المقالات

ثنائية الحاكم والمحكوم في أنظمة الغلبة والأستبداد

1188 22:12:00 2007-10-08

( بقلم : علاء الخطيب )

في ثنائية الحاكم والمحكوم في أنظمة الغلبة والاستبداد يكون اللعب على كل الحبال أمرا ً مشروعا ًو ينثني المستحيل ليصبح ممكنا ً وليس ذلك مستغربا ً في مجتمعات بنت مورثها الثقافي وتشكَّل وجدانها على نظرية (يطلب الحكم ولو بالجور) وفي هذه الثنائية يصوَّر المغتصب عفيفا ً والزاني بطلا ً وعدو العلم وحارق المكتبات بطلا ً محررا ً وتكرس تلك النظرية لتأخذ مكانها في نفوس الناس ويدافع عنها الحاكم ويستمر في تزوير الحقائق وقلبها , ويكون مصير الذين لا يقبلونها أو يشككون فيها القتل. ويستلف الحاكم نظرية الحجاج الشهيرة ( من تكلم قتلناه ومن سكت مات بدائه غما ً) .

هذه الثنائية هي ثنائية (يزيد والحسين ) فيحق ليزيد ان يجلس على كرسي الحكم ولا يحق للحسين إلا القتل في كربلاء ويحق ليزيد ان يكون مطمئنا ً ولا يحق للحسين إلا ان يكون خائفا ً مشردا ً وهكذا تستمر الادوار على كرور الايام ومرور الدهور , ويدور التاريخ دورته في اتباعهم فيحق لليزيدي ان يحكم في الدول العربية ولا يحق للحسيني ان يشارك في الحكم فضلا ً عن الحكم , فكما صيَّر الحسين خارجياً نازع يزيد على ملكه صيَّر الشيعي صفويا ً وأجنبيا ًً ولا يحمل والولاء لوطنه, وكما أصبح الحسين مفرق لوحدة الجماعة وشاقا ً لعصى الطاعة أصبح الشيعة خونة يشتتوا شمل الأمة ويريدون ان يسلخوا العراق من محيطه العربي ويمسخوا هويته العربية ويتباكى اليزيديون على عروبة العراق وكأن العروبة قرينة ليزيد لا الحسين , فيحق لليزيدي ان يكون مسلما ً ولا يحق للشيعي إلا ان يكون مجوسيا ً ويحق للأموي ان يكون عربيا ً ولا يحق للشيعي إلا ان يكون عدوا ً للعروية , ويحق لليزيدي ان يستعدي الاجنبي على على شعبه ويستقوي به ولا يحق للشيعي إن يناصره أحد , ويحق لليزيدي ان يكون سيدا ً ولا يحق للشيعي إلا ان يكون عبدا ً وتابعا .ً فبغداد هي بغداد الامام أحمد ابن حنبل وعبد القادر الكيلاني وليست بغداد الامام موسى الكاظم ومحمد الجواد والشريف الرضي والشيخ المفيد والشيخ بشار وغيرهم, نعم إنها بغداد الجميع بغداد العراق والعراقيون جميعا وليست لفئة دون غيرها .

ففي قواميس الطغاة والمستبدين مفردات على الجميع ان يتعلموها ومن أبى فله السيف كما يقول عبد الملك بن مروان حينما أصبح خليفة ( نحن بنوا أمية من قال لنا هكذا – يرفع رأسه الى الاعلى – قلنا له بسيوفنا هكذا – ويومئ بالسيف ) ولا أقصد بالمستبد هنا شخص الحاكم بل كل من ينظر بعينه ولو كانوا جماعة . هذا ما يفسر الاصرار والاستماتة على الحكم بقتل الآخر حتى لو لم يكن معارضا ً ولكن يمثل طرف الثنائية الذي لا يستحق بنظرهم إلا ان يسترق . وكأن الصوت يتفجر من قرارة الذات اليزيدية قائلا ً أنا الحاكم وأنت المحكوم انا يزيد وأنت الحسين ولا أسمح ان تنقلب الادوار رغم تبدل الأوضاع فأنا السيد وانت العبد وأنا الوطني وأنت الخائن وأنا العربي وأنت الصفوي . ويردد في ذاته وهو يترنم بها كأغنية أنها معادلة بنيت منذ عصور خلت ولا مجال لتغييرها , وتغييرها يعني ان أتخلى عن أمتيازاتي التي حصلت عليها بالظلم والجور , ويصل الى النتيجة الموهومة أنا يزيد فلا يحق لي إلا ان أنظر الى كرسي الحكم ولا يحق لك إلا ان تنظر كيف قتل الحسين وتعتبر إن كنت تفكر بالتغيير فلك بالحسين أسوة ٌ ياشيعي .

 إنها لقسمة ضيزى فهل هذا من العدل يادعاة العدالة , السنا نحن وانتم أهل بلد واحد بنيناه بسواعدنا وارض واحدة رويناها بدماءنا فلنعد صرخة شاعرنا السياب حينما يصرخ به الموج ويتفجر الصوت في قرارة روحه ( عراق) ليس سوى العراق .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك