المقالات

شيوخ الافتاء في السعودية/ تقنين الارهاب وليس تحريمه !


( بقلم : اسعد راشد )

اصدر المفتي التكفيري السعودي الشيخ عبد العزيز عبد الله ال الشيخ بيانا يحذر فيه الشباب السعودي من الذهاب الى الخارج بحجة الجهاد دون ان يذكر اسم "البلدان" في الخارج أهي العراق او لبنان او افغانستان ودون ان يشير بوضوح في بيانه اي من البلدان التي قصد الشيخ السعودي عدم الذهاب اليها الا ان المراقبين وصفوا البيان بانه "تمثيلية" سعودية لابعاد اي شبهة عن دور الجهات الرسمية وخاصة المخابرات السعودية في تجنيدها المقاتلين السلفيين للذهاب الى الخارج لقتال "اهل الشرك والردة والكفار" اي الامريكان واليهود والشيعة وسائر المذاهب التي لا تنتمي الى المذهب الوهابي و تحت عنوان" الجهاد " او "الغزوة" كغزوة "منهاتن" ومدريد ولندن والعراق ! والمعروف ان الشيخ عبد العزيز ال الشيخ هو مفتي عام المملكة الوهابية ورئيس هيئة كبار العلماء والافتاء والبحوث وهي الهيئة التي ينضوي تحت رايتها احد اكبر عتاة وشيوخ التكفير وهو "ابن جبرين" و"البراك" وله فتاوي كثيرة في تكفير من هم ليسوا على دين الوهابية "الموحدون" !!

الجديد في بيان شيخ شيوخ التكفير هو ان تحذيره للشباب بعدم الذهاب الى الخارج قاصدين الجهاد يندرج في اطار" التحذير" و"الشبهة" وعدم "الخروج عن طاعة ولي الامر" دون ان يعتبر ان هذا الخروج او الجهاد "ارهابا" ضد الامنين والابرياء يحرمه الشرع والعرف وتمام قوانين الارض وحقوق الانسان بل وقد فسر البعض بيان الشيخ التكفيري بانه "بيان سياسي" اكثر مما هو "شرعي" او "فقهي" يحمل مثلا طابع "الفتيا" او الفتوى حيث التحذير لا ينطوي على الحرمة القطعية خاصة وانه لم يحدد البلدان وخاصة العراق الذي يعاني الويلات والامرين على ايدي الانتحاريين الارهابيين السعوديين الذين ينفذون عملياتهم من خلال السيارات المفخخة او اجسادهم الملغمة القذرة ضد المدنيين وضحاياهم باالالوف .

يقول الشيخ التكفيري في بيانه المشبوه:

((وإني من باب الشفقة على شبابنا، والنصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم، رأيت أن أكتب هذه الكلمة بعدما لوحظ منذ سنوات خروج أبنائنا من البلاد السعودية إلى الخارج قاصدين الجهاد في سبيل الله، وهؤلاء الشباب لديهم حماسة لدينهم وغيرة عليه، لكنهم لم يبلغوا في العلم مبلغا يميزون به بين الحق والباطل؛ فكان هذا سبباً لاستدراجهم والإيقاع بهم من أطراف مشبوهة، فكانوا أداة في أيدي أجهزة خارجية تعبث بهم باسم الجهاد، يحققون بهم أهدافهم المشينة، وينفذون بهم مآربهم، في عمليات قذرة هي أبعد ما تكون عن الدين، حتى بات شبابنا سلعة تباع وتشترى لأطراف شرقية وغربية، لأهداف وغايات لا يعلم مدى ضررها على الإسلام وأهله إلا الله عز وجل))

هذه الاسطر في الحقيقة هي من وحي اجهزة المخابراتية السعودية قبل ان تكون من بنات افكار الشيخ التكفيري الذي ليس فقط لا يفقه هذه الاموربل لا يؤمن بها قط خاصة وان الذين يذهبون لما يسمى بالجهاد في الخارج قد جندوا تجنيدا واقنعوا من قبل كبار شيوخ المملكة الوهابية ولم يغرر بهم لا من قبل اجهزة خارجية ولا اطراف مشبوهة بل من قبل مشايخ وعلماء يتربعون على كرسي الافتاء في "هيئة كبار العلماء" التي يترأسها الشيخ عبد العزيز ال الشيخ خاصة وان عدم تطرقه الى البلدان وربطه مشروعية الخروج للجهاد بأذن ولي الامر والعلماء واعتبار هؤلاء الشباب بان "لديهم حماسة وغيرة على دينهم" يوحي بان القصد هو ليس العراق ولا بلاد الكفار وانما بعض البلدان التي ازكمت اعداد قتلى واسرى السعوديين الانوف خاصة بعد بروز ظاهرة فتح الاسلام في لبنان ومعركة مخيم نهر البارد التي قتل فيها العشرات من السعوديين واعتقال عدد كبير منهم وجهت التهمة فيها الى دور "بندر ابن سلطان" في تحريض السلفيين للذهاب الى قتال الشيعة و"رمي قنابلهم" على الناس كون ان هؤلاء السلفيون يمكن "ضبطهم" لانهم مسجل تحت ماركة "السعودية" !

وقد اعتبر بعض المراقبين ان صدوربيان مفتي عام المملكة الوهابية جاء رغما وغصبا عنه وبضغط من النظام الحاكم حيث بعض فقراته تكشف صراحة ان جهاز المخابرات السعودية هي من تقف وراء كتابة البيان خاصة الفقرة التي تتحدث ان "الاحراج" الذي تسببه للنظام ظاهرة دور السعوديين في الارهاب والقتل وقيادة عمليات التفخيخ و"الغزوات" حيث الفقرة رقم 4 تقول :

(( استغلالهم من قبل اطراف خارجية لاحراج هذه البلاد الطاهرة والحاق الضرر والعنت بها ..)) ! وهنا بيت القصيد فهم يريدون "تقنين" عمليات الجهاد والغزو بحيث لا تكون منفلتة ولا عشوائية تسبب الاحراج لهم امام حلفاءهم في الغرب وامريكا والذين خدعوا بهم لفترة طويلة بل ضمن اجندة متفق عليها والخلاف هنا ليس في اصل "القتل" او "الجهاد" كما يسمونه بل في من يقود و من يوجّه فمثلا عندما لم يتطرق البيان الى البلدان التي يقصد فيها الجهاد فهذا يعني ان الامر هنا فيه التباس وبحاجة الى "تقننين" كي لا يحدث احراجا ولا ارتباكا للسياسة السعودية التي تقود بشكل خبيث عمليات الارهاب التي ينفذها الوهابيون في العراق وغيرها التي اعترف صراحة بندر ابن سلطان بدوره وبدور مخابراته في قيادة تلك العمليات .

ان تقنين عمليات الارهاب والقتل هو الهدف من بيان شيخ شيوخ التكفير وهو امر لا يعني ان القوم قد حرموا الارهاب او انهم ضد اصل "الجهاد" والخروج من اجله الى البلدان وهذا ما أكده احتفال امارة الرياض الكبير في يوم 11 رمضان بمناسبة اليوم الوطني لقيام "المملكة" الوهابية وبرعاية ثالث رجل في العائلة الحاكمة "الامير" سلمان ابن عبد العزيز والذي شارك فيه علماء التكفير وعلى رأسهم الارهابي التكفيري ابن جبرين والشخص الاخر المشهور بالنازي السلفي "ناصر سليمان العمر" واعضاء في مجلس الامن القومي الذي يترأسه بندر ابن سلطان وقد صعد علماء المشاركون في الاحتفال خطابهم التكفيري ضد الشيعة وعلى مرأى ومسمع امير امارة الرياض الذي كافئهم بجمله "كفيتم ووفيتم"!! وقد هاجم احد هؤلاء الشيوخ التكفيريين وهو "الفوزان" اتباع المذاهب والاديان الاخرى بشدة وخاصة الصوفية والاسماعيلية والشيوعية قائلا عنهم (( ان الصوفية والاسماعيلية والشيعة بلوى ابتلى بهم الكثير من المسلمين فعلينا ان نحافظ على وحدة الوطن بان نظهر العداء لهم (...) واهانتهم واذلا لهم وان نمنعهم من الصلاة في مساجد المسلمين ونظهر البغضاء والكراهية والتحقير في وجوههم ونعاملهم بشدة ..)) والمعروف ان شيخ الصوفية جلال الدين الرومي يحظى بشعبية كبيرة في امريكا حسب الاستطلاعات كما جاء في برنامج الاذاعة البريطانية بي بي سي فيما هؤلاء الشيوخ يدعون الى قتلهم وتحقيرهم ..

هذا الخطاب التكفيري الارهابي حدث وجرى تحت رعاية الامير السعودي والرجل الثالث في الاسرة الحاكمة وهو "سلمان ابن عبد العزيز ال سعود" ولم يستنكر عليهم بل بارك لهم فعلهم الشنيع وهو ما اعتبره المراقبون انقلابا واضحا في النهج السياسي السعودي "المعتدل" والعودة الى نهج الوهابي السلفي التكفيري والارهابي خاصة وان خطاب الالغاء والفاشية الذي تميز به الجو العام لذلك الاحتفال فيه الكثير من الدلالات السياسية والعقائدية كما اعتبر بعض المحللين بان "المملكة" تنتهج الازدواجية في سياستها الداخلية والخارجية بحيث في الوقت الذي تظهر فيه للعالم ولحلفاءها في الغرب بانها ضد التكفير وتحارب الارهاب الا انه في نفس في مجال السياسة الداخلية تظل تسير على النهج التكفيري ذاته وترعى الارهابيين وتغذي منابعهم كي تبقى تلك المملكة مركزا لتفريخ الاصوليين والمتطرفين وتستمر مصانعها تصدر الارهابيين للعالم ..

ومن هنا ايضا فان بيان شيخ التكفير عبد العزيز ال شيخ هو موجه بالدرجة الاولى للخارج ولاظهار ان المملكة تحارب تدخل مواطينه في شئون الاخرين الا انه في الوقت ذاته تسعى لتقنين اعمال "الجهاد" دون وصفه بالارهاب كما جاء في البيان الذين اعتبر ما يقوم به الوهوبيون السعوديون نوعا من الجهاد المنفلت غير الخاضع لسلطة ولي الامر بل وسعى الشيخ في بيانه ايحاءا الى تحميل جهات "شرقية وغربية" المسئولية لاستغلالها "جهل" الشباب السعودي و يأتي هذا البيان وهذا التوجه المفاجئ او التحول في خطاب هذا الشيخ التكفيري بالتزامن مع عدة مقالات في هذا الخصوص نشرت في صحيفة الشرق الاوسط لتكريس رؤية المخابرات السعودية والاجندة التي تسعى لتطبيقها حيث مقال طارق الحميد تحت عنوان "المفتي السعودي" جاء للتمجيد بالشيخ وبيانه فيما ذهب عبد الرحمن الراشد في مقاله "مقتل ابي القعقاع يثير السؤال" لتحميل الخارج مسئولية ما يقوم به السعوديون الوهابيون من اعمال ارهاب وقتل وهذا يعني ان بيان الشيخ قد رتب له مسبقا ليكون متزامنا مع حملة اعلامية تقوم بها وسائل الاعلام السعودية لتوجيه الرأي العام في الخارج وفقا لاجندة المخابرات السعودية التي تأمل تحسين صورة بلادهم بعد ان لطختها افعالهم الارهابية وما زلت تلطخها ..

اسعد راشد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
gaber
2007-10-03
بعد ايه ياتي هذا التحذير 1-بعد قيام قواتنا البطله وابناء شعبنا بضرب هؤلاء في كل مكان 2- صحوة اخواننا اهل السنه على امر هؤلاء بعد ان تبين لهم بظلان كل دعواهم ومقاتلتهم ففقدوا الحاضنه التي تاويهم 3- الاحتجاجات الكبيرة والمضاهرات التي يقوم بها اخواننا في الخارج امام السفارات السعوديه والتي عرت هؤلاء الانجاس على حقيقتهم امام الراي العام كان لها الاثر البالغ 4 ولتحسين صورة المملكة بعد ان تلقت ادانه اكيده ومن من من اعز الناس لها وهي امريكا حين صرح زلماي بان معضم الانتحارين ياتون من جرب السعوديه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك