( بقلم : علي الشمري )
عن النبي " انه قال لعلي ع : يا علي ان الله تعالى قال لي : يا محمد بَعثت عليا مع الانبياء ، باطنا..ومعك ظاهرا . الانوار النعمانية وقال ايضا : (( ما من نبيً الا وبعثت معه علىُ باطنا ومعي ظاهرا )) وايضا قال : بُعث علي مع كل نبي سرا ومعي جهرا ....
وعند النظر في قضية نبي الله ابراهيم (ع) نجد ان الله أعطاه الإمامة بعد النبوة والرسالة حيث يقول(( واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن ، فقال اني جاعلك للناس اماما , قال ومن ذريتي قال لاينال عهدي الظالمين ....))..نعم أعطاه مرتبة الإمامة بعد عده اختبارات وامتحانات والغرض من هذا الحديث ان طرف الولاية في شخص النبي او الرسول تكون اعضم شانا ومقاما بالنسبة للمراتب التي رتبه الله فيها .. والشاهد في ذلك قول الرسول ": لي َ مع الله وقت لايسعني فيها ملك مقرب ولا نبي مرسل . حيث انه الملك الذي هو واسطة بين الحق وبين النبي المرسل ، لا يستطيع الوصول الى مقام الولاية وعالم الحقيقة .ويثبت ذلك قول جبرائيل عليه السلام في قضية الاسراء والمعراج حيث قال للرسول ": لو دنوت انملت لاحترقت .
وبذلك يتبين ان الرسول يصل مقام الولاية , فالولاية هي باطن الرسالة ، وهي التي معناها القرب الالهي العضيم للولي من الله تعالى بحيث يكون سمعه ويده ونظره ....فأمير المؤمنين ( ع ) هو باطن الرسالة المحمدية بالحقيقه واما الظاهر فهو ولي من الاولياء وسيد من الاوصياء وباب مدينة علم الرسول وقائد غر المحجلين ويعسوب الدين وخاتم الاوصياء مطلقا ..فعلي (ع) هو الولي الظاهر الذي ايد به الله تعالى رسوله المصطفى (ص) لذا قال رسول الله (ص) في الحديث :يا علي ان الله قال لي : يا محمد بعثت عليا مع الانبياء باطنا ومعك ظاهرا .... وفي حديث آخر عن خاتم الأنبياء والمرسلين ص انه قال : ما من نبي الا وبعث معه علي باطنا ومعي ظاهرا ... وفي موقف اخر يقول : بعث علي مع كل نبي سرا ومعي جهرا اذن من ذلك يتبين لنا ان امير المؤمنين (ع) بُعث مع الانبياء سرا وباطنا ومع الرسول ظاهرا ...
والسؤال هنا لماذا يبعث الامام مع الأنبياء سرا ومع خاتم الرسل جهرا ؟؟وبعبارة أخرى .. كيف كان علي سر الانبياء والمرسلين . وكيف هو ظاهر ولايتهم .....؟لقد أكدت الأحاديث الواردة عن اهل بيت العصمة والطهاره ( عليهم السلام ) حيث ان هذه الاحاديث وصلت الى حد لا يستطيع شخص انكارها او ردها لانها وصلت الى مرحله الشهرة في الكتب الروائية بحيث تكون من التواتر الاجمالي ....يعني انه وصلت الى مرحلت لا يمكن انكارها !!ومن هذه الأحاديث تتبين لنا قضية عقائدية , وجاءت على مضمونها روايات كثيرة , تكلمت حول عالم الميثاق واساس الخلقة ، والخلقة النورانية للبشر .... ومن خلال هذه الاحايث يتبين ان أمر اهل البيت (عليهم السلام ) هو الذي جعل الملائكة مقربين وغير مقربين ومن الانبياء مرسلين وغير مرسلين .!!!
ونص هذه الأحاديث ما ورد عن امير المؤمنين عليه السلام حيث قال : ( إن امرنا صعب مستصعب لا يتحمله الا ملك مقرب او نبي مرسل او عبد مؤمن امتحن الله قلبه للايمان .... يا ابا الربيع ...والحديث على لسان الامام ابي جعفر (ع) , فهل يمكن أنه يكون ملك ولا يكون مقربا ولايحتمله الا مقرب , وقد يكون نبي وليس بمرسل ، ولا يحتمله الا مرسل , وقد يكون مؤمن وليس بممتحن ولا يتحمله الا مؤمن قد امتحن الله قلبه ....وفي حديث آخر عن الصيرفي انه قال : كنت عند ابي عبد الله ع .. أعرض عليه مسائل قد اعطانيها اصحابنا اذ خطرت بقلبي مسالت فقلت : جعلت فداك مسالة خطرت بقلبي الساعة ، قال : اليست في المسائل فقلت , لا قال وما هي : قلت قول امير المؤمنين عليه السلام إن امرنا صعب مستصعب لا يعرفه الا ملك مقرب او نبي مرسل او عبد امتحن الله قلبه للايمان ...
فقال : نعم ان الملائكة مقربين وغير مقربين ، ومن الانبياء مرسلين وغير مرسلين ، ومن المؤمنين ممتحنين وغير ممتحنين ، وأن امركم هذا عرض على الملائكة فلم يقر به الا المقربون ، وعرض على الانبياء فلم يقر به المرسلون ، وعرض على المؤمنين فلم يقر به الا الممتحنون ) بصائر الدرجات اذن فامرهم صلوات الله عليهم هو الذي جعل الملائكة مقربين وغير مقربين ، والانبياء مرسلين وغير مرسلين، والمؤمنين ممتحنين وغير ممتحنين ...!!ولسائل ان يسال ما هو أمرهم هذا الذي ميز بين الموجودات ...فجعل منها في رتبة سامية ومقام عالٍ والاخرى غير ذلك ؟
فنجد ان المطلع على روايات اهل البيت عليهم السلام يجد ان كثيرا منها معنى الامر , وتارة السر بالميثاق ، واخرى بالحق واخر بالباطن او الظاهر ... وبمعنى شامل الولاية . وعليه يكون أمر اهل البيت عليهم السلام من الصعب المستصعب الذي يحتاج الى مجاهدة وتوفيق وعناية من الباري عز وجل لتحمله ,وألا فإننا نجد على مر التاريخ ان الكثير من الناس لم يتحملوا امر اهل البيت ولم يقروا به. وبنظرة فاحصة نجد ان هذا الامر واضح في حياة اصحاب الائمة عليهم السلام
حيث نرى ان بعضهم لم يتحمل اسرار اهل البيت ....فهذا أبو ذر ... لو علم ما في قلب سلمان من الاسرار والعلوم المودعه لقتله .وهذا إنما بيان على عدم تحمل اسرار اهل بيت العصمة (عليهم السلام ) فأمرهم له معان وتجليات كثيرة جدا لا يظهره لأحد إلا لمن وجدوه اهلا لتحمله وكتمه وعدم اذاعته فهو من الامانات الموده عندهم . كما ورد في الزيارة الجامعه :السلام على محال معرفة الله ومساكن بركة الله ومعادن حكمه الله وحفظة سر الله ...وغيرها من الاقوال التي تصفهم بانهم المستودع لسر الله تعالى ,الذي لا يعطوه الا الى اهله . والى ذلك يشير الحديث المروي عن ابي بصير : قال ابو عبد الله يا ابا محمد انه عندنا والله سرا من سر الله , وعلما من علم الله والله لا يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولامؤمن امتحن الله قلبه للايمان ، والله ما كلف الله ذلك احدا غيرنا ، وعندنا سر من سر الله ، وعلما من علم الله امرنا بتبليغه ، فبلغنا عن الله عز وجل ما امرنا بتبليغه ، فلم نجد موضعاولا حمالة يحملونه ، حتى خلق الله لذلك اقواما . خلقوا من طينة خلق منها محمد واله وذريته عليهم السلام ومن نور خلق الله منه محمدا وذريته ، وصنعهم بفضل صنع رحمته التي صنع منها محمدا وذريته ....فبلغنا عن الله ما امرنا بتبليغه ، فتقبلوه واحتملوا ذلك (( فبلغهم ذلك عنا فقبلوه واحتملوه ) وبلغهم ذكرنا فمالت قلوبهم الى معرفتنا . وحديثنا , فلولا إنهم من هذا لما كانوا كذلك .. لا والله ما احتمله ثم قال :ان الله خلق اقواما لجهنم والنار فامرنا ان نبلغهم كما بلغناهم ... واشمازوا من ذلك ونفرت قلوبهم وردوه علينا ولم يحتملوه ... وكذبوا به وقالوا ساحر كذاب فطبع الله على قلوبهم وانساهم ذلك ، ثم اطلق الله لسانهم ببعض الحق فهم ينطقون به وقلوبهم منكرة ...
ليكون ذلك دفعا عن اولياؤه واهل طاعته ولولا ذلك ما عبد الله في ارضه .فامرنا بالكف عنهم والستر والكتمان ، فاكتبوا عمن امر الله بالكف عنه ، واستروا عمن امر الله بالستر والكتمان عنه ، ثم رفع يده وبكى وقال ....اللهم ان هؤلاء لشرذمة قليلون . فاجعل محيانا محياهم ومماتنا مماتهم ولا تسلط عليهم عدوا لك فتفجعنا بهم ولم تعبد ابد في ارضك ... وصلى الله على محمد واله وسلم تسليما.
ويتبين لنا من كل ذلك ان الولاية .... عرفت بالميثاق فقال (( الست بربكم )) فيكون باطن هذا الامر في الميثاق .. وعلى هذا الاساس ... انه الولاية العضمى ..عرضت على الانبياء وجعلتهم مرسلين وغير مرسلين ... وكل حسب استعداداتهم الفطرية والوجودية انما يكون .. حول كون علي ع هو سر الأنبياء , وسؤالهم عن الولاية ..
علي الشمري بكالوريوس علوم اسلامية
https://telegram.me/buratha