قاسم العجرش
قبل أيام حذر مفتى آل سعود، عبدالعزيز آل الشيخ من اتخاذ يوم عاشوراء أحزانا، ومآتم وأتراحا، وضربا للصدور والعويل والصراخ، وحذر من احتفالات الشيعة بيوم عاشوراء، زاعما أنها مخالفة للكتاب والسنة! واصفا من يفعل ذلك؛ بأنهم مبتدعون!.
القوم سادتي يحتفلون بعاشوراء، وهو يوم فرح بالنسبة لهم، بل أتخذوه عيدا يصومون فيه، فلماذا هم يحتفلون ويصومون عاشوراء؟!
يقولون أن صحيح مسلم الذي هو بمنزلة القرآن لديهم، أنه ورد في باب صوم يوم عاشوراء: عن بن عباس (رض): (أن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، قدم المدينة فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا اليوم الذي تصومونه، فقالوا هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكرا فنحن نصومه ،فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: فنحن أحق وأولى بموسى منكم، فصامه الرسول، وأمر بصيامه).
غاب عن منتج هذه الفرية، أن اليهود لا تعتمد في تقويمها على الهلال! وأن الاعتماد على الهلال مما أختص به المسلمون فقط، قال تعالى: ( يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج ). والسؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف كان يوم العاشر من محرم، ثابتا عند اليهود على مر السنين؟!
من المفترض أيضا أن يكون يوم عاشوراء، أعظم عيد عند اليهود، حيث فيه أعظم حدث عندهم، وهو نجاة نبيهم موسى بانشقاق البحر له، وهلاك عدوه فرعون، وهذه تشكل معجزة عظيمة، ومنعطف مهم جدا في تاريخهم، لا يمكن أن يهمله اليهود،لكن السؤال المحير هو: لماذا انقرض هذا العيد عندهم، ولم يبق منه عين ولا أثر، وهو يوم عادي عندهم!
حديث صحيحهم أيضا يقول:أن النبي قال: فإذا كان العام المقبل، إن شاء الله صمنا اليوم التاسع، قال فلم يأت العام المقبل، حتى توفي الرسول الأكرم والسؤال هنا: نحن نعلم، أنه عندما قدم النبي إلى المدينة، بقى بها 13 سنة بعد هجرته، فكيف مات بالسنة الأولى؟! وإذا قال احد إنها كانت هي السنة التي مات بها المصطفى، فهذا اغرب وأعجب! فكيف لم يلاحظ الرسول، طوال 13 عاماً صيام اليهود لهذا اليوم؟! بل لم يلحظ ذلك من أي من أصحابه، فضلا عن آل بيته، عليه وعليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم؟! ثم كلنا يعلم أن الرسول، أمر بإخراج اليهود من المدينة، فمتى كان ذلك إذن؟!
أيعقل أن يجعل تعالى هذا اليوم، يوم عيد للأنبياء، ويوم حزن وعزاء للنبي وآله؟
عاشوراء حدث عظيم في تاريخ الأمة، فيه قتل ريحانة النبي، وسيد شباب أهل الجنة، وسبط المصطفى صلواته تعالى عليه وآله، وقُتل أهل بيته واصحابه الكرام، وسُبي أهله من العراق إلى الشام..وفيه احتفل بنو أمية بهذا اليوم بالانتصار المزعوم، ولذلك أتخذه القوم عيدا!
كلام قبل السلام: مفتي ال سعود؛ الذي يفتي بحرمة العزاء الحسيني، لم يفت يوما بحرمة العمليات الارهابية على الابرياء، التي يقوم بها متعصبون وهابيون تكفيريون، وهو يعلم جيدا، بأن احياء عاشوراء، يعني احياء عقيدة التصدي للحاكم الجائر، والعقائد الاسلامية المزيفة، مثل عقيدته الوهابية!
سلام..
https://telegram.me/buratha