المقالات

الفدرالية خيار المرحلة في العراق


( بقلم : عمار العامري )

منذ بزوغ فجر العدالة الإنسانية من جديد في العراق وبالتحديد بعد ملحمة ساحة الفردوس الخالدة تحفز الضمير الحي لدى الجماهير المؤمنة التي راحت ضحية للسيطرة الصدامية وما قبلها من سياسات جاءت من أجل الإطاحة بها والسيطرة عليها فهذه الجماهير عاشت تحت رحمة أزلام العصابات الصدامية والتي كانت تتغذى على قتل وتعذيب الإنسان العراقي فملايين هي النفوس التي فارقت الحياة فتلاً وصلباً ونهشاً وصهراً وعطشاً وخرقاً ومثلها تحت الطوامير في قعور السجون والدهاليز المظلمة فأيام مرت على الشيبه التي ذلت والشباب التي سحقت والنساء هُتكت أعراضها.

إما جريمة الـ 40 طفل لم تنساهم ذاكرة الإنسانية حينما فقدتهم أمهاتهم من أجل نزعة إعلامية أرادها صدام ليكابر فيها العالم وكذا الكتابات على جدران السجون لشابات فقدت عفتهن بسبب معارضة عوئلهن لسياسة الطاغية فهذه أروع ما يحفظه الضمير المؤمن وآلاف الحالات من الشباب التي أعدمت لعدم التحاقها بفصائل الجيش الذي حارب إيران والكويت لا تنسى مقولة (أن للجدران أذن) هذه المقولة التي ثقف لها الصداميين وأفقدوا فيها ثقة الوالد بولده والزوج بزوجته وأطفاله.

الـ 300 مهاجر عراقي الذين فارقوا الحياة غرقاً على سواحل استراليا بسبب هروبهم من أيام الجوع والفقر البؤس فذكرياتها تحفظها الذاكرة الإنسانية بكل ألم كما إن أغلب المحافظات العراقية استحدثت مراكز للعلاج المناعي عام 1982 بسبب الدم الملوث الذي وزعه جلاوزة الطاغية ليشعوا بوجود مرض الإيدز في العراق كل هذا أعلام ارعن لا تفهم نواياه بقدر ما يذهب العراقيون ضحاياه وأيضا ظفروا بوجود دوائر اللاأمن التي أصبحت مراكز للفساد والدعارة ناهيك عن استخدام اتحاد النساء والشباب والعمال وغيرها من الواجهات المزيفة التي راحت تجرد أخلاق الكثير من المراهقين والمراهقات في معسكرات الشباب والكشافة والفرق النسوية كثيرة هي المأساة.

أما قضية المحافظ فلاني وأمين الحزب علاني ومدير الأمن كذائي والرفيق ابن فلانه والمسؤول أبو فلانه لا تأمن لا تأكل لا تشرب لا ترى لا تتكلم لا تفكر لا تتعلم لا تعمل ولا تتعبد لا لا... إلا بتزكية من الحزب والأمن والمختار أنت (شيعي) لا تتعين في وظيفة مهمة ولا تدرس في الكلية أو جامعة مهمة والحاصلين على الشهادات العليا من الماجستير والدكتوراه في المحافظات الشيعية بعدد الأصابع وبتزكية حزبية وأمنية ولا يوجد لهم قريب بجد العاشر معارض أو ينتمي أو يتصل به سياسي أما إذا هاجرت إلى عمان أو دمشق طلباً للرزق فدفع 400 ألف للبنك و 400 ألف رشوة وكما تسفر لكونك تدافع عن حقك من صاحب العمل هذا ما وصف به (من جاءوا من جنوب الهند) هذا ما وصفنا به المجرم طارق حنا كل هذا ولا نقارن أنفسنا بدول الجوار وبماذا هم أفضل من شعب الرافدين شعب الأنبياء والأوصياء لماذا أفضل من شيعة الأمام علي والحسين إذاً هناك قوى خارجية لا تريد لهذا الشعب أن يعيش بكرامة وان يجعل كل مواطن لا يسد احتياجه الخاص بدون تذلل وإهانة.

