( بقلم : حامد جعفر )
كانت قرية قد ابتليت بقطعان متوحشة من الذئاب تغزوها في ظلام الليل وتفترس الكثير من انعامها, بل وتقتل العديد من الفلاحين وهم يتصدون لها ببنادقهم القديمة وفؤوسهم الصدئة. وكان اخطر الذئاب واشرسها يافعها وفي ليلة ارتفع فيها البدر في كبد السماء, وبعد معركة شرسة مع الذئاب, اجتمع الفلاحون لتدارس شأنهم مع هذه البلية عسى ان يجدوا لها مخرجا. قال لهم كبيرهم وهو حكيم : ياقوم ان مواجهة الذئاب بالبندقية والفالة والمكوار لن تجدي نفعا لكثرتها واحتيالها, وانا انصحكم ان تضعوا فخاخا حول قريتنا فاذا دنت وقعت فيها , فناخذها ونرميها في حبس عالي الاسوار وبعد ذلك نقتلها جميعا..
فرح الفلاحون وتنفسوا الصعداء. ومع تنفس الصباح, انطلقوا يزرعون الفخاخ حول قريتهم حتى اذا اطل الليل برأسه الداجي, ذهبوا الى بيوتهم مطمئنين وناموا نوما عميقا. فلما جاءت الذئاب وجدت الحقول خالية من الحراسة. طارت قلوبها فرحا وازدادت شراهتها للقتل والدماء, وانطلقت كالصواريخ نحو الزرائب والاكواخ فأذا الفخاخ تلتهمها التهام القط للفأرة. فارتفع عويلها وسالت دماؤها. فلما رأت بقية الذئاب ماحل باشدها شراسة وفتكا ولت الادبار لاتلتفت الى شيء.
جمع الفلاحون ما أصطادوا من الذئاب في حبس كبير ثم حملوا بنادقهم ليقتلوها. وبينما هم كذلك .. اذا بكاهن دجال جاء مسرعا يتوكأ على عكازه المبعر ويشير اليهم ان لايفعلوا حتى يكلمهم. فلما اقترب منهم قال : يا ايها الناس كيف تقتلونها جميعا وانتم لاتعرفون الشرير منها من المسالم .. فهل انتم متأكدون من ان هذه الذئاب جميعها جاءت للعدوان عليكم ولعل فيها بريْ كان يسير في طريقه فوقع في الفخ. فأذا قتلتم بريئا فأن الله سيسلط عليكم وعلى دوابكم الامراض والقحط وتجف السواقي وتنقطع الامطار. فقالوا وماذا نفعل ..؟؟!!قال.. اطلقوها جميعا فانها لن تعود لمهاجمتكم لما حل بها من جراح وفزع . فلم يجد الفلاحون بدا من اطلاق الذئاب نزولا عند رغبة الكاهن وخوفا من تنبؤاته ومن ان يقتلوا بريئا. فما ان حل الظلام الا وعادت الذئاب الى سابق عهدها تترأسها تلك التي وقعت في الفخاخ وهاجمت القرية هجوما عنيفا فقتلت الكثير من الرجال والنساء والاطفال وعملت ذبحا وتمزيقا بالخراف والماعز والابقار.
هذا مايريده طارق الهاشمي وجبهة التوافق اليوم. عندما ظهر الهاشمي على قناة الجزيرة الارهابية وهو يكلم اولئك المراهقين في السجون الاصلاحية ويعدهم باطلاق سراحهم ويصيخ بسمعه لاكاذيبهم, نظرت الى وجوههم وطريقة كلامهم فأوجس قلبي خيفة واشفقت من ان يطلق سراح هؤلاء المجرمين اليافعين قبل نضوج التحقيقات ... وكل شيء يشير الى انهم ذباحون ومن اعتى الارهابيين . انا لست محققا ولكن كما تحس القلوب بمظلومية المظلوم فانها تحس بظلم الظالم.
اننا نرى ان على الحكومة ان لاتخضع للضغوط الامريكية والكتل السياسية التي تستخدم ذلك من اجل الدعاية لان دماء الشعب اثمن من المحاباة والمجاملات السياسية .. الا ترون ان المفخخات والاغتيالات عادت ثانية الى بغداد بعد هدوء نسبي بعد ان اطلق المئات من الارهابيين من السجون.
حامد جعفرصوت الحرية
https://telegram.me/buratha