بقلم سامي جواد كاظم
الإسلامي واللاإسلامي اصطلاح أو تعبير مجازي ظهر في العصر الحديث فهنالك فرق بين المسلم والإسلامي ،في زمان النبي محمد (ص) عندما قالوا الأعراب لا الله إلا الله قالوا أمنا فقال لهم رسول الله (ص) عن الله عز و جل في كتابه (قالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )[الحجرات : 14] اليوم اختلفت المفاهيم فالمسلم المؤمن يسمى إسلامي والمسلم الغير مؤمن يسمى لا إسلامي من قبل الدول الملتزمة بالدين الإسلامي إما في الاصطلاحات الغربية فالعلماني أو الليبرالي هو بدلا من الـ ( لا إسلامي ) ، الكل مسلمون المالكي مسلم والدليمي مسلم وابن جبرين مسلم وأياد علاوي مسلم .
واليوم بعد ان انتخب الشعب في دورتين انتخابية كتلة إسلامية صرفة لتكون حكومة انتقالية ودائمية صبغت بالصبغة الإسلامية ،وكل ما يحدث من سلبيات وعلى مختلف الأصعدة يعزى السبب إليها بان الإسّلاميين غير قادرين على قيادة البلد ، وهذا خلـّف ردود أفعال لدى الشارع العراقي ليست في صالح الدين الإسلامي وجعلوا سبب ذلك الإسلاميين .وهنا لست بصدد البحث والنقاش عن مدى إمكانية تطبيق الدين الإسلامي في تشريع قوانين البلد أو هل يستطيع الدين الإسلامي حل ما يجابه المجتمع العراقي من مشاكل جعلوها عويصة على الإسلاميين وسهلة على اللااسلاميين . من قرر ذلك ؟.
لتكون الصورة واضحة أمام من اجزم بفشل الإسلاميين أو من يجهل إلى الساعة ماهية الدين الإسلامي وهل حقا إن الدين الإسلامي لا يلائم العصر ولا بد من اللجوء إلى العولمة ؟!! . كل فرد يطمح لنفسه إن يبلغ أقصى درجات الرقي ، وهنا أسلوبين لذلك شرعي وغير شرعي ولنقل قانوني وغير قانوني بالرغم من إن بعض مفردات القانون الوضعي لا تتفق مع مفردات الشريعة الإسلامية ، والإشكال حول فقرة في الدستور العراقي التي تقول إن الإسلام مصدر تشريع رئيسي أو مصدر التشريع الوحيد تدخل ضمن إشكالية القانون وكيفية تكوين مفرداته ، ولنعد إلى الفرد فانه طالما يبغي الارتقاء بحياته ولنأخذ الطريقة الشرعية أو القانونية فهذا حق مشروع له والإسلام يصر على ذلك وهنالك أفراد يتمتعون بكفاءة عالية في مجال معين أو عدة مجالات سواء كانت الكفاءة ضمن العلم ألحصولي أو الحضوري إلا انه قادر على خدمة الإنسان ،فهذا شيء يوجبه الشارع الإسلامي على الفرد المتعلم والمعلم الالتزام بالمنح والأخذ .
لكن لو أصبح لدينا فردين لهم كفاءة في نفس المجال لرقي الإنسان فكيف تكون العلاقة بينهم هنا لابد من الاختلاف بين الكفائتين ، في هذه الحالة يظهر الجانب الخلقي الذي عمل على تقوميه أي ( الجانب الخلقي )القران والسنة فالذي يريد رقي المجتمع ولا يتمتع بأخلاق إسلامية (ولا وجوبية الذي يتمتع بها هو مسلم فالكثير الكثير من له خلق على درجة عالية وأعلى من أخلاق كثير من المسلمين ) فانه يعمل جاهدا على إلغاء الطرف الأخر وهذا ينبع عن اقتناعه إن ما موجود لدى الغير أفضل منه وإلا إذا كان هو مقتنع بأفضليته فانه لا يستوجب إلغاء الأخر فان المجتمع أو الفرد هو سينقاد بصورة اوتماتيكية للأفضل وإما كون الفرد لا يميز بين الأصلح فما على المشرع إلا اكتشاف أو استخدام أسلوب حضاري أخلاقي لتوعية الفرد بالأصلح له .
الذي يحصل في العراق إن كل كتلة أو حزب يجد في نفسه الكفاءة المطلقة وفي مختلف المجالات للارتقاء بالشعب العراقي إلى أفضل مما هو عليه وإحدى وسائل الارتقاء هو إلغاء الغير الذي يدعي هو الأخر الكفاءة ، والضحية بين هذه الكفاءات هو الذي يتمتع بخُلق إسلامي محمدي لا يعرف ممارسة الوسائل المستخدمة ضده وبالتالي يتهم بالقصور والعجز عن حل مشاكل الفرد العراقي .
السبب في ذلك يتحمله بالتساوي الكفوء والضد والفرد في اتهام الإسلامي بالعجز ، وذلك لان كل كتلة أو حزب يريد أن يرتقي بالشعب العراقي لا اعتقد انه غافل عن ماهية الثقافة التي يتمتع بها العراقي بعد عقود من الظلم والاستبداد هذا أولا ، وثانيا لابد من التفكير بالضد وما يستخدم من وسائل لإجهاض مشروعه هناك من يخلق مشكلة والأفضل هو من يحل المشكلة والأفضل من هذا وذاك هو من يحتوي الموقف قبل وقوع المشكلة ، وبما إن كل المفردات التي تؤدي إلى الأفضل من هذا وذاك هي متوفرة لدى الكتل الإسلامية بحكم ما لديها من تراث إسلامي ثر وغني بكل متطلبات العصور إلى يوم الساعة فإنها ملزمة باجتياز مرحلة الاتهام ولا يحق لها تبرير ما يحدث ألان هذا على اقل تقدير تفكير الكتلة داخليا مع أعضائها ، وثالثا وطبقا للظروف الحالية وما يعيشه العصر الحالي برمته ونخص بالذكر العراق فان كثير من الأساليب التي تستخدمها القوى المتضادة تكون غير خاضعة لا للموازين الدينية ولا الخلقية فعلى الكتل الإسلامية إيجاد وسائل بنفس درجة التأثير والكفاءة لمجابهة الضد وكثير من الموبقات تصبح شرعية عندما تكون هنالك حرب منها الغش والكذب والتدليس وما إلى ذلك المنهي عنها سلميا والمباحة عسكريا .
ومن جانب أخر لابد من الدفاع عن الكتل الإسلامية وذلك أسوة بما عاناه النبي محمد (ص) في بداية الدعوة ، الكل يعلم إن النبي محمد (ص) بعثه الله لينهض بالمجتمع من جاهليته إلى رقيه من ظلماته إلى نور الإسلام وكانت المهمة سهلة لولا تكالب قريش بقيادة أبي سفيان في محاربة رسول الله (ص) فلو أراد رسول الله أن يجابههم فلابد من أدوات يستخدمها لذلك واهم أداة هو المجتمع فإذا كان المجتمع غارق بالجهل فان الأمر عسير جدا أصبح على رسول الله لان اليد أصبحت جذاء ولا يمكن القتال بها ، وما أن هاجر واستقر في المدينة نجد إن الرسالة نجحت وذلك لعدم وجود قوى تتكالب عليه شبيهة بقوى قريش ومن لف لفيفهم وبعد إن خلق مجتمع إسلامي واعي استطاع أن يقاتل وينتصر ويكافح ويدعو وانتشر الإسلام أيما انتشار .
اليوم هي نفسها الحالة التي نعيشها إن الكتل الإسلامية لديها من المقومات والمفردات والأدوات تستطيع أن ترتقي بالشعب العراقي إلى أرقى درجات الرقي ولكنها توهمت في أداة واحدة وأساسية إلا وهو الشعب الذي يعاني من أثار اجتماعية واقتصادية وثقافية ، لهذا نجد إن القوى الظلامية المعارضة عملت على خطين أولا إبقاء هذا المستوى الهزيل الذي يعيشه الشعب العراقي بل زادته والثاني هو ضرب أي خطوة تخطوها هذه الكتلة الإسلامية أو تلك مغزاها فائدة الشعب العراقي وعملية الضرب او المجابهة يستخدم لها شتى أنواع الأساليب مع إلغاء الممنوعات .أهم نقطة إن الذي يحكم على فشل الإسلاميين في الحكم هما نوعين المتآمر على الإسلاميين ( وعلى رأسهم أمريكا وقواتها )وقليلي الإدراك من الشعب العراقي وهم كثر.
بقلم :سامي جواد كاظم
https://telegram.me/buratha