غريب جدا؛ إعلان السعودية في هذه الأيام، عن إنشاءها حلفا دولي إسلامي لمحاربة الأرهاب. تعد السعودية الدولة الأولى، المتهمة بالإرهاب، ومنها صدرت كل فتاوى القتل والتكفير، ومن بين ناسها خرج الإنتحاريون، ومن نفطها تم تمويل كل المنظمات الإرهابيه.
نظرة سريعة لهذا الحلف والدول المشكلة له، وطبيعتها الطائفية، نجده حلف شرعي لتمويل الإرهاب، وتهيئة قاعدة مغطاة بغطاء قانوني، من القتلة والإنتحارين، إذ تعد الدول النفطية الخليجية في هذا المحور، هي الممول الرئيسي وإما الدول المتبقية كالصومال ونيجيريا وجزر القمر وتشاد وبنين وجيبوتي وغيرها، فتعد ممولا بشريا لرفد الإرهاب بمقاتلين بوضع شرعي.
الهدف المعلن لهذا الحلف، هو لمحاربة الإرهاب في افغانستان والعراق وسوريا، ومن المضحك إن الدولة المعنية، لم يتم دعوتها للإنظام لهذا الحلف، فالدول الثلاث التي تعاني من الارهاب، الذي يتم تموليه سعوديا وخليجيا بالمال، ولوجستيا من تركيا، صارت هدفا للتحالف الجديد.
تدعي السعودية إن سبب هذا الحلف، هو بعد تنامي التصور الخاطئ لدى شعوب العالم، بأن الإسلام يمثل الإرهاب، لذا فالحلف المنضوي تحته دول مجلس التعاون الإسلامي، سيكون دليلا أمام العالم، بأن الإسلام بريء من هذا الإرهاب، حسب ادعاء السعودية.
ذهب المحللون في إتجاهات شتى، حول أسباب وحقيقة هذا التحالف، فكتبت صحيفة الاندبندنت "ان هذا الحلف شكلي فقط" وما يعضد هذا الرأي هو سرعة اعلان تشكيل التحالف، وتم ذكر دول لم يتم مفاتحتها اصلا، كما حصل مع لبنان حيث صرحت الحكومة اللبنانية "إننا نستغرب من إعلان لبنان، ضمن الحلف ونحن أصلا لم تتم مفاتحتنا به"، وهذه الحقيقة، قد أقرها عراب هذا الحلف، محمد بن سلمان حيث قال: لقد تمت مفاتحة الدول المذكورة في الحلف شفهيا فقط.
بعض المحللين ذهب أبعد من ذلك، وقال إن هذا الحلف هو ضمن صراع النفوذ السعودي- الإيراني، وهو وسيلة لإقاف النفوذ الإيراني، المتسع يوما بعد يوم، ويعضد هذا الرأي هو الطبيعة الطائفية لدول الحلف.
أسباب كثيرة أدت لإعلان هذا الحلف، ولكن مايهم فيه هو ما اكده السيناتور الأمريكي كراهام، خلال لقائه على قناة امريكية من السفاره الامريكيه في العراق، بمعيه جون ماكين حيث قال " لايمكننا استقدام جيش للحرب في سوريا، لذلك سيتكون الجيش الذي يحارب في سوريا، من 90% من جيوش المنطقة و10% من جنودنا، حيث اشترطت جيوش المنطقة، ازاحة الاسد مقابل الاشتراك في الحرب.
هذه الحقائق والتحليلات على إختلافها، هي التي سرعت من إنهاء الحرب على اليمن، لغرض الإسراع ببناء التحالف المزمع، والذي سيضيف إيضا سببا يحفظ ماء وجه السعودية، بعد فشلها الذريع في اليمن.
ما يهمنا وما نترقبه كعراقيين، هو كيف ستتعاطى حكومتنا، وكتلنا السياسية مع هذا التحالف؟!.
https://telegram.me/buratha