المقالات

حملة تسقيط يقودها صاحب بيت من زجاج!

1612 2015-12-25

كلنا يتذكر تلك الأيام السوداء, أبان حكم شيطان البعث المقبور, وماعانيناه من ظلم وتجبر, وقتل لألاف الشباب, وعشرات العلماء, طالهم ظلم النظام, وغيرهم العشرات تشردوا, لمحاربة النظام وتعريته, أو طلبا للنجاة بأرواحهم وعوائلهم.

كانت أخبار المعارضة, تصلنا عن طريق بعض الإذاعات الإسلامية غالبا, بحكم إسلامية اغلب تلك المعارضة, وإذاعات عالمية بين حين وأخر, كانت تركز على نشر أخبار الكرد وتحركاتهم, وبعض المستقلين.

لم تخلوا المعارضة الإسلامية, من خلافات وخصومات, تتعلق بمرجعيتة تلك الأحزاب, أو طريقتها في التعاطي مع الجهاد ضد النظام, بغرض إسقاطه, وأحيانا طلبا للمغانم والمكاسب, وكانت تلك الخلافات, تصل حد الانشقاقات والتشرذم, لبعض التشكيلات.

كان خلاف أجنحة حزب الدعوة, فيما بينها, وخلاف جناحها الرئيسي, مع المجلس الأعلى الإسلامي, هو الطاغي على ساحة المعارضة, لما امتلكه حزب الدعوة من صيت وسمعة, بحكم إعدام النظام لعشرات العراقيين بحجة الإنتماء لحزب الدعوة, وإعدام العشرات من أسرة أل الحكيم, وسجن الباقين منهم, والتحرك الدولي, والعلاقات المهمة, التي إمتلكها الشهيدان, السيدان مهدي ومحمد باقر الحكيم, نجلا مرجع الشيعة العظيم السيد محسن الحكيم.. وما سبباه من أذى, وحرج وضغط دولي على النظام, وفضح كل جرائمه, يضاف لها عمليات كانت تستهدف النظام, بشكل سبب له الأذى.
لم يتوقف هذا التنافس, بعد سقوط نظام البعث, وتشارك الأحزاب الشيعية للسلطة, إلا أنه اتخذ منحا أخر, خصوصا بعد إبتعاد الكثير من الدعاة المؤسسين, وبروز شخصيات كانت ثانوية, وأخرى لا علاقة لها بالحزب أصلا, أو ممن يمتلكون صلة قربى, أو علاقة مصالح, بأحد قيادات الحزب الجديدة, وتوليها لمناصب مهمة في الحزب.. وتحول التنافس, إلى عمليات تسقيط قبيح, تجاوز حدود التنافس السياسي.

إنتقلت عملية التسقيط, إلى مرحلة جديدة, بعد فشل السيد المالكي, في الحصول على ولاية ثالثة, وتشكيل حكومة برئاسة السيد العبادي, كان عراب تشكيلها المجلس الأعلى وحلفائه.. وصلت حد الحرب الشاملة, بألة إعلامية ضخمة, وبكوادر متمرسة, مولت معظمها من المال العام, ولم تكتفي تلك الحملة, بوزراء المجلس أو تنفيذيه, بل وطالت السيد العبادي, وهو من قلب حزب الدعوة, وكان إلى زمن قريب, من مقربي السيد المالكي, لكن ونكاية بالخصم القديم, طاله التشهير والهجوم المقذع.. بل وطالت حتى المرجعية, التي طالبت حزب الدعوة وبشكل صريح, أن يغير مرشحه لرئاسة الوزراء.
تلك الحملة وكما يبدوا, ليس مخططا لها أن تتوقف قريبا, رغم أنها أضرت بالشارع الشيعي, وقوة مفاوضيه مع بقية الشركاء, دون أن يفهم من ينفذها ويديرها, أن الضرر سيطالهم قبل غيرهم.

رغم أن الأحزاب كلها, إرتكبت كثيرا من الأخطاء, إلا أن حزب الدعوة, وخصوصا جناح السيد المالكي, هو صاحب الموقف الأكثر هشاشة, بما يخص ملفات الفساد والأخطاء, فهو تولى السلطة لثمان سنوات, وفي فورة أسعار النفط. 

قيل قديما, أن من بيته من زجاج لا يجب أن يرمي الناس بالحجارة.. لكن الحجارة هذه المرة. طال ضررها الشعب كله, وليس صاحب البيت الزجاجي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك