المقالات

التطرف مرض أنجبته الدكتاتوريات

1200 16:01:00 2007-10-07

( بقلم : علي الزبيدي )

من أخطر ممارسات النهج الصدامي البعثي في التعامل مع المجتمع العراقي خلال فترة تربعه على دفة الحكم ، هو العمل الجاد والممنهج على تهديم الوعي واستلاب ابسط الاسس العقلائية في التفكير والتعاطي مع الآخرين ، من خلال إعمال مؤسساته البعثية والقمعية كل المعاول والطرق لقتل أي وسيلة يمكن للفرد العراقي ان يستقي منها العلم أو الثقافة أو الوعي الديني الصحيح .

فدخول المساجد مؤشر على العمل لاسقاط السلطة ، وتداول الكتب دليل على الانخراط في العمل السياسي ، والنقاش حول الاوضاع السياسية أو الثقافية سيؤدي لذبحك حتما بقلم أحمر مصلت لخطف الرقاب.والحق ان صدام وجلاوزة القمع افلحوا في ان يحقنوا المجتمع بخواء سيلقي بآثاره عقودا قادمة ، وما نراه اليوم من تفشٍّ لمظاهر الجهل والنعيق والنقيق والتصفيق والهرولة خلف كل من يرفع راية تضليل وغواية ، وتداول كل فكرة تحمل تناقضاتها ودليل زيفها في داخلها ، والعيش على الشائعات والأباطيل ، هذه كلها أدلة على ما ندعي ، وهو ما يشاطرنا القناعة به الكثيرين .

وأخطر الأمراض التي تفشت وتمخضت عن تلاقح الافكار الصدامية في مجتمعنا هو التطرف ، متماشيا مع انتشاره في اوساط كثيرة من المجتمعات العربية والاسلامية ، تلك التي تتفق معنا في هيمنة الدكتاتوريات والتيارات السلفية المتعصبة عليها.

فبين الحكومات الدكتاتورية الشمولية والدكتاتوريات المحلية يقع الانسان في شراك متاهات الافكار المزيفة التي تبث اليه ، ويبدأ الخطر عندما تأخذ شرائح واسعة من المجتمع ببناء قناعاتها على زيف هذه الافكار الموجهة الفاقدة للعصمة .. فبالاعتقاد بعصمتها في احيان كثيرة يتشكل وعي جديد مشوه ـ إن لم يتم كبحه ـ سيصبح أخطر بكثير من تلك الافكار الموجهة ، لانه سيتحول إلى كائن يمكنه التفاعل على ارض الواقع وانتاج اشكال اخرى من الوعي اكثر تشويها وخطورة.

وفي واقعنا العراقي يجب على جميع الجهات المعنية بالثقافة والوعي الصحيح ان تبذل غاية ما في وسعها لتخليص المجتمع وتنقيته من ادران وفايروسات التخلف الدكتاتوري الصدامي بكل اشكاله ، وان تجتهد بانتهاز كل الفرص المتاحة لمعالجة الافكار الخطرة والمنحرفة التي ان تركت سيقع وبالها على الجميع ، وبالخصوص هذه الافكار التطرفية والتعصبية التي نشهد انتشارها ، على حساب التسامح وقبول الاخر ، والاعتقاد بأن (رأيي صحيح يحتمل الخطأ ، ورأيك خطأ يحتمل الصحة).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك