المقالات

الكوليرا الأسبـاب والمخاطــر والعــلاج والوقايـــة


( بقلم : د.جابر حميد حسين/ أكاديمي عراقي )

ظهر المرض قبل عام 1800 سنة، وبدأت السيطرة عليه وحجمت البكتريا المسببة لهذا المرض بواسطة الصرف الصحي الحديث، ومعالجة أنظمة المياه وتحسين المواصلات، ومع هذا ظهر المرض في بعض مناطق العالم والتي تعتبر البكتريا متوطنة فيها مثل أسيا، أفريقيا، وأمريكا اللاتينية. ويرجع تاريخ ظهوره في العراق إلى سنة 1821، وانتشر المرض أيضا في الأعوام 1923،1889،1860 وعاد للظهور في نهاية الستينات وبداية السبعينات، ثم عاد للتفشي بعد عام 1991 بسبب التلوث البيئي وضعف خدمات الصرف الصحي وخدمات شبكات مياه الإسالة ثم عاد في الظهور عام 2003، والآن يعود في شمال العراق في أيلول 2007 وظهور حالات في بعض المحافظات الأخرى.

ما هي الكوليـرا؟يتميز مرض الكوليرا بإسهال حاد يحدث نتيجة إصابة الأمعاء بجرثومة أو بكتريا الكوليرا Vibrio Cholera والإصابة ممكن أن تكون خفيفة وبدون أعراض أحيانا، ولكن الكوليرا تسبب مرض الإسهال الشديد ومن ثم الموت في ساعات، إن لم يعالج بالوقت المناسب.

أعراض المرضبالرغم من أن المرض يمكن أن يكون مميتاً، لكن منعه وعلاجه سهلا، وتتراوح وفترة حضانة المسبب المرضي من عدة ساعات الى خمسة أيام، ورجوعا إلى الأعراض وعلى وجه التقريب كل (1 من 20) مصاب تكون حالته شديدة واهم الأعراض السريرية النموذجية للمرض تتمثل في الآتي:

1- إسهال شديد مائي غير مصحوب بألم، وهذا الإسهال يكون مفاجئا وغزيرا ويشبه ماء الرز (rice-water stool) أو شاحب حليبي، وهذا ما يؤدي يوميا إلى فقدان كميات كبيرة من سوائل الجسم في مدة قصيرة مقارنةً بالأمراض الأخرى التي تسبب الإسهال، ونتيجة لفقدان (10%) أو أكثر من سوائل الجسم يحصل جفاف (dehydration) مما يؤدي إلى ظهور الأعراض الآتية:

1- اضطراب ونوم غير سوي، العينان غائرتين sunken eyes، جفاف الفم مع ظمأ شديد، ذبول في الجلد، حيث عند شده يعود ببطئ إلى مكانه مقارنةً لما يحدث عند الشخص الطبيعي، قلة في البول، وربما توقف في الإدرار، انخفاض في ضغط الدم مع عدم انتظام دقات القلب (arrhythmia)، ويؤدي الجفاف أيضاً، في الحالات التي لم تعالج لتتطور التعقيدات، إلى الصدمة العصبية أو السكتة الدماغية (shock)، لقلة حجم الدم وانخفاض ضغط الدم ونقص كميات الأوكسجين الذي يصل إلى الأنسجة، وبما يؤدي إلى الموت.

2- يشكو المريض من تشنجات مؤلمة في الأطراف leg cramps والصدر، مع مغص في البطن، وسبب هذا التشنج يعود إلى فقدان الجسم لأملاح الصوديوم والكلورايد والبوتاسيوم نتيجة الإسهال.

كيف يصاب الإنسان بالمرض؟1- شرب الماء أو تناول الطعام الملوث ببكتريا الكوليرا.2- عن طريق البراز في المناطق الموبؤة.3- ينتشر المرض بسرعة في الأماكن التي لم تعالج فيها شبكات الصرف الصحي (sewage) أو ماء الشرب بشكل كافي أو لقدمها-معنى ذلك حدوث تلوث بيئي.4- أكل الأسماك الصدفية shellfish غير المطبوخة أو المطبوخة جزئياً.وهنا يجدر الانتباه إلى أن الرز المطبوخ، الذي يترك لعدة ساعات في جو الغرفة، يعد وسطاً جيداً لنمو البكتريا وممكن أن تنتقل إليه عن طريق البراز ثم اليد والفم (oral-fecal transmition)، وكذلك الحال مع الخضروات التي تغسل بالماء الملوث بمياه الصرف الصحي.

مخاطر الكوليرا؟1. الفقر وسوء التغذية.2. الحروب والكوارث. 3. تجمع السكان في مجمعات سكنية بشكل مزدحم دون توفر شروط الصحة العامة الكافية وهذا أكيد يؤدي الى انتشار المرض.4. القادمون من المناطق الموبؤة بالمرض الذين يحملون أغذية ملوثة بجرثومة الكوليرا غير المطبوخة.

هل يمكن علاج المرض؟علاج الكوليرا ممكن بكل سهولة ونجاح مباشرة بتعويض الماء والأملاح المستنزفة من الجسم والمؤدية إلى حدوث الجفاف وقصور الدورة الدموية ويكون العلاج الوجه على الوجه الآتي:1. عن طرق محلول معالجة الجفاف (محلول الإرواء الفموي) المعروف عالمياً والشائع استخدامه -محلول من الماء والملح والسكر، يتم تناوله بكميات كبيرة.2. عن طريق محاليل الوريد في الحالات شديدة الخطورة.3. أعطاء المضادات الحيوية ولمدة قصيرة قد يؤدي إلى أخفاء شدة المرض، لكنه لا يكون بمستوى الإحلال المائي. ما هي الإجراءات التي يجب اتخاذها لمنع انتشار المرض؟1. العمل على الوقاية من الكوليرا وفحص مناطق تفشي المرض بصورة دورية وأعداد خطة للسيطرة لمنع حدوث ظهور المرض .2. أن تأخذ مراكز السيطرة على الإمراض الانتقالية دورها في العمل على تدريب العاملين على الطرق التقنيات المتطورة لتشخيص وتحديد الكوليرا وتزويد المراكز الصحية بالمعلومات الحديثة حول التشخيص وطرق العلاج وتثقيف المجتمع حول طرق السيطرة الوقائية.3. أن يكون للوقاية البيئية دوراً في تحسين مواصفات مياه الشرب ومنظومات مياه الإسالة والتصريف الصحي لمنع أي تلوث بيئي لأنه هو المصدر الرئيسي لانتشار البكتريا.4. ضرورة الحصول على بيانات أفضل وضمان زيادة تقاسم المعلومات.5. اعتماد نهج منسق ومتعدد القطاعات ومن ضمنها المجتمع.

ومن كل ما تقدم نسجل بعض النقاط الواجب اعتمادها لتجنب الإصابة بالمرض:1- ضرورة المحافظة على النظافة العامة لغسل اليدين جيداً بعد دخول دورة المياه.2- تجنب تناول الغذاء من مصادر غير موثوق بنظافتها. 3. تجنب تناول الأغذية سريعة التلف التي مر عليها وقت في الجو الحار مثل الخضار والرز. 4. عدم تناول الأطعمة غير المطبوخة جيداً. 5. تجنب شرب الماء غير المعقم أو غير المغلي.6. على المريض عند توقف القيء أن يتناول أكبر كمية من السوائل عن طريق الفم، حتى تزول حالة الجفاف تماما.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك