قاسم العجرش
لم يكن بيد آل سعود من خيار، إلا أن يعدموا رجل الدين القطيفي البارز، آية الله الشيخ نمر باقر النمر، ورفاقه الثلاثة، محمد فيصل الشيوخ ومحمد الصويمل وعلي سعيد الربح..
بعد أن فشلوا في قتله، أثناء عملية القبض عليه، فقد أصابوه إصابة بليغة، لكن إرادة العلي القدير، شاءت، أن يبقى حيا، ليضع حكام آل سعود أمام خانق ضيق، لا يمكنهم الخروج منه!
لقد وضعهم بقاؤه حيا، في مأزق نفاذ الخيارات، فإذا أطلقوا سراحه، فإنه سيعود لقيادة الثورة، التي تستعر تحت رماد القمع الممنهج، وهي ثورة لا يقتصر إوارها على الشيعة، بل أن قطاعات أخرى كبيرة، من شعب شبه جزيرة العرب، الذي أستعبدوه فسعودوه، مطلقين عليه أسم جدهم.
الخيار الثاني، كان أن يبقونه في السجن، الى أن يموت أو يميتونه، وهو خيار مفتوح الإحتمالات، فضلا عن أن الثورة ستبقى مشتعلة، لأن الشيخ النمر سيبقى أمل الثوار!
الخيار الثالث كان كان قتله بإعدامه، وهو ما كان يتمناه النمر نفسه، وتكشف، رسالته الى والدته قبل أيام من إعدامه، عن فرحه بخبر المصادقة على إعدامه، لأنه سيكتب بدمه الطاهر الحقيقة المطلقة، مظلوميته ومظلومية رفاقه، التي تمثل عنوانا آنيا، لمظلومة الشعب الشيعي، في الحجاز والأحساء والقطيف.
لا شك أن دم النمر ورفاقه القادة الشيعة؛ سيبقى حيا الى أمد طويل، وهنا مكمن الخطأ التأريخي، الذي أرتكبه آل سعود بإعدام الشيخ النمر!
قصة إنتصار الدم على السيف ضاربة في أعماق التأريخ، وما شهادة الإمام الحسين عليه السلام، ببعيدة عن أذهان ذوي الألباب، لكن العائلة السعودية تبدو بلا لب، لأنها أعتنقت عقيدة ظلامية تكفيرية متخلفة.
لقد أرتكب آل سعود خطأ آخرا، عندما أعدموا النمر ورفاقه، ضمن قائمة من 47 شخصا، معظمهم من متطرفي الدين الوهابي، أالذي هو دين هذه الأسرة، لكن هؤلاء أنقلبوا على الأسرة السعودية، وشكلوا تنظيمات،هدفها الأطاحة بحكم هذه الأسرة الفاسدة المجرمة.
لقد أرادوا طمس الحقيقة، وإضاعة دم النمر ورفاقه بين الدماء، تماما كما خطط أسلافهم، ضد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهي محاولة غبية ندت عن أحمق، أراد ان ينفع نفسه وقومه، فوضعها حمقه ، في أزمة الخيارات التي أشرنا اليها، أضافة الى أن العالم، سيقف بالضد من هذه الفعلة، لأن القتل الجماعي، سيثير جماعات الرأي ومنظمات حقوق الإنسان، حتى في الدول الصديقة لآل سعود!
إن قتل الشيخ النمر ورفاقه، يفصح عن أن هذه الأسرة المجرمة، فقد بوصلتها، ولم تعد تعرف أين تضع قدمها، وهي اليوم في حيرة من أمرها، فقتل الشيخ النمر، لن يمر بلا تداعيات، وستؤدي تلك التداعيات الى زوال حكم الأسرة السعودية، في أمد منظور!
كلام قبل السلام: الفتنة كالإفعى حينما تستيقض، ستغرس أنيابها المحملة بالسم، أولا في جسد من أيقضها!
سلام.....
https://telegram.me/buratha