( بقلم : اسعد راشد )
الامريكيون يتعاملون مع شيعة العراق وكانهم كلهم اعضاء في 'فيلق القدس' الايراني الذي لا وجود له في العراق الا في مخيلة القيادات الميدانية العسكرية الامريكية وعلى رأسهم العسكري الفاشل باتريوس الذي اخذ على عاتقه مهمة تدمير العراق وتحويله الى ساحة تصفية حسابات اقليمية ودولية يدفع العراقيون بكل طوائفهم واعراقهم الاثمان الباهضة .هذا التعاطي الامريكي مع المشهد العراقي واعتبار شيعة العراق اما هم اعضاء في 'الميليشيات الشيعية' او عناصر مجندة في 'فيلق القدس' يعكس حالة من التخبط والاحباط التي تعاني منها الادراة الامريكية وقواتها في العراق خاصة وان التقارير تتحدث ان الصراع الايراني الامريكي هو في الاساس صراع مصالح ونفوذ وصراع الموارد الطبيعية التي يزخر بها البلدين (ايران والعراق ) وخاصة ايران التي تشكل احتياطياتها من النفط والغاز قوة تهديد للمصالح الامريكية ونفوذها في المنطقة وهذا ما يدفع دائما الجانب الامريكي لخلق هواجس لدي دول المنطقة وحلفاءها في الغرب من خلال التلويح بخطر امتلاك ايران السلاح النووي .
في خضم هذا الصراع واستمرار القوات الامريكية في استفزازها للجانب الايراني وزجها بشيعة العراق في معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل لن يجد المحللون وعدد من المراقبين للشان العراقي اي سببا لمثل هذا التصعيد في الوقت الذي يقوم فيه الجيش الامريكي بتسليح الميليشيات الارهابية بحجة محاربة القاعدة سوى ان الاجندة الامريكية تقتضي اليوم الدخول في مواجهة علنية مع الايرانيين وجعل شيعة العراق كبش فداء لها ‘ وتأتي العملية الاخيرة الهمجية للقوات الامريكية في بعقوبة في منطقة الجيزاني وقتلها العشرات من المدنيين الشيعة عبر القصف الجوي واستخدام القوة المفرطة حسب وصف المراقبين لتكشف عمق ذلك التخبط حيث كانت حجتهم وجود عناصر من فيلق القدس ولجوء احد فادته(...) الى تلك المنطقة فيما صور الجثث ووثائق التقطت للوضع الميداني فيها تؤكد ان الضحاها كلهم من المدنيين الشيعة مما حدى لبعض السياسيين لوصف العملية بانها 'ضمن تصفية حسابات' يدفع ثمنها الابرياء وان الامريكيين يتحركون نحو اهدافهم 'المقصودة' بغباء ووشاية تقدمها لهم المنظمات الارهابية وعلى رأسها 'مجاهدين خلق' وكتائب العشرين والجيش الاسلامي والمجاميع التي تتحرك تحت مظلة جبهة التوافق والتي تجد من مصلحتها خداع الامريكيين ودفعهم للتصادم مع شيعة العراق وحتى ايران .
فاذا كان النظام البعثي السابق يقتل شيعة العراق ويشرد بهم شرقا وغربا بحجة انهم 'عملاء ايران' فان تصرف القوات الامريكية مع شيعة العراق وقيامها باستهداف ابناءهم بذريعة انهم اعضاء في فيلق القدس او تابعين لميليشيات عميلة لايران لن يجلب الامن والاستقرار للعراق بل يدخله في دوامة من العنف والفوضى يستفيد منها الارهابيون والقتلة ومن هم بحاجة الى خلق مثل تلك الفوضى لتحقيق الاجندة الخفية ومصالح اقليمية ومخابراتية .
في مثل هذا التخبط الامريكي يستغل الارهابيون الموقف للتصعيد من اعمالهم الاجرامية ضد المدنيين وخاصة الشيعة وبمشاركة امريكية غبية بحجة التصدي للنفوذ الايران ومواجهة عناصر الفيلق الايراني ولعل التصريح الذي ادلى به القائد العسكري الامريكي الفاشل باتريوس لمحطة سي ان ان ضد السلك الديبلوماسي الايراني في بغداد واتهامه له بانهم اعضاء في فيلق القدس يشير الى خطورة الموقف وخطورة مثل هذا التوجه لدي القائد الامريكي حيث ان الامر حسب تصور المراقبين لا يتوقف عند حد 'السلك الديبلوماسي' الايراني بل يتخطى ذلك ليشمل كل الشيعة الذين لا يتفقون مع اجندة القوى الاقليمية والدولية المدمرة في العراق خاصة وان تلك الاتهامات هي في الاساس باطلة ولا يوجد دليل قوي على مثل تلك الادعاءات السخيفة سوى تصفية حسابات وممارسة سياسة لي الاذرع لتحسين شروط كل طرف ضمن حسابات معينة لا تخدم الهدف الاساسي الذي اعلن الامريكيون انهم جاءوا من اجله الى العراق .
فهل نشهد مذابح جديدة ضد شيعة العراق بحجة انهم 'اعضاء فيلق القدس' خاصة وان استهداف وكلاء المرجعيات الدينية في جنوب العراق واغتيال الشخصيات الشيعية في مدن الجنوب والوسط قد شهد تصعيدا خطيرا لم يألفه المحيط الشيعي في الجنوب بل هناك ايادي خبيثة مرتبطة بمخابرات اقاليم الجوار تسعى للوقيعة بين الاطراف الشيعية في العراق لتكتمل حلقة المؤامرة بشقيها ضد شيعة العراق حيث الامريكيون ومعهم الطامحين في العودة لحكم العراق من اتباع البعث والطائفيون يستهدفونهم بحجة 'عناصر فيلق القدس' والميليشيات فيما مخابرات الدول العربية المجاورة تحرض عملاءها نحو تصفية الشخصيات الشيعية واستهداف وكلاء المراجع في الجنوب لخلط الاوراق واشعال حرب شيعية شيعية يمهد لها لاعلام العربي وبعض المتواطئين في الغرب ‘ ام نشهد تطورا في الوعي الجمعي الشيعي يكون اتفاق الصدر والحكيم بداية سليمة وقفزة نوعية نحو اجهاض مخطط الاعداء وللم شمل البيت الشيعي لمواجهة ما يخطط لهم ؟
اسعد راشد
https://telegram.me/buratha