بقلم: علي الصافي
لقد كانت ثورة الإمام الحسين عليه السلام السبب في انبعاث الروح الثورية عند الإنسان المسلم بعد فترة من الخمود والتسليم والانحلال الخلقي والفكري، حيث ان تلك الثورة العظيمة حطمت كلّ تلك الحواجز واطلقت العنان لثورات كثيرة لاحقة.
ومن بين هذه الثورات تأتي ثورة المختار الثقفي التي انطلقت تحت شعار "يا لثارات الحسين". حيث احدث المختار بثورته انقلابا واضحا على جبروت وغطرسة الحكم الاموي الذي عاث بالارض فسادا، اذ لم تأخذه بالله فيهم لومة لائم، الى جانب انصافه للطبقة المضطهدة في عهد الامويين من المسلمين المواليين لاهل البيت عليهم السلام واسترداد حقوقهم المسلوبة .
واستمر المختار بتتبع قتلة الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء، فقتل منهم في يوم واحد مائتين وثمانين رجلاً، حتى لم يفلت من زعمائهم أحد، فقتل الشمر وعمر بن سعد وشبث بن ربعي وغيرهم.
واليوم عاد الأوباش من نسل بني امية للأعتداء على حرمات الامام الحسين عليه السلام مرة اخرى، وذلك في النصف من شهر شعبان المبارك. حيث قامت تلك الزمر المنحرفة بالاعتداء على مرقد الامام الحسين عليه السلام وقاموا بقتل زائريه وإرعابهم وحرق ممتلكات تلك العتبات وكأنهم أعادوا يوم العاشر من محرم فوجدنا النيران تلهم كل شيء امامها، والنساء تلوذ.. والاطفال تتباكى والشهداء تسقط .. وحرم الإمام يعتدى عليه. ولا ناصر له سوى الثلة من الخدم الذين نذروا انفسهم للدفاع عنه وحماية زائريه.
وبعد هذه الاحداث الدامية التي شهدتها المدينة سارعت الحكومة العراقية بتشكيل ثلاث لجان لمعرفة الجهات التي وقفت وراء هذا العمل الإجرامي الذي كان يهدف لاختراق العتبات المقدسة وهدمها واستباحة دماء زائريها، وبدوره استبشر ابناء مدينة كربلاء المقدسة بل جميع المسلمين بهذا الخبر وتابعنا بشغف مجريات التحقيق، بالرغم من اننا نعلم منذ الوهلة الاولى بالجهة التي كانت وراء الحادث، وكذلك المنفذين والمخططين للعملية لان الشعب العراقي ودع ايام السذاجة واصبح واعيا لما يحاك حوله من المؤامرات والفتن.
الا انه مع شديد الاسف يبدو ان الحكومة العراقية قد ماطلت وتماهلت هي الأخرى امام نصرة الامام الحسين عليه السلام، حيث ان اللجنة البرلمانية التي حضرت الى كربلاء والتي كان من بين اعضاؤها نواب عن الكتلة الصدرية الذين تيقنوا بان التيار الصدري هو المحرك والمخطط لهذا العمل الجبان، فما ان عادت اللجنة حتى اعلنت الكتلة الصدرية انسحابها من البرلمان واصرت على عودتها للائتلاف العراقي مقابل اخفاء نتائج التحقيق في كربلاء، فحينها فوجئنا بان نتيجة التحقيق كعادتها في الجرائم السابقة بان هناك جهات مجهولة كانت وراء الحادث واعطت بعض الاسماء ولم تنسبهم لجهاتهم بل اعتبرتهم عناصر اجرامية هي من قامت بهذا العمل البشع. والقاصي قبل الداني يعلم انهم من التيار نفسه.
فلذلك نحن نتوجه بنداء استغاثة الى كل غيور في هذه الحكومة او في هذا البلد ممن يجد في نفسه الجرأة والقوة بان يكون مختارا ثقفيا لياخذ بثار الامام الحسين ونحن نتعهد له بان التاريخ سيغبطه على مر العصور وسيخلده بوقفته البطولية .
https://telegram.me/buratha