( بقلم : سليم الرميثي )
كثير من السياسيين العراقيين وحتى بعض الكتاب وخصوصا الذين يعارضون العملية السياسية يكررون يوميا مسألة المصالحة الوطنية والتي اصبحت الوترالذي يعزفون عليه كلما خرجوا علينا.ومثلهم كمثل الذي يعزف على وترٍ مقطوع لايجلب لسامعه الاّ الصداع والكآبة. وباسم المصالحة المزعومة يريدوا عودة من أجرم ونكّل باهلنا وشعبنا ويريدوا عودة البعث والبعثيين وهم يعرفوا ان البعث قد مات وقُبر الى الابد في نفوس وعقول العراقيين.وهناك بعض الذين يتظاهرون بالاسلام والدين الحنيف بل وحتى من يدعون العلمانية يذكرون هذا القول النبوي الشريف عند فتح مكة (اليوم يوم المرحمة...الى اخر الحديث)
ولكني اقول ان هذا المقولة قالها رسول الله ص ورددها احد اصحابه بعد ان استسلم قادة واهل قريش وطلبوا العفو والرحمة من النبي ص وبعدها اعلنوا اسلامهم واعترفوا بالامر الواقع وبدولة الاسلام المحمدية.ورغم حصول اهل قريش على العفومن النبي الكريم ص الاّ ان الكثير منهم بقي يضمر الشر في قلبه للنبي واهل بيته الاطهار ع الى ان جائت الفرصة بعد استشهاد النبي الكريم ص وانقلبوا على اعقابهم وقتّلوا وشردوا آل بيت النبي وخصوصا بعد سيطرت بني امية على الخلافة. فلاغرابة عندما نقول بالامس آل امية وآل عباسية وآل عثمانية وآل وهابية واليوم آل بعثية وماشاءالله من حكم متخلف الى حكم اكثر تخلفا هكذا هو حال العراق والبلاد العربية.
فتأريخ البعثية لايختلف عن تأريخ بني امية او تأريخ كل الذين ذكرناهم كله اجرام وغدر وقتل وتدمير ولايزالون يقتلوا ويدمّروا ويعيثوا في الارض الفساد ولم يعترفوا بالواقع الجديد فكيف تطلبوا من ضحايا البعث والبعثيين ان يصافحوا الايدي الملوثة بدماء شباب ونساء واطفال وشيوخ العراق؟ وكيف نصافح من كان سببا في تدمير بلدنا وتبذير ثروات شعبنا بحروب عبثية احرقت الاخضر واليابس؟وهم لحد الان يمارسون نفس الجرائم بحق اهلنا وشعبنا.والانتفاضة الشعبانية ليس ببعيدة ونتذكرجيدا كيف عفونا فقُتلنا وشُرِّدنا من قبل من عفونا عنهم من البعثيين .هؤلاء اذن لاأمان لهم وهؤلاء اهل غدر وشر.
فهذه المقولة المقدسة فقط تنطبق على من تاب وتبرأ من اعمال البعث والبعثيين واعترف وآمن بالعراق الجديد ولم تتلطخ يداه بدم عراقي ولاينطبق على اولائك المتجبرين والمنحرفين والقتلة. كفى نفاقا ودجلا ايها الافاكون والمنافقون فاليوم هو يوم المظلوم على الظالم ويجب اعادة الحق الى اهله ومستحقيه ولامكان لمن يُريد التسلّق على حبال البعث الساقطة والتي ستُسقط كل هؤلاء.
هناك بعض المحسوبين على الساسة العراقيين والذين يتهموا الحكومة رغم عمرها القصير ورغم علمهم انها تواجه الارهاب العالمي في حرب لايعلم الاّ الله متى تنتهي يتهمونها بالفشل والتقصيرليذهبوا ويتفاوضوا مع افشل الفاشلين على مدى نصف قرن من الزمن وهم البعثيون.لان الشعب العراقي والحمد لله قد جرَّب البعث والبعثيين عندما كانوا في السلطة وجرَّبهم وهم يعارضوا السلطة فكلا الحالتين تؤكد اجرام وعنجهية هذا الحزب ومن يؤمن به.على هذا الاساس نقول لضعفاء النفوس والجبناء ان لاعودة لمن اجرم بحق شعبنا كائن من كان.وعلى هذا الاساس نقول ان المرحمة او الرحمة ليس للقتلة والمعاندين والذين يقفون اليوم عثرة امام استقراروسعادة شعبنا وامام بناء بلدنا الذي دمروه ونهبوه ولايزالون مستمرين بنهجهم الدموي ضد ابناء شعبنا.ولهذا نقول ان الدفاع عن الجريمة والمجرمين بحد ذانه جريمة فكيف اذا كانت الجريمة قد ارتكبت بحق شعب وأُمَّة بكاملها؟
فالذين يطالبون بالعفو عن بعض المجرمين عليهم ان يطالبوا من ارتكب الجرائم البشعة بحق شعب العراق ان يعترفوا ويتبرؤا من جرائمهم اولا وبعدها ينظر الشعب وهو اولى بالعفو عنهم اذا كانوا حقا يستحقوا ذلك العفو.والا كيف نعفوا عنهم وهم لايزالوا مُصرِّين على ان ماقاموا به من جرائم بحق الشعب العراقي هو واجب عسكري ووطني .
فمن كان يملك ذرة ضمير عليه ان يدافع اولا عن الضحايا الذين دُفنوا تحت الارض وهم احياء وعن الارامل واليتامى وهم بالملايين. اما الذين يدافعون عن حقوق الانسان عليهم اولا ان يدافعوا عن حقوق الفقراء والمساكين من الناس وعن المظلومين وليس الدفاع عن الجلادين والقتلة والذين انتهكوا كل المقدسات و الحُرُمات. (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِِ حَيَاةٌ يَاْأُولِيْ الأََلْْْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)الاية 179 البقرة.(( إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَاوْلئِك أَتوبُ عَلَيْهِمْ وأنا التَّوّاَبُ الرَّحيمُ))..البقرة الاية .170
https://telegram.me/buratha