( بقلم : امجد الحسيني/اعلامي عراقي )
من المعروف لدى اغلب العراقيين أن نظام البعث الصدامي وخلال خمس وثلاثين عاما عمل جاهدا من أجل تغيير جغرافية العراق عندما هجرّ الاكراد قسراً من كركوك اما بالسجن والنفي الى نقرة السلمان في محافظة المثنى أو بالتهجير الى مدينة الصدر في بغداد والمحافظات الجنوبية فيما هجر الشيعة الى كركوك ولعل هذا التهجير كان اهون الشر كما يقال وهو المعروف اعلاميا لان الكثير من الاعلام العربي قد سلط الضوء عليه ولان الاكراد ملئوا الارض ضجيجا وهو حقهم الطبيعي في اظهار جرائم صدام التي لحقت بهم ولكن ما أن فُتحت الاورق فلتفتح بوضوح وبحيادية ولعل القليل يعرف أن نظام البعث الصدامي هجرّ اضعاف الشيعة من مناطق سكناهم ولعل المتابع الجيد يجد أنّ جميع المناطق المحاذية لنهر دجلة المناطق الساخنة اليوم كانت املاك وبساتين يملكها الشيعة منذ اقدم العصور وهذا المناطق تمتد مع نهر دجلة على ضفتيه الشرقية والغربية على طول نهر دجلة والفرات ايضا فمايعرف اليوم ببيجي والدورة والمدائن ومزرعة الصويرة واللطيفية كانت في الاصل مناطق شيعية واملاك مزارعين شيعة لكن نظام البعث جاء ليحتلها ويسلمها لبعض العرب السنة الذين كانوا وما زالوا يخلصون لنظام القهر الدموي نظام صدام كما اعطى الجزء الاخر للبعثين من انصار صدام وفكره الاستبدادي القمعي وعلى المادة 140 أن تطبق على هذه المناطق كما تطبق على كركوك حافرا بحافر وكما يقول فقهاء الحنفية ( حذو النعل بالنعل ) اما أن تُطبق على كركوك فيما يمنع الشيعة من هذا الحق فهذا يعني استمرار معادلة الظلم التي لايرضى بها الشيعة وهم ليسوا مجبرين على الرضى بها ولابد أن تكون كركوك مقابل هذه المناطق لأن القانون اما يطبق كاملا والا فلا وهذه المناطق ليست هي وحدها المشمولة بالمادة 140 بل الاجزاء الكبيرة من محافظة كربلاء والنجف الاشرف والحلة التي اقتطعت من جسد هذه المحافظات لتُظم الى محافظة الانبار يجب أن تكون مشمولة بهذا القانون والمطالع لخرائط العراق العثمانية او خارطة ( الكادستروا ) يجد أن هذه المحافظات الثلاث في نظام الملكية العثماني وخرائط الكادسترو التي وضعها المصمم الانكليزي كادستروا تؤكد أن نظام صدام اقتطع اجزاء كبيرة من هذه لمحافظات الثلاث ( الحلة وكربلاء والنجف ) لتُظم في ظل نظام القمع الدموي الصدامي لمحافظة الانبار حتى تضخمت هذه المحافظة الصغيرة كما تضخمت تكريت لتضم ما لم تضمه محافظة الانبار وهذا يُعدُّ نزوا على حقوق الشيعة وسرقة لارضهم ومزارعهم وبساتينهم كما نزا خالد بن الوليد على زوج مالك ابن نويرة ،
واذا كان صدام قد اخذ القليل من جزاءه عن جرائمه في الدجيل فانه لم يأخذ جزاءه جراء جرائمه في قتل الشيعة خصوصا وتهجيرهم من مناطقهم سواء عند اخراجهم من مناطق سكناهم في اجزاء محافظة كربلاء المقدسة والنجف الاشرف والحلة المقتطعة والمجزءة لصالح الانبار وتكريت ولعل هذه الجرائم من ابشع الجرائم التي قمعت مرتين :
الاولى عندما قام صدام بجريمة تهجيرهم واقتطاع اراضيهم وضمها للانبار وتكريت والمرة الثانية عندما تغافل الاعلام العراقي ودلس الاعلام العربي عن فضح هذه الجرائم وإرجاع الحقوق الى اهليها ثم على السياسيين الشيعة واحزابهم أن تطالب بقوة في ردِّ هذه الاجزاء المقتطعة الى أحضان محافظاتها المسروقة منها جبرا وعلى الأكاديميين من اساتذة جغرافيا وهيئات المساحة العامة أن تكون أمينة وصادقة في عرض الحقائق والخرائط الحقيقية للتنظيم الجغرافي والاداري العراقي لأن اقتطاع كبد كربلاء أو كبد محافظة النجف أو كبد محافظة الحلة هو اقتطاع وتقسيم للعراق وهذا حق تأريخي وإن من يتخاذل عن عرض كوارث اقتطاع هذه الارضي من ذوي الاختصاص من الاكادميين سيكون كمن وضع اتفاقية (سايكس بيكو) التي قسمت العالم العربي .
وعلى البرلمانيين العراقيين الشيعة أن يطالبوا بحقوق من انتخبهم من المزارعيين الذين يعاني اولادهم من الفقر المدقع ومآسي الانسحاق فيما تقول الخرائط العراقية وخرائط الامم المتحدة أنهم من ملاك الاراضي وعلى البرلمانيين السنة أن يكونوا مرة واحدة وطنيين ليعلنوا على رؤوس الأشهاد أن هذه الاراضي هي اراضي شيعية وأن كانوا يعرفون الصوم والصلاة كما يدَّعون فعليهم أن يُعيدوا الأملاك الشرعية الشيعية لأهلها لأنها جزء من الوطنية أن كانوا يعرفون الوطنية ؛ والشيعة يحتكمون إلى خريطة ( الكادستروا ) لأنها اقدم الخرائط التي وضعها رجل لايعرف الشيعة ولا السنة ولم ينحز الى السنة أو الشيعة عندما رسمها كواقع عاشه عند رسمه إياها أما أن تعاد كركوك كحق للاخوة الاكراد - وهو حقهم - وتبقى هذه الاقسام المقتطعة دون أن تسترجع للشيعة فهو عين الظلم ، كما اعطيت الفدرالية كحق للاخوة الاكراد فيما يمنع الاعلام والبرلمانيون السنة الشيعة من حقهم في الفدرالية .
وإن لم تعترفوا بخرائط الكادستروا التي وضعها البريطانيون حلفاء السنة بعد عام 1920 م فاعترفوا بشهادت شيوخ السنة والشيعة ومعمروهم الذين يعرفون حدود المناطق الشيعية من السنية وهي ليست دعوة للطائفية بل دعوة شرعية ووطنية لمن يعرف الوطنية والشرعية من العراقيين وما ضاع حق له مطالب وحافظوا على الدستور لأنه الحاكم غير الطائفي.
https://telegram.me/buratha