( بقلم : حامد جعفر )
بعد سقوط الحكم البعثي وصعود الاحزاب المعارضة الى حكم البلاد, رغم وجود الاحتلال, استبشرنا خيرا وآزرنا فكرة الفيدرالية لانها كانت معقولة ومعتدلة حيث كان الاتجاه المعلن ان كل ثلاث محافظات وحسب وضعها الجغرافي تكون فيدرالية . وهذا ماكان يسعى اليه بقوة اخواننا الاكراد في حينها ويحاولون تبديد المخاوف من انشائها. ولذلك ايدنا الدستور. وكانت الاجواء تنطق بالصفاء والامل حتى ظهر الضاري بانشائه هيئة علماء المسلمين الوهابية البعثية وليست السنية لان السنه منها براء.
بدأت منذ ذلك الحين عمليات تهجير الشيعة وذبحهم على الهوية وخصوصا في المناطق التي كان يسيطر عليها الضاري واتباعه. واخذ الضاري يظهر وجهه السني البحت. فعندما يظهر في الاعلام ليتحدث عن الام الشعب العراقي يتحدث فقط عن اهل السنة ليقول وهو يمثل تراجيديا ان اربعمائة الف سني قتلوا وذبحوا وهجروا وما الى ذلك من اكاذيب , اما العرب الشيعة فلا شأن لهم ولاقيمة في اعتبارات الضاري ااكالح الوجه بل هم العدو. وبذلك ضرب الضاري بكف من خبث اللحمة العشائرية العربية التي جمعت العراقيين ووحدتهم طوال مئات السنين وكان هذا اول واحقر مسمار في نعش الوحدة العربية في العراق.
وعندما ثار اهلنا السنة في الرمادي على الضاري العنصري واتباعه من القاعدة الذين كان الضاري يسميهم بالمجاهدين واتباعه الاخرين من بقايا الامن والمخابرات السابقة, بقيادة شهيد العراق بامتياز الشيخ عبد الستار ابو ريشة الذي كان يسعى الى اعادة اللحمة العربية واحياء الانتماء العشائري بدلا من الطائفي العنصري راح الضاري واعلامه يهاجمونه ويصفونه بقاطع طريق بكل صلافة متناسين ان ذباحيهم هم اللصوص وقطاع الطرق. حتى ان الاعلامي الانتهازي هارون محمد في احدى مسرحياته القرقوزية على قناة المستقلة الوهابية دعى اهل الرمادي العرب ان لاينضموا الى ( ابو الريش ) مستهزئا بالثائر ابو ريشة .
ولما رآى السياسيون الاكراد ما احدثه الضاري من تمزيق لوحدة اهل العراق العرب وتحويلهم الى سنة وشيعة صفوية منبوذين في عرفه انفتحت شهيتهم لابتلاع مايمكن ابتلاعه من المدن والاقضية والقصبات ورفع العلم الكردي عليها واحتلالها ايذانا بانشاء دولة كردية مستقلة. واخذو يعلنون عن نواياهم بلا حرج مستفيدين من ضعف الحكومة التي ارهقتها مقاومة الضاري واتباعه للشعب وشق اللحمة العربية , متناسين ان المدن المصنفة بانها كردية هي ليست كردية ومثال على ذلك اربيل التي يسكنها اكثر من نصف مليون تركماني ودهوك والتي يشكل المسيحيون سكانها الاصليين وكذلك هنالك العشائر العربية . واعلنوا ان كركوك خط احمر ..!! واذا البيشتمركة يحتلونها واخذوا بشكل منهجي يطردون العرب منها افرادا وعشائر ويسكنون الاكراد فيها. ولما رفض شعبنا الكردي ان يكرد كركوك ويترك بيته في مدن اخرى لينتقل اليها لتكريدها رغم الاغراءات راح السياسيون الاكراد يستقدمون اكرادا من سوريا وتركيا وايران ليحلوا محل العرب المطرودين والتركمان الهاربين ايذانا بجعل كركوك مدينة كردية.
وقصة صديق لي تركماني من كركوك تزوج في بغداد وسكن فيها وهو يحمل شهادة علمية من الخارج شاهد على ذلك. اذ بلغه ان احدى المعاهد العلمية في كركوك بحاجة الى اختصاصه فانطلق ليقدم اوراقه اليه .. ولكنه عاد خائبا بخفي حنين اذا اخبره مدير المعهد ان التعليمات تقول ان للاكراد فقط حق التعيين في معهده..!!!وهكذا كان الضاري اول ذباحي وحدة العراق وعربه ... فهل هنالك من شك من انه مشبوه ويعمل بالنتيجة لصالح الامريكان ومخططات تقسيم العراق.
حامد جعفرصوت الحرية
https://telegram.me/buratha