المقالات

الفيدرالية وقرار الحسم 117- 118

1292 15:43:00 2007-10-08

بقلم: عبد الرزاق السلطاني عضو اتحاد الصحفيين العراقيين عضو اتحاد الصحفيين العرب

ان خطة تقسيم العراق الى ثلاث مناطق على اسس طائفية وعرقية جاء مخيبا للآمال وقوبل بقلق بالغ من قوانا الدينية والوطنية، فهو ليس الحل والقرار حول ذلك ان صح يجب ان يصدر من العراقيين انفسهم من خلال الرجوع الى الاساليب الديمقراطية المستوحاة من الدستور الذي يكفل المساحة الكافية لممارسة حق تقرير المصير دون المساس بوحدة العراق وسيادته كبلد مستقل ذي سيادة وعضو اساسي في منظمة الامم المتحدة, لذا فمن الصعب تنفيذ سيناريو معد في المطبخ السياسي كوصفة جاهزة لبناء عراق المستقبل, غير ان المركب البنيوي الحيوي يجب ان يستند الى مناهج تحليلية وتركيبية مقرة في الدستور كونها الوحيدة القادرة على اعادة قراءة وانتاج البنى وما تحتاجه من طاقة مهمة وتصميم وطني ينفي حالات الاسترخاء والترهل بالانتقال الى ارادة عراقية غير مصغية الى الرضوخ او الانحناء او الاستسلام, فضلا عن الفضاءات الحيوية القادرة على التعبير والمشاركة في صنع القرار والموقف والمصير من الرؤيا الشمولية لبناء الذات واقرار وجودها الاستراتيجي, ولعلنا نتفق كعراقيين على تنوع اعراقنا وانتماءاتنا.

ان من اولى مقومات نهضتنا الجديدة بعد زوال النظام الدموي هي الفيدرالية, والامن, والاستقرار للعراق مجتمعا ودولة, وعليه فكل ما من شأنه ان يصادر هذا الهدف الوطني يجب ان ننزع الصاعق عنه لحماية ذاتنا الوطنية من التشظي, حيث كفل الدستور الاقاليم وان المادتين 117 - 118 قد اقرتا المناطق الاقليمية لسحب البساط من تحت اقدام معارضي دسترة العراق, وكما يبدو ان العديد من الاوساط التي تمارس التنظير للواقع العراقي انها غالبا ما تضحي بالتزاماتها وتنقض استحقاقاتها الوطنية بسعيها لتأسيس تجاذب سياسي واحتراب تنظيري, وهي بذلك تكون قد ساهمت في تعقيد عمليات التحول المجتمعي وتحاول اغراق الساحة بالوان التنظير بما يخالف الواقع, فان المسالة الجوهرية التي لابد ان تكون حاضرة في اذهاننا هي ان بوصلة التوظيف الانسب والامثل والمتناغمة مع حالتنا العراقية يجب ان تكون هي الدالة والفاعلة دوما في قناعات الجماهير ومعطيات المرحلة.

اذ تاتي الاقاليم ضمن اطار امثل للصيغ الوطنية التي تحافظ على القيم الانسانية كونها تضمن جمع كل المكونات العراقية في بوتقة تضمن الانتماء والقدرة على اطلاق البناء الاجتماعي والسياسي للعراقيين كافة دون عزل او اقصاء او تهميش, فلا تزال هنالك افرازات ازمة الثقة التي بدت تتبدد بالمقاربات السياسية بين الاقطاب الفاعلة على الساحة لعزل الارهاصات والتداعيات التي حاولت العوامل الداخلية والخارجية ايجادها والتي ارتبطت بالظروف الاقليمية والدولية، وبذلك اغلقت المنافذ امام اعداء العراق, مما يجعل المسؤولية تتوزع على اكثر من ملف, حيث لا يمكن النظر الى المشكلة العراقية بمعزل عن الارهاب الذي نواجهه, وبالنتيجة يجب تسريع تحديد الاطار الحقيقي والاليات التي تفضي لبناء عراق دستوري فيدرالي تعددي مستقل قادر على ان يعطي المساحة الواسعة للمشاركة في صنع القرار لكل المكونات العراقية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك