ثلاث عصابات تسقط امن محافظة كربلاء وتهزم شرطتها الا يعد مضحكاً؟ كم عصابة تكفينا لاسقاط العراق؟.............. ( بقلم : كريم النوري )
اعلنت وزارة الداخلية نتائج التحقيق في رزية كربلاء بعد جولة ميدانية قامت بها اللجنة التي امر رئيس الوزراء بتشكيلها بعد اعتداء كربلاء. لسنا في سياق التشكيك في هذه النتائج او القدح في معلوماتها ومصداقيتها فقد تعودنا على مثل هذه النتائج الهزيلة ومحاولات التعتيم على الحقيقة لاسباب يراها البعض مراعاة لوضع الحكومة الضعيف او مداراة للجو العام وتهدئة الامور وعدم اثارة اطراف قد تبدو مرعبة او مهددة للامن والاستقرار او من اجل مصالح عليا كما يزعمون ونحن لا ندرك اين تكمن المصلحة الحقيقية فهل في اخفاء الحقيقة عن الناس او ابراز نتائج توافقية تغلب عليها المجاملات والمداراة.
هنا سؤال يطرحه الواقع بقوة وهو من هو الذي يدرك هذه المصالح المانعة من ابراز نتائج التحقيقات في الازمات السابقة والتوترات اللاحقة؟ ومن يمتلك هذه العقلية المميزة للمصالح او المفاسد المترتبة على ابراز وكشف نتائج التحقيق في كل ازمة وفاجعة؟ فهل تمتلك وزارة الداخلية لجنة من الخبراء الذين له القدرة الفائقة في تشخيص المصالح من غيرها ومعرفة خير الشرين او اقل المفسدتين؟
نحن نتمنى ان نمتلك مثل هؤلاء الخبراء لكي لا نتورط في اخطاء فادحة في كل ازمة وما يلحقها من تداعيات، ثم من قال ان كشف الحقائق تؤدي الى نتائج خطيرة تربك وحدة الصف الوطني واخفاءها ضرورة لاحياء التفاهم بين ابناء شعبنا؟ وقد يكون البعض حريصاً على عدم نشر الغسيل وابقاء الجيف في بؤرها تفادياً لتلوث اجواء الاخوة والوحدة؟. ولكن قد تكون الحقيقة خلاف ذلك فربما يؤدي دفن الغسيل والجيف الى تعفنها وظهورها في لحظات يصعب السيطرة على رائحتها النتنة وتسمم الاجواء وتؤدي الى نتائح عكسية ربما اقلها فقدان الحكومة واجهزتها الامنية مصداقيتها امام الشعب.
ومن هنا فان محاولة اخفاء الحقيقة عن الشعب قد تكون لها من المضاعفات الجانبية والتداعيات الخطيرة والمفاسد الكبيرة في سمعة وهيبة ومصداقية الحكومة وكذلك قد يكون اظهار الحقائق للشعب يترك اثاراً واقعية على منع تكرار الاعتداءات وتفادي وقوع الفواجع وان ادى الى ازعاج الفاعلين واحراج المجرمين.واسباب ضعف التفاعل والتفاؤل الشعبي مع مجمل لجان التحقيق في مأساتنا وفواجعنا هو فقدان المصداقية وتزلزل الثقة بين الشعب وهذه اللجان.
وان التعامل مع الشعب بهذه الطريقة من الحساسية والتخوف من ردود فعله في حال اظهار النتائج الحقيقية واعتباره شعباً قاصراً او بسيطاً سيؤدي الى نتائج عكسية تطيح بكل الاندفاع الجماهيري مع المشاريع السياسية المستقبلية وحضوره الميداني في الميدان السياسي وتحدياته.اللجنة التي حققت بالاعتداء الاثم على كربلاء في الشعبانية لنفترض ادت ما عليها وبذلت وسعها للوصول الى هذه النتائج وهي مشكورة على اية حال وهي مسؤولة امام الله والشعب والتأريخ في كل كلمة خطتها وكل شهادة كتبتها ولكن تبقى اسئلة تبحث عن اجوبة يمكن اجمالها:
اولا- هل من المعقول ان ثلاثة عصابات تسيطر على الحرمين وتهيمن على القوات الامنية التي كان تعدادها عشرين الف عسكري؟ثانياً: ما حجم هذه العصابات التي استطاعت ان تسيطر على الوضع وتحرق بكل حريتها دون ردع او منع واين القوات العراقية الامنية عن كل ما حصل في اعتداء كربلاء.ثالثاً: هل كان بعض افراد الشرطة متواطئاً او متعاوناً مع هذه العصابات وكذلك عضو مجلس محافظة كربلاء ونائب المحافظ الذي اطلق احد رؤساء هذه العصابات بعد اعتقاله؟رابعاً: اذا كان تعاون وارتباط افراد من الشرطة مع هذه العصابات وهو الصحيح فقد تم طرد اكثر من الف وتسعمائة شرطي ضالع او متعاطف مع هذه العصابات بأمر شخصي من رئيس الوزراء اثناء حضوره في كربلاء ومعاقبته مدير عمليات شرطة كربلاء فما هي طبيعة هذه العصابات التي تستطيع كسب هذا العدد الكبير من شرطة كربلاء؟خامساً: هناك اسلحة وزعت واشخاص كانوا يتخذون من بعض البنايات المطلة على الحرمين موضعاً لمهاجمة الزائرين عبر القنص من هو الذي وزع هذه الاسلحة ومن الذي سمح لهؤلاء القناصين من اعتلاء البنايات واين استعدادت الامن للزيارة الشعبانية؟سادساً: ما طبيعة وتأثير وهوية هذه العصابات التي تغلغلت في مجلس محافظة كربلاء واجهزة الشرطة واستطاعت ان تعبث بالزيارة الشعبانية وتجهض المسعى الجماهير لاحياء هذه الشعائر التي كنا باحوج ما يكون اليها في وضعنا الراهن؟سابعاً: لم يوضح التحقيق عن عدد افراد كل عصابة من هذه العصابات الثلاثة ولم يكشفوا عن اعترافات المعتقلين ولم يكشف التحقيق عن علاقة بعض اعضاء مجلس محافظة كربلاء بهذه العصابات؟ثامناً: هل كانت هذه العصابات الثلاث تنسق فيما بينها اثناء الاعتداء ام كانت كل عصابة تخطط بمفردها وكيف التقت هذه العصابات في كربلاء مكاناً وزماناً وتخطيطاً؟تاسعاً: اذا كانت هذه العصابات الثلاث بهذا الحجم والثقل فاين الجهد الاستخباري لشرطة كربلاء ولماذا تم التعامل مع التقارير والمعلومات السرية التي وصلت الى دوائر الامن في كربلاء قبل الاعتداء بهذه الطريقة من الاهمال والتراخي؟عاشراً: لماذا تواضعت قوى الامن والجيش وتسامحت في ضرب المعتدين من هذه العصابات التي لم تتحرج من احداث الفتنة في المكان والزمان المقدسين؟احدى عشر: اذا كانت ثلاث عصابات قد اسقطت كربلاء وهي بكافة استعداداتها الامنية لانجاح الزيارة الشعبانية فكم عصابة مسلحة نحتاج لاسقاط العراق؟ثاني عشر: اذا كانت هذه العصابات غير مرتبطة بجهة سياسية او دينية وهو ما نتمناه ونتبناه فلماذا التباطؤ في ضربها ولماذا يتم اطلاق سراح اكبر مجرميها بامر من نائب محافظ كربلاء فاذا كانت لا تنتمي هذه العصابات لاية جهة فان ضربها اسهل وهل اتخذت قوانا الامنية هذه العصابات بنظر الاعتبار في مناسبات قادمة؟
هذه الاسئلة نضعها امام اللجنة الموقرة ونطالب بالاجابة عليها من اجل وضع حد لكل اعتداءات مستقبلية على مراقد ائمتنا وتخريب احتفالاتنا في اقدس مناسباتنا وهي اسئلة تبحث عن اجابة وافية وصادقة من اجل مصداقية وواقعية اجهزتنا الامنية لاننا نعتقد ان نتائج هذه التحقيقات ربما تجرؤ وتشجع المعتدين على ارتكاب جرائم اكبر وافجع.
https://telegram.me/buratha