( بقلم : حامد جعفر )
كنا عندما نسمع ان البرق قد صعق راعيا يرعى قطيعه في احراش افريقيا او فلاحا في مزرعته في ثلوج سيبيريا تهتز مشاعرنا وتنقبض قلوبنا حزنا على هذا المسكين الذي راح ضحية الطبيعة القاسية وربما لديه زوجة وصغار ينتظرون قدومه انتظار الفراخ في اعشاشها لابائها زغب الحواصل لاماء ولاشجر.
واذا نزل المطر مدرارا فانهارت اكواخ وبيوت متداعية على رؤوس سكانها الفقراء كنا نشتعل غيظا ونصب جام غضبنا على تلك الحكومات التي لاتأبه بشؤون شعوبها ولاتعين الفقير على فقره ولا الضعيف على ضعفه ولاتؤمن لشعبها البائس ادنى الضمانات لحياة كريمة امنة.
اما اليوم في عراقنا الجريح , فاننا صرنا نسمع بين يوم واخر ان الطائرات الحربية الامريكية اطلقت صاروخا شديد الانفجار على احدى المنازل في قلب عاصمتنا المنكوبة بغدادلانها تظن ويبدو لها وتعتقد ان فيه ارهابيينوبعد القصف المريع اذا بنا نسمع ان الشهداء نساء واطفال رضع ورجال قد اشتعلت رؤوسهم شيبا وبلغوا من العمر عتيا !! ومايثير استغرابنا ويزيد من احزاننا اننا لانسمع من حكومتنا المنتخبة حتى عبارات الشجب والاستنكار والادانة او وعدا بالتحقيق بالامر ومحاسبة الامريكان كيلا يكرروا هذه الاعتدءات البربرية التي لاتراعي حتى ابسط حقوق الانسان... فهل يعقل مثلا اننا لكي نمنع مرض الطاعون من الانتشار في هذه الايام نحرق مدينة السليمانية بمن فيها وما فيها لان المرض ظهر فيها..!! اليس هذا جنونا يفوق بكثير جنون البقر او جنون جاك السفاح ..؟؟ هل ان دماء الانسان العراقي اصبح بهذا الرخص ان لايقام له وزن ولاتضمن له دولته الامان والحماية ..؟؟ اذن لمن يلجأ المظلومون .. ايهربون الى خارج العراق ..!!
ولنفترض ان في منزل ما او على سطحه ارهابيين اذن لماذا لاتقوم القوات الامريكية بالانزال الجوي وتطويق البيت واعتقال الارهابيين ضمانا لسلامة الابرياء الذين لاشأن لهم بذلك ..!!! ايصعب ذلك عليهم وقد فعلوها في كل مكان ؟؟ اذا كانت حكومتنا مستقلة فعلا اذن فليقف رئيس الوزراء الى جانب شعبه لانه مسؤول عن كل نفس في هذا البلد الحزين وليوقف هذه التجاوزات الامريكية الاستهتارية على ارواح اهلنا وممتلكاتهم وحقوقهم...
حامد جعفر صوت الحرية
https://telegram.me/buratha