المقالات

مظاهرات السيادة أم سيادة المظاهرات؟!

1983 2015-12-16

رأيت جرذاً يخطب اليوم عن النظافة وينذر الأوساخ بالعقاب وحوله... يصفق الذباب
أحمد مطر

إن ما جرى اليوم في ساحة التحرير ببغداد, شيء يعيي العقل السليم, ويجعل الفؤاد يتقطع من الحزن وهو سقيم, حيث أمتطى صهوة التظاهر من أجل سيادة العراق, من كان سبب في ذهاب ثلث العراق, و إراقة الدماء, وهو سبب دخول الأتراك إلى الأراضي العراقية, فرحمك الله أيها الشاعر القدير أحمد مطر,فبعيني رأيت اليوم جرذا يخطب عن النظافة! ولكن سرعان ما قذف بأحذية أصحاب النظافة. 

إن احد الأسباب المهمة التي أدت إلى تدهور الوضع في العراق, هو غياب الوعي الحقيقي لما يريده الشعب, وهي طامة كبرى عندما يخرج الشعب بمظاهرة لا يعرف جدواها سوى الهرج والتصفيق, فمظاهرة مهمة كمظاهرة السيادة, يجب أن يكون الشعب يعرف أهم الأسباب التي أدت إلى ذهاب سيادته, وكيف سقطت الموصل التي هي خطوة الاحتلال الأولى بيد داعش؟! والمصيبة الأعظم من لا زال يصفق لذلك المعتوه الذي سبب دمار العراق, وذهاب سيادته.

هنا يجب علينا أن نبين مدى تردي الوعي لدى المتظاهرين, و أين نحن سائرون؟! أذا تحكمت بنا العواطف والأنانية, حتى في المظاهرات التي تطالب بهيبتنا, وكيف تكون لنا هيبة وسيادة ونحن نسمح لمن تسبب في خراب بلادنا أن يعتلي صهوة أصواتنا؟! ويحاول تسويق نفسه بأنه القائد الضرورة, إذا بالأحرى بنا أن نبقى على هوان, خير لنا من قيادة الجرذان, أمثال محتال العصر ومن صف لصفه, وصفق له.

العراق لا يحتاج إلى المطالبة بالسيادة, حيث أن الشعب هو من يملك الخيار, وبيده أن يجعل سيادته تعلو, إذا وفقط إذا؛ عرف عندما يتظاهر النقاط الجوهرية لتظاهرته, وملك الإصرار على تقليد زمام أمره إلى قائد يستحق القيادة.

إن من هوان الدهر أن يقال لمثل علي أبن أبي طالب( عليه السلام) ما الحكم إلا لله, وهو العالم بحالكاتها قبل بيناتها, وبواطنها قبل ظاهرها, ولا يقال لجبناء القادة وأبناء البغايا مثل ذلك القول, وهذا ما يأخذنا إلى القول إلى إن الشعب هو من رضي بالذل والهوان, وسلم بيده للجلاد الذي تفنن في إذلاله, وحطم جميع القيم التاريخية والسيادية له, وهكذا التأريخ يعيد نفسه, فبعد أمية بنو العباس, ومن احتلال إلى احتلال.

تظاهرات السيادة تبحث عن سيادة للتظاهرة, فإذا كانت فاقدة إلى سيادتها فكيف تطالب بما لا تمتلك؟! كيف يكون من تسبب بانهيار سيادة العراق أن يكون هو قائد للمظاهرات المطالبة بالسيادة؟! أين عقولكم؟ وكيف لجرذ أن يتكلم عن النظافة؟! ولكن في حالة واحدة فقط يكون ذلك, عندما يكون الذباب هو من أنتخب الجرذ ليمثله!
ختاما: لكي تحققوا سيادتكم أبحثوا في قيادتكم, فأن كان قائدكم سيد قومه, كنتم سادة على القوم في أختياركم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك