المقالات

من ساحة النسور الى قرية جيزان الامام


ما زالت تداعيات جريمة ساحة النسور التي راح ضحيتها مدنيين ابرياء يوم 16 سبتمبر وبعد مرور اكثر من اسبوعين على ارتكابها مؤثرة ومثيرة للسخط في الوسط الشعبي العراقي بعد ان اقدمت شركة الأمن الأميركية بلاك ووتر التي تعمل لحماية الدبلوماسيين الأميركيين اقدمت على طلاق نار بشكل عشوائي على مدنيين وسط ساحة النسور في منطقة المنصور, وخلقوا حالة من الذعر والارهاب بين المواطنين وأجبروهم على الهرب من المكان بحثا عن ملجأ آمن ولكن كان سلاح هذه العصابات التي لا تفرق بين المدني والعسكري اسرع الى اقتطاف ارواح اكثر من 14 شخص حسب اخر احصائية , علما بان هذه الجريمة ليست هي الاولى التي ارتكبتها عناصر من هذه الشركة فكانت تجاوزاتها عديدة وعلى مدى ثلاث سنوات من تواجدها في العراق راح ضحيتها اكثر من 200 عراقي وفي اكثر من 122 حالة اطلاق نار عشوائي على مواطنين عراقيين ليس لهم ذنب سوى تواجدهم في مكان مرور عناصر من هذه الشركة !! . على الامريكان وقبل تعين مثل هذه النماذج التي اساءت لوجود قواتهم  في العراق بشكل كبير عليهم اخضاعهم في دورات لتعليمهم وتدريبهم كيفية احترام البشر و الالتزام بمبدأ حقوق الانسان وحماية ارواح المواطنين ولا يمكن اعتبار كل متحرك هدف كما حصل في اخر جريمة لهم في ساحة النسور . فرغم ما صدر من استنكار من الحكومة العراقية والكثير من الجهات الرسمية وكذلك من جهات امريكية لا يكفي مقابل الارواح التي صعدت الى بارئها تشكو ظلم الانسان لاخيه الانسان .ويستمر مسلسل الظلم الذي يحصد يوميا العشرات من الارواح البريئة التي كانت تتطلع لحياة افضل بعد ان انتهى عهد الظلم والاضطهاد البعثي العفلقي . بين الحين والاخر يكون هنالك ضحايا من النساء والاطفال نتيجة اعمال ارهابيي القاعدة مرة او القصف الامريكي مرة ثانية خاصة في المناطق التي تسمى بالساخنة فما ترتكبه قوات الجيش الامريكي من اخطاء يزيد من اعداد الضحايا المدنيين خاصة في مناطق ديالى واجزاء من بغداد . اخطاء الجيش الامريكي بتسليح المجاميع الارهابية المسلحة التي كانت تقاتل الامريكان باسم القاعدة او كتائب ثورة العشرين اوتحت اي مسمى اخر بعد ان ضمنت الجانب الامريكي اتجهت لطبيعة اجرامها في تهجير وحرق مساكن على اساس طائفي فالكثير من القرى الشيعية اصبحت هدف لهذه المجاميع المسلحة المجرمة اضافة الى دورها في توجيه الامريكان في ضرب قراهم نيابة عنهم كما حدث امس في قرية جيزان الامام بحجة وجود عناصر تهريب اسلحة من ايران او عناصر مرتبطة بجيش القدس , هذه التهم التي غالبا ما تكون السبب في قصف القرى الشيعية الامنة التي يمارس ضدها ابشع انواع الارهاب ومن الجميع الامريكان والقاعدة ومجلس الاسناد الذي تكون اخيرا والذي يسعى بعض اعضائه لتشويه كثير من الحقائق لتضليل الرئي العام عما يجري من جرائم بحق اهالي ديالى .مجزة جيزان الامام هي واحدة من المجازر المتكررة التي يستهدف بها اتباع اهل البيت عليهم السلام في ديالى , فاذا كان للامريكان هدف في المنطقة هل يحتاج الى كل القوة التي استعملت في ضرب قرية صغيرة تخلوا من السلاح سوى سلاح ابنائها المسؤولين عن حمايتها والتي راح ضحيتها 26 من النساء والاطفال؟ ام ان الانسان العراقي اصبح دمة ماءا ولا يساوي شيء مقابل وشاية من اطراف معادية لا تريد ان يستقر البلد في اي حال من الاحوال ؟ فلا زالت بعض العناصر التي تنتمي الى جبهة التوافق والحزب الاسلامي تمارس دورها الطائفي في المنطقة بحق القرى الشيعية وما صرح به احد شيوخ قرية مجاورة لقرية جيزان الامام يكشف عن مدى الحقد الدفين بحق هذه الشريحة العريضة من المجتع كما صرح الشيخ هشام الحيالي شيخ عشيرة الحياليين السنية المجاورة لقرية جيزان الامام (بان القرية تعج بمليشيا جيش المهدي الاجرامية حسب وصفه ) فهذا الشيخ مثلا يعطي مبرر الى الامريكان بضرب القرية بحجة وجود عناصر موالية لجيش القدس الايراني كما لا يريد من اهالى القرى ان تدافع عن نفسها في حال تعرضها الى ارهاب المجاميع ربما يكون الشيخ مسؤول عنها !!. فمتى تضع الحكومة ووزارة الدفاع حدا لوقف معاناة اهالى ديالى الصامدة بوجه الارهاب المتنوع المصادر ؟ واين وصلت حملات تطهير المحافظة من الزمر الارهابية ؟ اين وصل السهم الخارق والمطرقة الحديدية ؟؟ كما نتمنى من رئيس الوزراء تدارك الامر باسرع وقت وكما فعل في احداث كربلاء اثناء الزيارة الشعبانية وجرائم البعث المقنعة التي عاثت في المدينة المقدسة فسادا بذهابه الى المدينة والوقوف على جميع جوانب ما يحدث وان لا يخرج منها حتى تستقيم الامور فيها بكشف جميع العناصر التي لا تريد من الوضع ان يستقر والامن ان يستتب ومحاسبة جميع المسؤوليين عن ذلك الوضع وطرد العناصر الارهابية المندسة في سلك الجيش والشرطة من عناصر تنظيم القاعدة الارهابي واحالتهم الى القضاء العسكري وشمول الاخرين من اتباع الدايني والمطلك بقانون الارهاب والضغط على الامريكان بالكف عن تسليح العشائر التي كانت حاضنة للقاعدة وملاذها الامن واتجهت الان لمحاربة وتهجير قرى تابعة لاتباع اهل البيت عليهم السلام . مدينة ديالى من المدن المهمة لتنوع نسيجها الاجتماعي ومن مصلحة الحكومة في هذا الوقت ان تخطي خطوة في الاتجاه الصحيح لمعالجة الوضع الامني فيها فنجاحها في ديالى سيعزز من موقف الحكومة ويزيد من تمسك شعبها بها ووقوفه خلفها .اي دولة في العالم اذا لم تفرض سيطرتها بسيادة القانون والعمل به بحزم وعدم التهاون مع كل من يعتدي على حقوق اي مواطن لا يمكن ان يكتب لها النجاح وتبقى عرضة للمليشيات والمجاميع الارهابية والعصابات تتحكم بمصير المدن والقرى وتذهب هيبة الدولة ويستهان بها في نظر الشعب وتذهب كل الانجازات التي تحققت على مدى اربع سنوات هباءا منثورا . فعلى حكومتنا الوطنية ان تضرب بيد من حديد في تلك المنطقة وبقية المناطق الساخنة لتضع حد لارهاب القاعدة والبعث معا . عراقيـــه

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك