المقالات

تاريخ الحرب الطائفية في العراق


( بقلم : امجد الحسيني/اعلامي عراقي )

ان الكثير من المؤرخين العراقيين والعرب الذين ادمنوا اتباع توجيهات السلاطيين في كتابة التاريخ العراقي تغافلوا وتناسوا ان يؤرخوا للحرب الطائفية في العراق واعتقد ان لهذه الحرب تاريخ موغل بالقدم لكني سأخذ فترة قصيرة من الزمن المنصرم هي فترة الخمس وثلاثين عاما الماضية وتحديدا حكم نظام صدام للعراق وفي هذا التأريخ شنت حرب اهلية وجهة نحو العرب الشيعة في العراق وكانت هذه الحرب ليست موجهة من قبل نظام حزب البعث المجرم ورئسه فقط بل كانت موجهة ايضا من قبل المنظومة المسماة بالمنظموة العربية او العالم العربي .

فمنذ خمس وثلاثين عاما قتل البعثيون رئيس الوزرء العراقي عبد الكريم قاسم لانه جاء غير معادلة الحرب الاهلية بل جاء ليوقفها فقط ، فعند تقلده الحكم في العراق قال ان العراقيين متساويين في الحقوق والواجبات وهنا شنت عليه المنظومة العربية بقيادة جمال عبد الناصر هجمة عنصرية اشبه بهجمة الهر هتلر على العالم باسره واخرجته عن العروبة فقط لانه اراد ايقاف الحرب التي تستهدف الشيعة في الوسط والجنوب والاكراد في الشمال حتى اسقط واستقدم العارفان الاول الذي رفع الشعار الحقد ومحاربة الشيعة وظهر نوع من انواع القهر هو ليس بالجديد ولكنه متجدد وهو الارهاب السياسي حيث ارهب الشيعة وقتلوا في كل مكان ثم بعد قدوم المجرمان العتيدان احمد حسن البكر وصدام انتقلت الحرب الطائفية ضد الشيعة تأخذ صورة اخرى هذه الصورة تعتمد الانتقال من قتل السياسيين الشيعة الى قتل الشيعة عموما سياسي او غير سياسي وتم هذا القتل عن طريقين الاول هو ذلك النوع من انواع القتل التقليدي الذي يعتمد النار والرصاص واعواد المشنق التي خلفت اكثر من اربعة ملايين شهيد في المقابر او نهر دجلة قتل بطرقة الثرم .

اما الطريقة الثانية هي الاقصاء والقتل الثقافي حتى سميت وزارة التعليم العالي بوزارة التعليم العاني والبحث الدوري وكانت مناهج التربية توضح لحرب الثقافة الشيعية حتى اصبحت بعض الثقافات التخريبة مسلمات مقابل الفكر الشيعي والكل يتذكر الاخطاء والتحريفات التي لايقرها المذهب الشيعي كالترضية على المجرم الاول معاوية ابن ابي سفيان عدو الرسول الاول في كتب التاريخ والتربية الاسلامية كما اصبحت جريمة خالد بن الوليد عندما قتل مالك بن نويرة رحمه الله تعالى ونزوه على زوجته حسنة من حسنات التاريخ وصارت عورة بن العاص صفة من صفات التفاخر .

اذا الحقيقة التي يغفلها الاعلام العربي والعراقي المأجور متعمدا هي ان الحرب لطائفية لم تندلع بعد احداث تفجير مآذن الروضة المطهة للامامين العسكريين وانما بدأت منذ زمن طويل حيث خلفت اكثر من اربعة ملايين شيعي بين قتيل وجريح في الحرب العراقية الايرانية كما خلفت مئات الالاف من اليتامى والنساء الارامل من الشيعة طبعا كما استحلت النساء لبهائم الامن وحيوانات المخابرات الصدامي ولم يقف هذا المسلسل اليومي للقتل حتى عام 1988 عند انتهاء الحرب العراقية الايرانية بل كانت تشهد اعواد المشانق وسجون الموت الصدامي يوميا حفلا صداميا شعاره اراقة الدماء الشيعية بعدها جاءت مرحلة غزو الكويت التي زج فيها المساكين الشيعة فيما نهبت اموال الكويت تلك العشائر السنية التي تعودت ان تأكل وتجني الثمار دون تعب ، وبعد حرب الخليج الثانية صارت ضراوة الحرب الطائفية التي استهدفت الشعة اكثر إوارا فيوميا يقتل الشيعي في طريقه الى الزيارة او حتى ان حلم بانه يكره النظام فان النظام سيقتله مما خلف اكثر من ستة ملايين عراقي بين شهيد في معتقلات النظام وسجونه او في بطون اسماك بحيرات الثرثار او في المنافي وعلى ارصفة السفارات العربية التي ابت ان يدخل العراقي الى حدودها وكان المدرسون والاساتذة الجامعيون والاطباء والمحامون فضلا عن الكادحين العراقيون يهانون عند دخولهم الاراضي الاردنية او المصرية والذي يحصل منهم على فيزة مرور فيؤخذ من مدخل الحدود المصرية حتى مخرجها مخفورا وكأنه مجرم دولي او قاتل مأجور .

هذه خمس وثلاثون عاما من القهر الصدامي والعربي لهذا الشعب واليوم يخرج اعلامهم المأجور ليدعي ان الحرب الاهلة في العراق على وشك الاندلاع ولا اعرف ماذا يسمي القتل اليوم خلال الاعوام الخمس والثلاثين المنصمة بل ماذا يسمي جرائم القتل التي تقوم بها المفخخات السنية او الردكالية المتطرفة يوميا بحق الشيعة كما ان الاحصائيات الدولية غالبا ما تغفل من هو سبب التشريد ومن هو السبب الرئيس في نزوح العوائل العراقية خارج وداخل العراق ، الم يقتل السنة العرب الشيعة العرب على الطريق السريع حتى صارت مطاعم الكيلو 160 في الانبار انهارا من الدم الشيعي الزاكي . الم يهجر العرب الشيعة من مناطقهم بالقوة والكثير من رجالهم قتلوا وفرت النساء الشيعيات حتى من دون غطاء يسترهن وطفالهن برد الشتاء القارص . هل سيتذكر التاريخ كل هذه الجرائم الا اخلاقية للعرب السنة والقتل الطائفي وحرب الابادة الجماعية التي ارتكبت وترتكب بحق المسالمين الشيعة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابوميثم
2007-10-07
عزيزي امجد ان الحروب العالمية تتوقف بعد اشتعالها بعدة سنين وكل الخلافات بين البشر تنتهي اما بذهاب المصلحة او بهلاك صاحبها. ولكن شيعة الرسول واله عليهم افضل الصلاة وازكى التسليم لن تتوقف الحروب المثارة عليهم وذلك لأن ابليس وحزبه على مدى الزمان باكمله ليس لهم عدو اعدى من الشيعه وذلك فقط لتعبدهم لله وحده ليس للهوى ولا للسلاطين والطغاة ,صدقني استاذ امجد فالكفر ملة واحده لايغرك ان تشعبت اعراقهم او تشكلت الوانهم ولغاتهم فالحرب من ابليس وجنده لا هوادة فيها وان الله يدافع عن الذين ءامنوا وهو الناصر .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك