المقالات

من المسؤول عن تقسيم العراق


( بقلم : قيس ابو محمد )

بعد حرب الخليج الاخيرة التي قادها الطاغية المقبور ضد دول الكويت حتى اخراجه منها بالقوة العسكرية عبر اكبر تحالف عرفه التاريخ على دولة واحدة تولدت فكرت تقسيم العراق الى ثلاث دويلات فهو مشروع قديم وليس وليدة اليوم وكان المخطط ان يتم تقسيم العراق الى ثلاث دويلات جنوبية وشمالية وثالثة وسط تكون هي الاصغر من حيث المساحة لكن هذا المشروع تم تجميده لسببين رئيسين :

1. نشوة النصر التي تحققت والتي اصبحت عقدة منذ فيتنام مع ابقاء الطرف المستسلم والذي رضخ لكامل الشروط التي امليت عليه مقابل بقائه واسرته على قيد الحياة وبقائه بالسلطة مع اعطاءه الفرصة لكسح التمرد الذي حصل بشمال وجنوب العراق عبر استخدام الطائرات العمودية لقمعها وهذا تم باللقاء المشؤم لسلطان هاشم مع سلطان السعودي في خيمة وسط الصحراء فيها قدم المدعو سلطان هاشم جميع التنازلات مقابل حصوله على حق قمع الانتفاضة والذي من خلالها اطلق الطاغية كلمته المشهورة بحقه ( شتاّن مابين سلطان وسلطان ) ونحن اليوم نريد عتقه من حكم الله والعقوبة المقررة له بالاعدام .

2. التحذير المستمر من حلفائهم العرب من انشاء دولة في جنوب العراق خوفا من ان يصبح الجنوب بحرا ممتدا للشيعة الموجودين بايران والعراق . وهذا ما اقلقهم من عدم اكمال فكرة هذا المشروع حيث كانت المعلومات الاستخباراتية الامريكية في معظمها تستمد معلوماتها من نظيراتها العربية وخاصة فيما يتعلق بتخويفهم من الامتداد الشيعي مما جعل الامريكان يستحسنون بقاء الطرف المستسلم كحل مؤقت افضل من غيره ما عدا تحقيق جزئي للمشروع وهو مالا يعترض عليه احد وهو عزل منطقة كردستان عن العراق تماما وتقسيمه الى ثلاث مناطق عرض يحرم فيه الطيران لتكون بداية لتنفيذ المشروع المؤجل وهو التقسيم الكلي ( هذا طبعا بعد ان تمكن الطاغية من تحقيق مبتغاه بقمع الانتفاضة بكل وحشية) .

وبعد ان تمكنت قوات التحالف عام 2003 من استئصال الحكم الشمولي لم يكن بالاجندة الامريكية احياء المشروع القديم فكان ظنها بان عراق مابعد صدام سوف ينعم بالخير والامل والراحة بعد سنين عجاف وسوف يكون العراق مثال يحتذى به في كل بقاع المعمورة وهم متفائلين اكثر بان النصر بالعراق سوف يكون مكملا للنصر الذي تحقق على يد بوش الاب لكن الحسابات تحطمت على يد من لايريدون الحياة ولايريدون للعراق سوى الظلام فبدوا بكذبتهم الكبيرة وهي خروج المحتل وكانما نحن من جلبنا المحتل وليس افعالهم وحكمهم القذر وطبّل معهم الكثير من فئات الشعب العراقي السذج الذين صدقوا تلكم التفاهات التي كانت تخفي وراؤها وجوها مليئة بالحقد وقلوبا مشبعة بالغل ويدا تقطر دما والة كانت وظيفتها التعذيب والقتل والاحتقار ايام الطاغية فاجتمعوا مع من وفر لهم الفتوى المستوردة الجاهزة للقتل فنتج كائن هجين لايمكن وصفه بانه ادمي عاث بالارض فسادا فأكل الاخضر واليابس فبدأ بمحاربة الامريكان ثم توجه لمحاربة الناس العزل الابرياء بالجملة بمنظر لم تألفه الانسانية حتى مع اعتى عتاة الظلم والجور ولم تنعم هذه الارض الطيبة براحة ابداً فقتلوا اي صورة من صور الحياة ليعلنوا على الملأ وبكل وقاحة تحول حربهم من الامريكان الى قتال الرافضة ليقتلوا اي امل ممكن ان ينتظره الانسان لاحياء بلده المنهك مما ولد ردة فعل عكسية وهي قيام فئة تواجههم بنفس الظلم لتعمل على تصفية المقابل عشوائيا مما ولّد غل في القلوب للطرفين لاينطفئ ابداً .

هذا ومع تغير الظروف الاقليمية المحيطة بالعراق والمجابهة الكلامية بين ايران وامريكا بشأن البرنامج النووي وبسبب تأخر النصر بالعراق واستنزاف الميزانية الامريكية بحروب لم تأتي ثمارها وفقدان حلفائها واحدا تلو الاخر والعبأ الكبير الناتج من ضغط الشارع الامريكي وتكالب الديمقراطيين المعارضين لهذه السياسة وغيرها من الامور العديدة التي لاتحصى جعل فكرة تقسييم العراق تتبلور من جديد لكن بشكل ثاني وهي التقسيم الفيدرالي الذي سوف يأتي بفوائد جمة لامريكا وهي استعادة عافيتها بسرعة لمواجهة ايران بدل من مواجهة ايرانية اسرائيلية لكي لا تتعاطف الجماهيرالعربية مع ايران كذلك حفظ ماء الوجه كما صرح بها السيناتور الديمقراطي للخروج من مأزق العراق هذا بالنسبة لامريكا .

 اما بالنسبة لنا فانا ارى تكوين اقليم الجنوب والوسط كفيدرالية هو الحل الامثل لحالة العراق وما سببيته لنا المقاومة المزعومة من تفكك وضياع وتهجير واستباحة الدم فكل واحد منا يريد ان يعيش في وطنه امنا وهذا لايتحقق بالوقت الحالي الا اذا فقد العراق نصف شعبه او اكثر بالقتل والتشريد وهذه حقيقة يجب ان لانغفلها لذا نرى ان محافظات الجنوب من حقها ان تعيش بامان وتختار من يحكمها من تراه مناسبا لها وكذا اهل الانبار وسامراء وتكريت والموصل ايضا لهم الحق ان يحكم من هو تربى وترعرع فيهم بدل من ان ياتيهم شخص صفوي يحكمهم وهم كارهين له وهذا لا يغير من كوننا نبقى عراقيين لانه على مدار الوقت سوف نألف الحياة الجديدة وننسى آلامنا لنمتزج من جديد ونتعايش بعد صفاء النفوس كدولة واحدة .. ولناخذ بلدين عانت من هذه المسالة ولم يكن لها حل امثل الا بوجود فيدراليات او امارات وهي امريكا نفسها فمن منا لايعرف كم اكلت حروب الجنوب والشمال فيما بينهم وهاي هي الان تزخر بالامن بولايات مستقلة لكن تحكمها ادارة مركزية وها هي الامارات العربية كم عانت من حرب الشيوخ والقبائل حتى توحدت على شكل امارة مستقلة عن امارة تحكمها العاصمة ابو ظبي والان هي متماسكة اكثر من قبل .

لذا فالمتتبع يرى بان المتسبب لتقسيم العراق هو الطاغية المقبور والان هم جلاوزته ومن ايدهم اصحاب المقاومة الشريفة الذين نراهم بالخفاء متمسكين بعدم جلاء القوات الامريكية لانهم يظنون ان امريكا ارحم من الرافضة علما ان الرافضة لم تسئ لهم ابدا ولاننسى بان مناطقهم تم دخولها من قبل الامريكان بدون عناء لحظة اسقاط الطاغية لكنهم تمرسوا الاعلام المضلل وامتلكوا الخبرة الكافية للضحك على الكثير من المغرر بهم الذين تستهويهم النزعة القومية الكذابة التي تعلّق بها الحكام الفسقة وتصويرهم بان العراق سوف يقسم . واقولها وبكل ثقة بان الايام سوف تثبت بأن عراب خطة التقسيم هذه وكما يسمونها هم انفسهم ممن يطالبون الاحتلال بالجلاء وهذا ماسنراه بالمستقبل القريب يصدر من افواه رؤساء الاحزاب ممن نصبوا انفسهم ممثلين لاهل السنة . فلنكف عن النفاق وعن المراوغة ولنواجه اخطاراً تهددنا وتهدد بلدا باكمله اذا لم يتم مواجهتها الان فسوف نندم عمرا طويلا فالفساد الاداري المستشري والسرقة الواضحة في وضح النهار واستفحال بعض الاحزاب ممن تمارس الرذيلة وتجمع المال لبسط نفوذها بجنوبنا الغالي ومواجهة بعض التيارات الذي عاثت بالارض فسادا واصلاح شأنها وحماية حدودنا ناهيك عن مواجهة الارهابيين القتلة وفقدان ابسط صورة للحياة وهي فقدان الخدمات بالكامل للشعب المبتلى وامور عديدة متى نتفرغ لها اذا لم نحصرها ضمن نطاق فيدرالي مسيطر عليه اكثر من نطاق الدولة الكبيرة التي حاولت كل الحكومات المتعاقبة من احتوائها بدون فائدة فها هي حكومة كردستان وضمن نطاق حدودها استطاعت ان تنعم بالامان واستطاعت ان تحول ارضها الى جنة لكنها وبكل ما اوتيت من قوة سوف تقف عاجزة عن بسط الامن ضمن نطاق العراق الكبير

 لذا فلنترك النزعة القومية وليعيش بلدنا امناً على حساب ان يكون فيدرالي راجيا ان يفهم كلامي من حرصي على العراق والعراقيين ولايقاف النزيف لشعب لم يذق طعم الراحة ويتعذب يوميا بشكل لا يوصف فلنضمد جراحه ونعيد الامل له بالعيش ولنعيد لانفسنا الهيبة التي فقدناها خارج العراق وداخله ولكي يرجع المضطهدون والمشردون لديارهم بعد رحلة عذاب وذل والسلام عليكم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ام هاشم
2007-09-29
اهم اسباب التقسيم جبهة النفاق والعرب والارهابين القومجيه ومقاومتهم اللقيطه ضد الشيعه والكرد والتركمان لانهم لا يعتبروننا عرب هم سبب هذا البلاء الذي يعم العراق من الشمال للجنوب افضل شئ هو فدرالية الوسط والجنوب حتى نتخلص من مؤامرات الهاشمي واطلاق سرح الارهابين الذي يطالب به حتى لا تستقر البلاد نطالب بالفدراليه حتى نتخلص من الارهاب ونعيش بامان كفى دم وقتل ودمار لا يهدء الهاشمي وظافر العاني والعليان والهزاز وجبهة النفاق الا اذا تمزق العراق ب مؤامراتهم سوف يتمزق العراق بمسانده العرب لهم انقذونا منهم
أبا زينب اللامي
2007-09-29
الاستاذ أبا محمد ... حفظكم الله... ما قلت الا حقا وما خططت الا بينة ... ولقد تشابهت الافكار وكثرت مثيلاتها ، ولابد أن نذكر بكتابات أخينا باسم العوادي التي ينبه بها الاحرص على ملته وأرضه ومستقبل أبناءه ، الاخذ بناصية الحرص على المناطقية تحت مظلة الفدرالية التي لم تعد الا الحل المبقي والوحيد للتصدي لما هو أسوأ وأنكى .. الذي يحرق الاخضر باليابس.... نحن ندعو الى تبني هذا الامر بعمل جاد خصوصا ونحن نسمع قبول الجانب الاخر له ولو من قبيل التأمر...
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك