( بقلم : ناهدة التميمي )
بين الحين والاخر تطالعنا الاخبار انه تم فصل عدد من منتسبي الداخلية والشرطة لثبوت طائفيتهم حتى تفاجأنا مؤخرا بخبر فصل تسعة عشر الف منتسب من الشرطة لثبوت طائفيتهم .. الله اكبر كيف اثبتوا في يوم واحد ان كل هؤلاء طائفيون وقضية كهذه في الغرب على شخص واحد تستغرق مالايقل عن خمسة سنوات لاثباتها مع احتفاظ الشخص المتهم بتلك التهمة المشينة بكامل حقوقه ورواتبه وامتيازاته لحين ثبوت الامر ومن ثم البت في نوع العقوبة.. الا في عراق الحضارات فانه يمكن اثبات ذلك وعلى هذا العدد الهائل من الناس في يوم واحد.. طبعا وبين الحين والاخر نجد من يهاجم الشرطة دون التطرق للجيش .. وانا وان كنت قد عاهدت نفسي ان لااكتب عن السنة والشيعة لان ذلك احد اهم مرامي ومقاصد واهداف الدوائر المريبة والمغرضة والمتربصة بالعراق شرا من ( الاشقاء والاصدقاء ) الا ان الحقيقة يجب ان تقال حتى نعي مايدور حولنا.
اثبات طائفية كل هؤلاء وبقدرة قادر وفي يوم واحد يعود الى سبب واحد وهو ان هؤلاء شيعة ومنتسبون للداخلية التي ( تعتبر شيعية) الادارة بينما يغضون النظر عن الجيش وبعض الطائفيين فيه والمندسين من البعثيين والارهابيين تحت الويته ممن شاركوا في ابادة الشيعة في مدن ديالى والشعلة وساهموا في الاقتحامات والاستهداف العشوائي لاحياء مدينة الصدر وجنوب بغداد ومدن واحياء وقصبات شيعية كثيرة في بغداد وغيرها من المحافظات .. حتى اني رايت في احدى المرات رجلا من مدينة الشعلة طاعن السن يبكي لان قوات من الجيش اقتحمت داره وقتلت اولاده دون مبرر ودون تحقيق او اعتقال وقال ان قائد القوة والذي كان احد الضباط في الجيش الصدامي السابق قال له باستغراب ( كيف انت سيد وصدام ابقاك واولادك حيا الى يومنا هذا وكيف لم نعلم بك من قبل ) .. اذن لماذا لايتكلم احد عن طائفية هؤلاء واجرامهم والتركيز فقط على طائفية الشرطة.
الحقيقة وبكل بساطة هي محاولة الالتفاف على الامور من جديد بهذه الطريقة ... يفصلون هؤلاء لانهم شيعة بحجة انهم طائفيون حتى لو كانوا تسعة عشر الفا في يوم واحد ثم يعوضونهم بضباط ومراتب من الشرطة الصدامية السابقة والتي اثبتت ( انها كانت شريفة ونزيهة وغير طائفية ابدا ) لسد النقص بالطبع.. بينما الجيش والطائفيون في صفوفه لااحد يتكلم عن طائفيتهم واجرامهم وايذاؤهم لاهلنا في ديالى والثورة والشعلة والجهاد ومدن اخرى لانهم ببساطة من السنة واغلبهم من الجيش الصدامي السابق .. وبهذه اللعبة اي الفصل لاسباب طائفية وتعويضهم بالصداميين يعيدون التوازن لصالح السنة او بالاحرى لصالح القوات العفلقية السابقة او لنقل يعيدون الغلبة والتفوق للسنة على الشيعة .. وبذلك يعودون للسيطرة من جديد على الوضع.... فهل ينتبه الشيعة الى ما يحاك لهم...!!!
ناهدة التميمي
https://telegram.me/buratha