أن نعرة العبودية ما زالت مسيطرة على البعض و ألا رغم ما مرت به من مأساة لا تنوي أن تفكر بشكل صحيح.أن الرافضين لفكرة الاتحادية (الفدرالية) لإقامة الإقليم أين ما يكون هم آفات خطيرة على الوجود العراقي عامة والشيعي خاصة فأن بعض الساسة العراقيين سنة وشيعة لا تهمهم مصالح الشعب الضائعة بقدر ما تهمهم إيديولوجيات فكرهم السياسي أن وجدت متناسين الماضي القريب ومتجاهلين السنين المظلمة يفكرون بعودة النفس التسلطي الذي قد يحدث بمجرد نغير سياسي دولي أو تدخل مفاجئ لقوى تحاول العبث بمقدرات البلاد السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.

أن هناك محاولات يراد فيها إرجاع العراق إلى النقطة صفر والبقاء على كرسي الحكمة والتسلط من جديد على رقاب الشعب هذه الأفكار لا أقصد هي سنية فقط بل شيعية أيضاً وألا ماذا يعني عندما نتكلم عن الفدرالية وتنوي التعريف بها وكيف تقام الأقاليم حسب الدستور العراقي ؟وما هي المنافع السياسية والاقتصادية للبلد ؟وتقارن العراقي بالدول التي يحكمها نظام اتحادي وما مدى النجاحات فيها كيف هي تجربة كردستان ؟يكون الجواب بشكل متناهي بعيد عن الواقع المنطقي يحاول تارة وصفه بالتقسيم وأخرى بالانعزالية ومرة يعتبرها محمية لفلان أو قد يتمنطق ويقول أن الفدرالية لا تصلح للعراق في الوقت الحالي مفسراً ذلك بالوضع العراقي العام غافلاً عن الكثير من الحقائق اليومية متجاهلاً أن العراق محكوم بدستور تم التصويت عليه ونظام انتخابي ومن حق المواطن الإدلاء بصوته فإذا كيف يسيطر شخص على قدرة شعب بأكمله.

لكن هذا دليل على إن شريحة واسعة تعيش الآن الأوهام والعبودية السابقة التي تمرر عليها أكاذيب المنافقين والساسة المتلونين، إن نظام الحكم مصدره الشعب هو الذي يصدر القوانين وهذا ما نصت عليه فتاوى المرجعية الدينية هذا أولا الاختيار يكون بالاستفتاء لشعبه وهذا واقع لا يمكن تغييره ثانياً الفدرالية في تعريفها هي تقسيم الصلاحيات بين المركز والإقليم أيضاً للإقليم برلمان وحكومة ودستور ثالثاً والشعب يختار البرلمان وهو بدوره يكتب دستوري يراه مناسب ويختار رئيس للإقليم ومجلس وزراء تنفيذي لهذا الأمر الرابع إما إذا قيل أن المضي في توضيح الموارد الأخرى يسأل كيف لشخص أو لعائلة أو جماعة أو حزب السيطرة على كل ذلك بوجود جماهير واعية مثقفة سائرة عن نهج مرجعية دينية يشار لها بالبنان.

فأن من اللاشعور الحديث بسعي فئوي أو حزب للسيطرة على إقامة الإقليم إن من ينفع الناس يمكث في الأرض وغير ذلك فانه يبدأ بإشاعة الأكاذيب وخلف الأزمات لجعل من نفسه شئ من لا شئ.إذا الإقليم ينظم حياة مستقلة بدستور وبرلمان ورئيس إقليم ومجلس وزراء وحكومة متكاملة مع وجود الوحدات الإدارية الأخرى فالمحافظات والأقضية والنواحي مما سهل تحقيق الكثير بشكل انسيابي مبسط مع ضمان تحقيق طفرة عمرانية وخدمية واسعة من خلال إقصاء الروتين الحكومي على دوائر وجعلها قليلة وقديرة الإنجاز.الكثير من المشاريع التي تفتقر إليها مناطقنا المحرومة فما نسبة 70 % من شوارع العراق غير مؤهلة و 55 % نقص في الأبنية المدرسية، 68 % من المناطق تفتقر إلى المراكز الصحية، 93 % من مناطق المحافظات لا يوجد فيها ماء صالح للشرب افتقار واضح للمشاريع الاستراتيجية الضخمة المصانع والمعامل التي من شأنها تحريك الأيدي العاملة بما يزيد عن 80 % من الأراضي غير صالحة للزراعة بسبب عدة وجود الشبكات الإروائية والبزل مناطق العمارة والناصرية والسماوة تعتبر من أغنى مناطق العالم بكافة المصادر الطبيعية والبشرية المعدنية والصناعية والزراعية والبشرية والثروات الأخرى وجود المناطق السياسية الدينية التاريخية مما يزيد من رونق المحافظات ولكن هناك الإهمال ملحوظ وواضح لقد ثبت من وراء هذه الحملات المسعورة التي من شأنها تمزيق العراق وإرجاعه إلى ما قبل الصناعة من خلال الإرهاب والأعمال الإجرامية هي أيادي خفية تمتلك إيديولوجيات حديثة غير عادية خلف ما يحدث.

كما إن النظر الاستراتيجي يمكنك أن ترى المستقبل بشيء من الحقيقة بعيد عن التصور الخيالي التكهن اللاهوتي وهذا بعد النظر يحتاج إلى امتلاك رؤيا كاملة عن ما حدث في الماضي ودراسة مستفيضة بالواقع الذي عشناه وما ترتب الآن من تجارب ومواقف يجعله إن يضع النقاط على الحروف ليستنتج لديه محصلة 1+1=2 أو 1×1= لا تقبل الشك بالمدلولات العقلية والحسابات المنطقية والخروج من المصالح الشخصية والآن الحقيقة يمكن إن نبني صرح متكامل سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً مستفيدين من تجارب الباقين ومسيرة حياة أجدادنا وما عانيناه من أخطاء كان من المفترض إن لا تكون ثورة العشرين التي قامت في الرميثة بمجرد إطلاق سراح شعلان أبو الجون اشتعلت أرض العراق من تحت أقدام المحتل تعززت بتقوى المرجع الشيرازي الذي رأى إن بريطانيا جاءت لتغيير معالم الدين العتيق وتزيل مظاهره كما فعلت في تركيا ذات الشعب المسلم الذي حكم ومنذ أتاتورك بالعلمانية الغربية ولكن ما أن انتهت شرارة الثورة حتى جيء بفيصل الشريف الهاشمي النسب ملكا للعراق التتصادر ومنذ تلك اللحظة جهود عشائر الفرات الأوسط والجنوب ودماء الشهداء والعلماء لتصبح ثورة العشرين في خان ضاري وتذهب في مهب الريح كل الدعوات التحررية بمجرد إنشاء مجلس تأسيسي وآخر للعيان ليكن الجيش والدولة بيد طائفة والبرلمان أكثرية طائفية وأقلية للأكثرية هذا نتيجة عفوية الجماهير المؤمنة آنذاك ((فالمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين)) فلماذا هذا الإصرار المتلون والمحاولات اللامدروسة لمواجهة النظام الفدرالي الذي حاول أعدائه ومناوئيه أن يؤجل تطبيقه سنة ونصف يأملون حصولهم على دعم لإسقاط النظام السياسي في العراق وإلغاء الدستور العراق وتضييع حقوق الأكثرية مرة أخرى تذهب مع الريح إذ لا وعود لمن يريد أن يقول أنا شيعي أو جعفري وعودة تلك الأيام التي تتجرآ أن تقول هذه الكلمات الفطرية والأسباب معروفة فإذا عدم القبول بالنظام الفدرالي سوف يكون كارثة لا بعدها كارثة ولهذا لا بد من وقفة مع الرافض عسى أن تكن هناك أساليب جادة وبصيرة لإخراجهم من الجهالة والتحيز وإعطاءه ولو لمرة واحدة موقف شجاع يخدم في الشعب الذي يواجه أبشع الجرائم بسبب مطالبته بحقوقه المشروعة واهما العيش كباقي الشعوب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك