المقالات

رحلة "آل سعود"..!‏

1659 2016-01-09

يصعب تصديق الرأي القائل والمعمول وفقه؛ بأن أمريكا لا تجيد الربط المنطقي للأحداث، بعموميتها، كما ‏يستحيل القول إنّ الأمريكان يمتازون بهذه السمة ويعملون بها؛ فالوقائع تشير إلى عدم فهمهم لمسببات ‏الكوارث الحاصلة في الشرق الأوسط، والنظرية تشير إلى تمكنهم من فهم تلك المسببات إن أرادوا ذلك!..‏

بعبارة مختصرة ومباشرة: الإرهاب والحرائق التي نعيشها، سعودية التأسيس والتنظير والممارسة، وأمريكا ‏تتحالف مع جذر الإرهاب لمحاربة الإرهاب!..‏ ما هي الأدلة المطلوبة أكثر من الوحشية التي يمارسها ذلك النظام في إنزال عقوبات الذبح بالمخالفين أو ‏المختلفين عنه في الرأي والتفكير؟! آخرها عملية إعدام "النمر" ذلك الرجل الذي يُعتبر بكل مقاييس ‏المنطق الإنساني صاحب رأي مجرد ومطالب بحقوق شريحة يمثلها.‏
إنّ النظام العالمي يُدرك جيداً حقيقة دولة الإرهاب "السعودية"، لكنّ بعض محركات ذلك النظام ما زالت ‏مصرة على التعامل مع نظام أسّس ودعم الإرهاب فكرياً ومادياً، في مفارقة غريبة ومتعمّدة، تصنعها ‏الولايات المتحدة الأمريكية وأغلب الأنظمة المتحالفة أو التابعة لها، ورغم التحوّل التدريجي والتغيّر ‏الطفيف في مواقف بعض تلك الأنظمة لا سيما الأمريكان، غير إنّ حجم الإجرام السعودي المتمثل بتصدير ‏الإرهاب للعالم يتطلب موقفاً أكثر حزماً وجدية تصل إلى ضرورة إزالة هذه النظام المتخلف من الوجود. ‏

لا فائدة ترتجى من إدعاءات الحرب على الإرهاب التي تصرّح وتلمّح بها أمريكا، طالما هناك دولة قائمة ‏إسمها السعودية. ذهبت القاعدة وأتى ما هو أسوأ، والمنبع واحد. إن بقاء السعودية، لا يمكن إعتباره أمراً ‏طبيعياً في ظل توفر إرادة عالمية مدعية محاربة الإرهاب -وفق النظرية الأمريكية- وعاملة على "تجفيف ‏منابع الإرهاب". ‏

بعد إعدام النمر، لم يعد ما يمكن نفيه عن إرهاب ال سعود، ولا يوجد ما يمكن إثباته من إنسانيتهم أو حتى ‏إمكانية عيشهم ضمن عالم يؤمن بالسلام؛ فممارسة "قطع الرؤوس" والتمثيل بالإجساد التي يعتمدها ‏‏"داعش" وقتل المختلف؛ تبين إنها براءة إختراع سعودية!..‏
قد يستطيع التحالف الدولي أن ينهي دولة "داعش"، لكن ما هو أسوأ من داعش سيكون بديلاً حتمياً طالما ‏بقيت السعودية في الوجود، هناك توجد مصانع الإرهاب الآمنة!.‏

تلك الحقيقة عرفتها أغلب شعوب الكون، وأقرّت بها أنظمة كثيرة، وترسّخت أكثر بعد إعدام الشيخ النمر ‏بتهمة تتعلق بالرأي. ‏
إعدام النمر يعد خطوة متقدمة ومهمة بأتجاه زوال آل سعود، ليس هناك سبباً غيبياً، بل لم تعد ضرورة لبقاء ‏نظام يساهم في تأجيج صراعات طائفية فضلاً عن وحدته العضوية مع الإرهاب العالمي.. عناصر ديمومة ‏الدولة والنظام بدأت بالتفكك وغاب بعضها فعلياً، قد تبدو سيناريوهات سقوط نظام "آل سعود" مبهمة، غير ‏إنّ الرحلة التي بدأت منذ سنوات قليلة -السقوط في الهاوية- وصلت نقطة اللاعودة وبات مستحيلاً توائم ‏نظام المملكة مع النظام العالمي الإنساني.‏

‏ ثمة غشاوة "نفطية" كانت سبباً في تغاضي أعين كثيرة عن حقيقة المملكة، بيد أنّ حرب اليمن وإنخاض ‏أسعار النفط أزال تلك الغشاوة!..‏

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك