراق. كما استنكر تجنيد المجاميع المسلحة من قبل القوات المتعددة الجنسية، واحتضان هذه العناصر الارهابية التي ارتكبت الجرائم بحق الشعب فضلاً عن تخويلها مسؤولية العمل الأمني بعيداً عن سلطة الحكومة وعملها. واشار الائتلاف في بيانه (ان عملاً كهذا يحمل في طياته مخاطر جسيمة وينذر بعواقب وخيمة لا تحمد عقباها، وقد ظهرت هذه المخاطر في الايام القليلة الماضية حيث نفذ بعض مفارز الجماعات المسلحة ميليشيات الصحوة السنية عمليات خطف وقتل وابتزاز في كل من منطقة السيدية ـ جنوب بغداد ـ وبعض مناطق محافظة ديالى). كما اوضح الائتلاف على (ان الاستمرار في التعامل مع المجاميع المسلحة يعني تأسيس ميليشيا جديدة بعيدة عن القانون وكان الاحرى والاولى بقيادة قوات متعددة الجنسية ان تكثف جهودها في مجال استكمال بناء القوات الوطنية والتسريع في تدريبها وتجهيزها وتسليحها ورفع الموانع المفتعلة دون تحقيق ذلك). وبيّن الائتلاف (ان عملية التعاطي مع المجاميع المسلحة وتشكيلاتها الجديدة تتم بعيداً عن موافقة ورضا الحكومة العراقية المنتخبة مما يعد خرقاً فاضحاً لمبدأ سيادة الدولة، وهو تجاوز للاتفاق المبرم بين القوات المتعددة والحكومة العراقية ويشكل تدخلاً في شؤون البلاد السياسية والأمنية).

وتابع البيان (ان المجاميع المسلحة الملثمة والمنتمية الى طائفة محدودة وفي مناطق معلومة الهوية تنفذ اليوم عملياتها الاجرامية بغطاء امريكي وهي متورطة من قبل بارتكاب اقذر العمليات الاجرامية وابشعها تارة باسم تنظيم القاعدة وتارة باسم مجاميع ذات يافطات اسلامية مزيفة وافرادها مجرمون لا يمكن الاطمئنان اليهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابن السيدية
2007-10-10
السلام عليكم اخي الكاتب علي حسين خير مثال عندنا في منطقة السيدية ..والصحوة التي صارت بقيادة امريكية حيث جمعت المتردية والنطيحة ...هذه الصحوة يقودها شخص يدعى(كريم حمادي)علما ان هذا الشخص ليس من سكنة السيدية ..وله اتصالات بسوريا..عنده مكتب للدلالية في السيديةفقط.وهو كرطاني حيث جمع كل الارهابيين من السيدية والمناطق المجاورة والهابين من منطقة الكرخ والعامرية ومنهم الارهابي (وسام صحافة) واخوه و(عز مجيد الجنابي) فدائي.و(نزار الجنابي) و(محمد حسن الجنابي )و(صدام لطيف الجنابي)و(محمد ابو الفلافل)...
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك