المقالات

الإمام السيستاني .. راعي القضية العراقية


( بقلم : عامر العامري )

حقيقة من الإنصاف إن نمتلك الجرأة الكافية التي تضع النقاط على الحروف ونستبعد كل إشكال الاحتياط والتي يتجاوزها البعض لأسباب قد تعرضه للمخاطر،البابا عند المسيح رجل مقدس لمجرد انه يخرج سنويا ويلقي كلمة أو يدعو إلى السلام عند حدوث طارئ بين دولتين كذلك نجد أن مؤسسي الدول التي تسير على نظرياتهم هم مقدسين لدى شعوبهم ولهذا لا نجد ضيرا عندما نطالب بحصانه دستورية وقدسية لمرجعيتنا الدينية ونعتبرها قيادة تمتلك من التوفيق والسداد ما يقدرها على أن تحفظ دم الإنسان كأن من يكون وتدافع عن حقوقه وضمان حرياته.

ما قدمه سماحة المرجع الديني الأعلى أية الله العظمى الإمام علي الحسيني السيستاني - دام ظله الوارث- لم يكن هو الأول فيما قام فيه وليس الأخر بالتأكيد فالعراقيين مدانين للخط المرجعي في كل عهد وفي كل زمان فالسيد الشيرازي مقترن اسمه مع ثورة العشرين وشيخ الشريعة بالمجلس التأسيسي والشيخ محمد حسين كاشف الغطاء بالقضية الوطنية على جميع الأصعدة المحلية والإقليمية والإمام الحكيم حفظ الدين الحنيف من المد الأحمر والانحراف الفكري والسيد أبا القاسم الخوئي صراع مع الطاغية وفي هذا العهد لم يختصر الإمام السيستاني على مورد واحد أو قضية معينة فانه قارع النظام الفاشي وحفظ الحوزة العلمية من الدمار وتبنى منذ سقوط الطاغية قضية الشعب العراقي بجميع طوائفه ولهذا يمكن أن نصف بمؤسس الدولة العراقية الجديدة أو مرسي قواعد العراق الجديد منذ الوهلة الأولى ودخول القوات متعددة الجنسيات البلد نجد فتاوى تحريم المال العام وحفظ نفوس الأبرياء وغيرها ثم وضع الخطوط الأساسية للدولة على أساس أسلامي متين أمثال الديمقراطية والانتخابات والبرلمان وحكومة الوطنية وبذلك حطم كل الأفكار التي تغرد خارج السرب العراقي المخلص راعيا للمسيرة خطوة بخطوة إذ باب مكتبه – البراني- أصبح محط رحال الساسة العراقيين ومنطلق التخطيط والرعاية للقضية العراقية برمتها لم يختصر على الخطوط العريضة للقضية السياسية أنما متابع لكل الجزيئات وبذلك أغلق باب إمام المطالبين بفصل الدين عن السياسة عندما أشعرهم أن لا بناء لدولة قوية في العراق ألا بوجود الإسناد القوي من المرجع الديني وإلا فان السياسة لا يمكنها أن تخطو خطوة بدون تشريع مقدس.

الإمام السيستاني لم يكن جورج واشنطن ولا مصطفى كمال أتاتورك حيث أنهما أسسا لوجود غيرا فيه نمط حياة شعوبهم حسب نظريات مصيرها الاندثار ولكن ما أسس على أبا محمد رضا لم يكن وضعيا إنما امتداد لما وضع أساسه الأنبياء والأولياء ممهدا لدولة العدل الإلهي ومن يسير على منهجه هو الأصلح ولو خير شخص بين منهجين فالإثبات والإصرار على منهجه قد يكون في النتيجة النهائية مكسب حقيقي ونجاح باهر لمن يختاره وتنعكس الصورة الحقيقة بشكل جلي على السائرين على خطاه حيث نجد الاستهداف لوكلائه ومعتمدي والمطاولة والتسقيط لكل تيار يدين له بالولاء والنصرة لذا بات منهج الإمام السيستاني مفترق الطرق لمن يريد بناء العراق أو من يسعى لدماره لأجل مصالحه ولغاياته.

زيارة الوفود الكردية والسنية ناهيك عن الشيعية لمكتبه ولقاءه إياه لعرض برامجهم المستقبلية يدل على حقيقة مفادها أن لا يمكن تحقيق هدف معين أو أطلاق برنامج سياسي في العراق الجديد ما لم يحظى بموافقة سماحته وإبداء رأيه فيه والدليل ليس كسب رضا شخص معين بقدر ما هو تفسير وتبيان لذلك البرنامج فقد بات الإمام السيستاني الشخص الناظر الأوحد في حقائق الأمور وبيده مفاتيح العملية السياسية في العراق وما هذه ألا توفيق من الله يؤتى لمن صفا سريرته إلى بارئه وسعى مخلصا إلى ربه. نستنتج أن العراق بدون الإمام السيستاني ومن يسير على نهجه وينتهج بفكره لا يمكنه تأسيس لأساس صحيح بعيد عن الخطأ فاللبنة الأولى التي وضعها المرجع الديني في النجف الاشرف هي حجر الأساس للعراق الجديد والعملية السياسية فيه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك