( بقلم : الشيخ خالد عبد الوهاب الملا )
بعد أربع سنوات مرت على العراقيين بحلوها ومرها وهي تقارع قوى الإرهاب والتطرف التي استغلت ظرف البلاد الذي يمر به وفي وقت تشتد فيه الظغوط على بلدنا وتكثر فيه المؤامرات التي تعمل على تفكيك وحدتنا الوطنية لنكون بعد ذلك فريسة سهلة لأطماع الطامعين من المغالين والمتطرفين والقتلة والمجرمين الذين لا يرقُبون في مؤمن إلاً ولا ذمة في هذا الوقت العصيب من حياة شعبنا الصابر تشتد الحاجة إلى سماع صوت العقل الذي لم تتغلب عليه الأهواء والذوات والذي يدعو إلى وحدة بلدنا ورص صفوفه في وجه رياح الفتن والمؤامرات حتى نتمكن من بناء وطننا ومؤسساتنا وأمننا واستقرارنا لنعش حياة حرة كريمة بين الشعوب والأمم بدلا أن نستجدي الأموال والمساعدات من الدول العربية والإسلامية واعتقد أن العقل هو الطريق الأقرب لصيانة كرامتنا فنحن في العراق نعيش على بحار من الثروات والخيرات ولا ينقصنا سوى صوت العقل الذي يمكنه أن يحقن دماء العراقيين وان يقول كلمته الفصل قبل فوات الأوان ولقد امتلك مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ( حفظه الله ) كل الشجاعة والأيمان حينما كشف النقاب عن المجاميع المسلحة التي تأتي للعراق لقتل العراقيين وترويع الآمنين نعم نعتقد أنها نقطة إلى الأمام لأن الجميع يعلم ماهي الأضرار الجسام التي تخلفها المجاميع المسلحة كالقاعدة وغيرها إذا ما تمكنت من مجتمع من المجتمعات ولا داعي إلى أن نذكر المواطن العراقي بالمواقف السيئة التي سلكتها القاعدة في كل أجزاء العراق قتلا وذبحا وترويعا وتهجيرا..... فليس من العقل والحلم والحكمة أن ينبري إنسان مهما كان شخصه ومنزلته ومرتبته لكي يدافع عن القاعدة أو يتهم أن شعبنا مؤيد ومتعاون مع هذه الفئة الضالة وهي التي قتلت مئات الألوف من شعبنا نعم نحن بحاجة إلى صوت العقل الذي يضع النقاط على الحروف والنقاط التي ينبغي أن نضعها ونقولها ......
لابد من تلاحم عراقي وطني صميم حقيقي بين أبناء شعبنا بعيد عن الغلو والسباب والمهاترات والتي لا تنفعنا بأي حال من الأحوال و نحن نعتبر أن خطوة الأمل كانت عبر الاتفاق بين السيد عبد العزيز الحكيم وبين السيد مقتدى الصدر عبر الاتفاق الأخير بين الكتلتين الإسلاميتين ونطمح كعراقيين أن تعمم هذه الفكرة لتكون منهج عمل بين أبناء الشعب كله وان يوقِّع أهل الحل والعقد بحرمة الدم العراقي والذي يتعمد بعد ذلك بإراقته يعتبر خارجا عن بوطقة الوطن والدين وما أعظم وأروع دعوة الحق حين تستمد نهجها وطريقها من وحي السماء من وحي القران الكريم الذي نزل على صدر نبينا محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) الذي أنقذ أجدادنا من ظلمات الجهل وحول الأعداء إلى إخوة عبر مفاهيم الإسلام الإنسانية والتي تجلت فيها الرحمة الإلهية بأحسن صورها واقرؤ في قول الله تعالى( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ) وقول الله عز وجل ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) وهذه الآية تبين للقارئ الكريم خطورة التنازع فإذا تنازعنا ذهبت قوتنا وراحت دولتنا وهذا ما يتمناه أعدائنا .
الشيخ خالد عبد الوهاب الملارئيس جماعة علماء العراقفرع الجنوب
https://telegram.me/buratha