الى صوت الحق المدوي في بغدادالى من نخشى عليه من غدر الغادرين الى الامل الذي اشرق بعد ظلام طويل الى من اعتبرته أب دون سؤاله ذلك الى سماحة الشيخ جلال الدين الصغير
الاب الطيب واسمح لي ان ابتدأ رسالتي بهذه التسمية والتي لا اجد لها بديلاً للمخاطبة فهي ما نطق بها ضميري تجاه شخصكم ، فالاب كلمة اشمل من ان تكون حكراً على من له الفضل في وجودنا في هذه الحياة وفي تربيتنا فهناك من يشاركه فيها ان ساهم معه في تقويم تربية اولاده كالمدرس والاستاذ والشيخ الجليل الذي يصقل الاوجه الصلدة من الافكار الخاطئة ويعالجها بكلام الله وسيرة أنبياءه وأوصيائه فلك يا شيخنا الفاضل عندنا حق الطاعة الابوية ولك لنا حق الشكر .
شيخنا الفاضل أخشى ان تـُسطر أناملي سطوراً تغفل فيها عن كل ما تريد قوله أخشى من دموعي التي بدأت بالانهمار مدراراً بمجرد كتابتي لعنوان المقالة ان تمنعني من المواصلة ؟ غير اني اتوكل على الله في ذلك الامر الصعب وها انا اتسائل هل هذه رسالة مودع ؟! أم انها رسالة لتجديد البيعة العلوية والتي نجددها في كل يوم ونـُشهد عليها الموالين؟ ليلتين مضت على قراءة نبأ تهديد شخصكم علناً من قبل احد الادعياء وتحت قبة البرلمان ! جعل هذا الخبر من ساعاتنا ساعات ثقيلة وازداد المنا اضعافاً مضاعفة على الرغم من اننا نعلم ان كلمة الحق التي تنطقون هي هدف ومنذ زمن ورغم اننا من الموقنين بان درب الحسين هو درب الشهادة وان التزامنا لابد ان يكون بكلمة الله التي تنتقل من لسان الى اخر حيث يكون التمسك بذات الكلمة أشد من التمسك بشخص المتكلم وان كان ذاك الشخص يمثل لنا الكثير واعتزازنا به كبير الا ان اعتزازنا بكلمة الحق التي لا تلبث بالانتقال من فاه صادق الى اخر اكثراعتزازا فهي مستهدفة من الذين جهلوا انها لا تموت أبداً .
استسلمت لبكاء طويل اثر هذا الخبر وصار فكري منشغلاً كما هو دائماً بال بيت المصطفى عليهم السلام فلقد عاهدت ذاتي على ان لا تنهمر دمعة من مقلتي الا ان تكون لاجل مظلوميتهم وسالت الله ان يعينني على ذلك وعلى شر نفس ربما تبكي ذاتها أو أعزائها ، فكل مظلومية أو نائبة نمر بها نجد همومنا تطرق باب رسول الله صلى الله عليه واله سائلة كيف صبرتم على كل هذه المحن وبكل هذا الايمان والحلم يا حجج الله على أرضه ؟ ولنشكر الله الذي سخر لنا أبتلاءات تقودنا الى تأمل حياة تلك الشموس الساطعة . وخلال جولة أفكاري في رحاب ال محمد تارة ورجوعها الى الواقع المؤلم تارة اخرى تبادرت في ذهني اسئلة عديدة هل سنفقد الشيخ الجليل بتهديد من دعي ؟ بل هل سنفقد الامل الذي اشرق في ثنايا الروح ؟ وهل ان الامل تجسد ذات يوم في شخص ؟ وهل سنتحسبن فقط عند سماع هكذا اخبار ؟ وماذا سنفعل ؟ وماذا فعلنا سابقاً ونجوم العراق تأفل الواحدة بعد الاخرى دون عملهم الذي بقي لنا مناراً ؟ وهل سنتوجه للنوح ولعن الزمن الذي نعيش والذي جعله الله لنا لنستثمره بالخير لا العن ؟ خرجت من دوامة الافكار تلك بافتراش سجادة الصلاة والتوجه لله بان لا يحرمنا من كلمة الحق وان تعيش فترة أطول على السنة من نعتز بهم قبل الانتقال الى افواه صادقة اخرى وان لايكون الانتقال بقرار دعي وضيع من الذين أبتلانا الله بهم ليمتحن صبرنا وصمودنا في الدفاع عن ديننا .
عرفناك ايها الشيخ الفاضل بعد ان غابت غيمة الطاغية لاول مرة وعلى السن الموالين الذين تحدثوا عن كلمة حق تنطق في جامع براثا متناغمة مع كلمات الحق الهادرة من أوديتها ، وكم كنت اتمنى بل كنت اتوسل والدي ان نتوجه اليه في جمعة ما من اقصى الكرخ نحو اقصى الرصافة الا انني لم اوفق لهذا كما توفيقي بوالد يخشى علينا من الموت الذي كتبه الله لنا عاجلاُ أم أجلاً والذي عشناه طويلاً في زمن الطاغية ولتدب الينا الروح ثانية بعد ان وجدنا أفواه تنطق بما دفنه الضمير في غياهب الروح الخائفة من شر عبد من عباد الله ، عندما كانت الجمعة تاتي لتتصل بي صديقة وتخبرني بأنها ذاهبة الى جامع براثا كنت أوصيها بحفظ كل كلمة تسمعها هناك ومن ثم اتوجه الى غرفتي في اعتصام يدوم الى عصر الجمعة احتجاجاً على حجزي الطوعي تلبية لرغبة من امرني الباري ان لا اقل له اف .
كانت صديقتي تنقل لي ما تستذكره من الخطبة وليتممها زملاء في العمل اسمعهم يتكلمون عن شخصكم وليوفقني الله لاستحصال تسجيلات لتلك الخطب ومن ثم منّ الله علي بأن اجد موقعاً بذات الاسم الذي اكن له كل محبة ولتتم النعمة بان يقبلوا ما تكتب اناملي وليتم التواصل مع الموالين الذين يملئوا قلبي سروراً بمداخلاتهم وارائهم وليت براثا الذي بنى الجامع وسمي باسمه علم انه لم يبني جامع يجتمع فيه عشاق علي ابن ابي طالب فحسب وانما جمع اسمه هؤلاء الموالون في هذا الموقع الرصين .
أسرتني كلمات العزة والفخر بهذا المذهب على لسانكم الصادق شددت اناملي بوسط كفي وانا انظر الى كف تشير الى مواطن الخطأ بكل جراءة وفي أي صف كان الخطأ في صفوفنا ام في صفوف الاخرين وكأني بكفي تؤيد كل حرف في حركات لا ارادية ولساني لا يلبث قول لا فض فوك ايها الشيخ وليقاطعني من يجلسوا جواري بانهم يريدون ان يستمعوا للشيخ لا لهتافاتي !!! اليوم يا من كنت وستظل وتبقى أباً لكثير من الشباب الذين جذبتم قلوبهم قبل عقولهم نحوكم بما لم ينجح فيه الا القلة القليلة ممن رجعوا الى ارض الوطن تلك الارض التي نسألها ان تحفظ تلك الخطى الواثقة اتوجه لشخصكم بالاعتذار.
لم أجد تفسيراً لدموعي الا انها دموع مقصر بحقكم نعم ايها الاب الفاضل اتوجه لك اليوم بالاعتذار لاني انسحبت من المواجهة المباشرة الى المواجهة غير المباشرة لنتتركم للتصدي لاقسى الصعاب انه الاحساس بالذنب ايها الشيخ الفاضل هو ما ينتابني تجاهكم وها انا ذا اسالكم ان تسامحونا فلو اننا تمسكنا بمواقعنا وواجهنا الباطل بذات الاسلوب لما تجرء هذا الدعي على شخصكم الكريم والله يشهد ايها الشيخ بأني حاولت انتهاج أسلوبكم الذي أعجبت به جداً فهو يجمع بين التقية والاشارة المباشرة للخطأ في تناسق ليس له هدف الا خدمة المذهب الشريف حاولت وحاولت غير ان شرار خلق الله لهم من الاساليب القذرة ما جعلني انسحب عن ارض الواقع في عملي ولو كنت رجلاً ما انسحبت فبسببهم تركت بغداد تركت الكاظمية وكلمة الحق هناك الى خط دفاع ثاني أقل خطراً وليس خوفاً والله يشهد بل أيمانناً لاحساس بان مولاتي الزهراء عليها السلام ترتضي لي هذا الامر .
ها انا ذا بين الموالين معلمة لفتيات يمثلن براعم شيعية يافعة تحيط بهن الافكار المشبوهة التي احاطتنا سابقاً والمتاتية من وسائل الاعلام والتلفاز والتي جعلتني اشعر بان خطرها التراكمي هو قنبلة موقوتة لابد من تفكيكها مبكراً ها انا بينهن اتلو دعاء الفرج كل يوم لامام طال غيابه والذي طالما بكيت حالي لاني اعيش في زمن امامه غائب ولاحمد الله الان ان الله قد غيب امامنا حفاظاً عليه من شر هؤلاء البشر الذين ابتدوأ بقبر ابيه ومن ثم توجه لقبر جده ومن ثم وكلاء المرجعية ومعتمديها وها هم يوجهون الى شخصكم التهديد ، بئس القوم هؤلاء ولن ينالوا ما يريدون ببركة تلك البراعم التي سأسئلها الدعاء لكم ايها الشيخ وكل حر صادق مخلص لهذا المذهب سأسئلهن ان يدعون مع معلمتهن التي لا تنفك من الدعاء لكم في كل ليلة عسى ان يقلل هذا من عقدة الذنب تجاه من نكن لهم كل احترام وتقدير ، وسأنقل لكم فضيلة الشيخ ما اكشفته وانا أسال اختي الصغرى عن تاخيرها في الصلاة تحت قباب ال محمد لتخبرني انها تصلي لكم نيابة فهنيئاً لكم هذا الحب والتقدير ، ارجو منكم ايها الشيخ الفاضل اخذ كامل الحيطة والحذر من اجلنا نحن فنحن بحاجة لصوتكم المدوي والذي يهز عروش الظلمة وأشباه الرجال من الذين تتحملون تواجدكم معهم بذات البرلمان من اجلنا نحن من اجل مذهب جريح ووطن مظلوم بهم حفظكم الله من كل سوء ايها الاب الفاضل واعلم ان هناك من لا ينساكم في دعاءه لم اتمنى يوماً ان تصل رسالة الى شخص قصدته بها كما اتمنى ان تصلكم رسالتي هذه وانتم ترفلون بالخير والسلامة في رحاب هذا الشهر الكريم وها هي اليالي الرحمانية تقترب لنجد بالدعاء لامام زماننا بالفرج وان كنت اخشى عليه من ما سيراه الا انني موقنة بانهم سيريهم ما لم يخطر على افئدتهم المقفلة ولندعو لكم كذلك في تلك الليالي بالسداد والسلامة .
اللهم احفظ علمائنا واعلامنا من كل سوء وايدهم وسدد خطاهم وان لم نستاهل هكذا رموز وان أُغرقنا في بئر المظالم بين ظالم ومظلوم بذات الوقت احفظ عراقنا ودمائنا ومذهبنا وانفسنا من الشيطان الرجيم وممن سار في طريقه المظلم اللهم سدد خطانا والمؤمنين لكل ما فيه الصلاح والاصلاح واجمعنا بهم في جنان الخلد بعيداً عن الظلمة والعتاة امين رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله واله الغر المنتجبين .
ابنتك الداعية لك بكل خير وموفقية المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha