المقالات

قراءة: العراق ما بعد "داعش"؟

2418 2016-01-03

بعد مرور عام ونيف، على احتلال عصابات داعش الإرهابية، لثلث مساحة العراق، ومنذ ذلك الوقت يقاتلونهم المتطوعين من الحشد الشعبي، عندما هب الشباب العراقي للدفاع عن الوحدة الوطنية، بعد فتوى "الجهاد الكفائي" من قبل المرجعية المباركة ليتوحد العراق، وطي خلافات الماضي لمواجهة الخطر المحدق بهم.

اليوم وبعد أيام وشهور من الجهاد، تعددت الفصائل المسلحة التي تحارب "داعش" مع تعدد مرجعياتها السياسية والدينية، وما تحمله من أفكار وخطط مستقبلية لما بعد "داعش".

قانون الحرس الوطني المثير للجدل، الذي من خلالة تنضم الفصائل المسلحة، وأبناء العشائر وكل فصيل او جهة حاربت تلك العصابات، تحت مظلة قانونية، وبقيادة حكومية، ليكون يد من حديد ضاربة لكل من يريد بالبلد السوء، لكن سرعان ما أن يرى النور من رحم ممثلي الشعب، آلا انه لاقا اعتراض وانتقاد لاذع، حتى من بعض القوى التي ساهمت بكتابة فقراته، كما اعترض عليه المكون السني حول مساحة نفوذ، و لون التشكيل
،هذه القوة وبإمرة من ستكون وكيف تتحرك؟

يفسر الأمر من اعتراض بعض الفصائل، التي تحارب "داعش" اليوم حول هذا القانون، يضعهم في خانة الشك والريبة! لماذا يرفضون قانون يحفظ حقوقهم، وحقوق شهدائهم؟ ولماذا يرفضون قانون يعطيهم الحصانة الحكومية من الملاحقة القانونية من مسمى "الميليشيات"؟ هنا تفسير واحد، هو أذا أقر قانون الحرس سيبدد قواهم وتكون تحت آمرة الحكومة، هو ما لا يريده المعارضون للقانون، حيث أن يريدون الحفاظ على قوتهم الحزبية، وكسب الساحة الشعبية، ما بعد انهزام "داعش".

تحدثنا عن قانون الحرس الوطني وفتوى الجهاد الكفائي، هناك ثمة أمر خطير، لابد من تسليط الضوء عليه، حيث تشهد الساحة السياسة عدم استقرار داخلي، و هناك تنافس شيعي شيعي في المناطق الشيعية، حول السلطة في محافظات الوسط والجنوب، كما هناك توتر بين بعض الفصائل المسلحة، وهذا مؤشر خطير، ونحن اليوم نعيش عصر الشائعات والفتن، والتربص الخارجي للنيل من وحدة العراق، وبالذات المناطق الآمنة والمستقرة، وما يحصل من عمليات سرقة وعصابات منظمة وتنازعات في البصرة نموذج مبسط؛ لسحب بساط الحكم من تحت إقدامهم, مع استقرار نسبي في مناطق غرب العراق.

كل ما ذكرناه آمر وارد ومحتمل، ولتفادي هذا المنحدر الخطير، على قادة الفصائل مهما كان لونها وعددها وولاءها وصنفها، أن تجلس على طاولة حوار وكشف الأوراق وتجميدها، أو بالأحرى تصفيرها وتمزيق أوراق وخلافات الماضي، ويكون تحت راية المرجعية المباركة، في النجف الأشرف وتحت مظلة قانون الحرس ليسيروا على قوله تعالى " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ ال.. جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ ال.. عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك