المقالات

الفدرالية حل لتفادي مشروع بايدن

1529 2016-02-06

يرى بعضهم أن الفيدرالية، ونظام الأقاليم، هو تقسيم وتجزئة البلاد الى دويلات، و يضعف من هيبة الدولة، و هذا ما رسخ بعقلية المواطن العراقي، وهو مفهوم خاطئ، محاولة لخلط الأوراق.

جاءت مفردة الفدرالية في ترجمتها، وتعني الاتحاد كأقرب مفهوم وتفسير لها، وتقام الأنظمة الفدرالية في البلدان المتنوعة ديمغرافيا وجغرافيا.
منذ نشوء الدولة العراقية، تعاقبت كثير من الحكومات والأنظمة، ألا أن جميعهم فشلوا بمسك العصى من المنتصف، بين الأقليات والطوائف والقوميات، بتساوي في الحقوق بل على العكس من ذلك، أمسى البلد يدار من قبل حزب أوحد، ولون وعائلة، حتى بعد سقوط الطاغية، لمس المواطن العراقي ذلك.
اليوم وبعد أكثر عقد، على الإطاحة بالنظام الدكتاتوري، ما يزال يعاني العراق من أزمة طائفية وقومية، كانت عائق أمام تقدم البلد وازدهاره.
في 11 من آب اغسطس من عام 2005، طرح السيد عبد العزيز الحكيم مشروع أقامة إقليم فدرالي للوسط والجنوب، وهذا ما يخلق توازن سياسيا، بين الأقاليم والحكومة الاتحادية، ما أن برح حتى تعالت الأصوات، من السنة وبعض الساسة الشيعة حوله، بين من يقول تمزيق الوحدة الوطنية، وتبديد للثروات، ما حال دون تطبيقها أنذلك.

بعد تلك السنوات من عمر العراق الجديد، تعالت أصوات أهل السنة وفي ساحات "الذل والمهانة" مطالب أقامة إقليم السنة، ومنهم من يريد إقليم للجنوب، و هذا كان كلمة حق يراد به باطل، نعم الإقليم حق ومطلب شعبي و دستوري في اختيار نوعية النظام الإداري لمناطقهم، لكن الباطل به هو أقامته على أساس طائفي، وليس كما طرح بالسابق، على أساس جغرافي.

لو نتمعن قليل ونتصفح شيء عن عالم الفدرالية، ونرى كيف أصبحت الدول التي نظامها فدرالي، كدولة الأمارات العربية المتحدة، نظامها فدرالي فكيف حال الأمارات اليوم وحال العراق الآن، كما أن ما يقارب 40 بالمئة من أنظمة العالم فدرالية، وتقريبا 25 دولة تمتاز بهذا النظام، ومنها "إثيوبيا والأمارات ونيجريا وباكستان والهند وكندا وماليزيا وأمريكا"

بعدما رأى "جو بايدن" أن الفدرالية أو نظام الأقاليم على أساس جغرافي هو القضاء على الطائفية، استطاع الصيد بالماء العكر، من أطلاق مشروعه الذي هو الوجه الثاني لنظام الأقاليم، حيث طرح النظام الأقاليم بصيغة التقسيم الطائفي، على عكس الفدرلة المتعارف عليها قانونية، التي هي نظام أداري وفق التركيبة الجغرافية.

بعد العاشر من حزيران عام 2014، نفذ مشروع بإيدن النتن، لكن بعدها واليوم العراق بين آمرين، اما بقاء التجاذبات السياسية الطائفية قائمة، في نزف قوة البلاد، او تفويت الفرصة أمام من يريد بالبلاد السوء، بإقامة الأقاليم تحت حماية أبطال الحشد الشعبي، وتحويلهم الى قوة حماية الأقاليم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك