( بقلم : عدنان الخفاجي )
بدأ الجسم الإسلامي ولله الحمد بإنتاج الأجسام المضادة لميكروبات هذا الوباء اللعين الخطير الذي يفتك بجسمالأمة الإسلامية بل وكل الإنسانية ألا وهو الارهاب والفكر التكفيري المتطرف، وباتت رائحة هذه الجيفة تزكم الأنوف ولايمكن كبتها أو سترها برش المعطرات الجوية هنا وهناك ٠فبعد الإندفاع الأعمى والشديد للشباب المسلم المتهور واحيانا الأحمق مع الاسف وراء الشعارات البرّاقة والتي يطلقها شيوخ هذا الفكر الأعوج منذ سنين بدأً من أفغانستان ووصولا إلى العراق ،التي أصبحت فيه مركزة وتخفي ورائها نوايا سيئة وخبيثة ولأهداف فضحتها شمس الصباح فغدت لاتخفى على عاقل ٠
في بادئ الامر وبعد سقوط نظام صدام العفلقي إندفع الكثير من الشباب العراقي المسلم وللأسف وراء صرخات نكراء دخلت من وراء الحدود بدعوى مقاومة المحتل والجهاد وهي في حقيقتها لإبادة طائفة من المسلمين وسلب البلد الامن والاسقرار ، وبعد مرور فترة ليست بالطويلة من الزمن زالت الغشاوة عن عيون الكثير من الشباب المندفع وأدركوا فداحة مايقومون به من إجرام ،فتوجهت أنظار (أمراء التكفير) إلى خارج البلاد من مختلف الجنسيات من الحمقى والمغرر بهم فوقعوا في نفس الفخ وبعد فترة ،يطل علينا من خلال الفضائيات والصحف شباب إستطاعوا الفرار والنجاة( على حد قولهم) من هذه العصابات التكفيرية وإنهم نادمون أشد الندم وانهم خدعواأيما خداع٠ وتلتها صحوة العشائر العراقية من يختلف الطوائف ، والتي كانت تتبنى تلك العصابات كصحوةعشائر الانبار وغيرها ، فأقنعة هؤلاء المجرمين لاتلبث ان تسقط امام نور الحق ،ففي ساحة الواقع وارض التطبيق تنكشف حقائقهم ونواياهم السيئة فلا يبقى معهم إلاّ من كان على شاكلتهم ٠
ووصلت النوبة الآن الى شيوخ البلد الذي إحتضن هذا الفكر وغذاه وبدأت صحوة الضمير لديهم وواعز الدين الذي تحك فيهم وإدراكهم لعظمة المسؤولية التي ظهورهم يوم الناس الى رب العباد يوم تبلى السرائر، وهاهو مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ينصح في فتواه الشباب السعودي بعدم جعل أنفسهم بيد عناصرمجهولة تدعي الجهاد واعتبر ان خروجهم إستجابة لنداء ات تيارات جهادية متشددة يمثل عصيانا لعلمائهم وإخلالا كبيرا بالتشريعات، وهو إنعطاف فكري إنتظرناه طويلا من رجل أدرك مسؤولية الكلمة وقيمة النفس الإنسانية وعظمة ذنب إراقة الدماء ،فبارك الله بهذا الضمير ونتمنى ان تسري هذه الصحوة الى باقي الشيوخ واصحاب الرأي ممن يتبنون هكذا فكر ،وان لاينساقوا وراء النزعات العصبية والطائفية وليتذكروا يوما تشخص فيه الابصار ،وان ثواب جمع شمل المسلمين لهو خير لهم من ان يلقوا الله بهذه الدماء٠ ومن المفرح ان نسمع خبرا مثل ماحصل في جامع اليوسفية حيث دعا السيد احمد الحسيني الى صلاة جماعة تجمع السنة والشيعة وكان الحضور بحمد الله كبيرا ،فهذا إن دل على شيء إنما يدل على ان الحرب الطائفية إنما هي حرب مفتعلة مجاميع وعصابات لايروق لها ان ترى العراق يعيش بسلام بجميع طوائفه ، وهي لاتعمل لوحدها بلا شك وإنما مدعومة من حكومات بعض الدول المجاورة وهذا بات معروفاايضا٠
اذن الطائفية غير موجودة في نفوس العراقيين ،بل هي نار يساق اليها العراق بجميع طوائفه بحرب إعلامية منظمة مدروسة ومدعومة وتنفذها على ارض الواقع العديد من الجهات اولها منظمة القاعدة ومجاميع من المغرر بهم او من الجرمين والمستفيدين ماديا وحتى بعض الاحزاب وشخصيات في الحكومة وما حصل في شمال صلاح الدين الذي كشف سعة مايحاك وراء الستار ،اذ القي القبض على نايف جاسم محمد وهو نائب في البرلمان في اجتماع بالمجاميع المسلحة لمنظمة القاعدة لإنتخابه كأمير،وهذا ليس مستغرب ممن ينتمي الى جبهة التوافق(وماادراك ماجبهة التوافق) ،تصوروا ! ان عضوا في البرلمان ارهابي وليس ارهابيا عاديا بل شخص متمرس وتكفيري حتى النخاع ليكون مرشحا كأميرا للمجرمين! ونفس حارث الضاري يصرح على قناة الجزيرة(بوق الارهاب) بما معناه (٠٠٠ان القاعدة هي منا ونحن منها٠٠) ويقول عدنان الدليمي انه لايستبعد ارتباط اعضاء في التوافق بالمجاميع المسلحة٠انظر بربك !الشعب العراقي يقاوم القاعدة بكل طوائفه وجبهة التوافق تؤيدها لا بل هي جزء منها !! فعلى الشعب الكريم ان يقف بوجه جبهة التوافق لانها والقاعدة وجهان لعملة واحدة٠
https://telegram.me/buratha