المقالات

حوار مع الشعائر الحسينية / عمار الجادر

2035 09:38:10 2015-10-21

عمار الجادر

بعد صلاة المغرب, نحو شوارع مدينة حسينية, تلاطم في داخلي شعور لا أستطيع وصفه, فحرك في, ما كنت أسيره بطوعي, فلم أجد لتلك الساقين الميكانيكية الحركة امتثالا لإرادتي, فقادتني إلى حيث يقف الجمهور لرؤيا الشعائر الحسينية.
وقفت وكأني واقفا في رمضاء كربلاء, و أنا أرى جموع المستهزئين بركب الحسين ( عليه السلام ), فوقفت متحيرا من أمر أولئك المستهزئين, فجال في خاطري أسئلة حيرى, وتفجر في قلبي حزنا, فاض دمعا على مقلتي, وحاورت تلك المسيرات المعزية بحوار جاء نصه.
يا عير: ما بال أولائك الناس الذين يحذفونك بحجارة ألسنتهم؟! وعلى ماذا و أي ذنب اقترفتم؟! فهل هذه السلاسل التي تضربون بها أنفسكم تؤذي غيركم؟ و أنتم تلطمون الصدور هل تؤذون صدور غيركم؟ هل صحيح إنكم خرجتم عن ملتكم؟ عني: لا أرى فيما تفعلون أي خرق لأصول الدين أو فروعه! بل بالعكس فان ما تفعلون هو قطرة من بحر الحزن على المصيبة, عجبا كيف يسمح الناس لأنفسهم بأن يلطمون ويفعلون ما يفعلون على أمواتهم, حتى نرى بعضهم يصل حد الكفر بالخالق ويعترض على حكمه, ولا يسمحون لمصيبة دين بأسره أن يحضا بكل ذلك الجزع؟! 
انه يقبل نحوي والناس ترشقه بالحجارة, أمره مريب وقد أصبح جسده كسجادة حمراء من الدم, ولكنها سجادة مزقها حائكها دون معرفة بصنعته, هي جروح في كل مليمترا في جسده.
ما بالك يا هذا؟! ومن أنت؟! 
قال: جواب تساؤلاتك الحائرة.
هكذا تذكرت على مدى التأريخ, كيف قتل الحسين ( عليه السلام )؟ ومدى ذلك الحقد الذي دفع بقاتليه أن يسلبوا جلبابه, ويسحقوا جسده بحوافر خيلهم اللعينة, وكيف أستطاع الظلام الدامس, أن يقنع أهل الأرض بأنه أحق من النور إلى البصيرة؟ هكذا علمت بأن الفتنة أشد من القتل, و أن الحسين ( عليه السلام ) نورا يسير بسرعة الضوء, أما الظلام فلا زال يحاول إيقاف تلك السرعة, و أيقنت إن قانون الضوء لا ينتهي بل يتحول إلى طاقة, قانون صحيح مطلقا, و إلا فماذا نفسر جهد الجاهدين على إهدار تلك الطاقة؟! 
الحسين ( عليه السلام ) منتصرا.
على مدار ألف ونيف من السنين, لم يكن الحسين ( عليه السلام ) شخصا قتل في معركة و انتهى, بل كان شامخا يرعب الجبابرة من جيل إلى جيل, وقد حاولوا أن يصلوا لذلك السر بشتى الطرق, فهدموا القبر الشريف وقطعوا شجرة كانت تدل الزائرين على مصدر المعجزة, وفيضوا القبر الشريف ولم يفلحوا, فرضوا الضرائب على الزيارة, حتى وصلت إلى ضريبة القتل الجماعي! وهكذا إلى اليوم يحاربون الشعائر بعد عجزهم عن نيل هدفهم, سؤال عاقل: ماذا يضركم من زيارة القبر أو أحياء الشعائر بكافة أنواعها؟! 
خاتمة لبدء المسيرة: إن ما يضركم من تلكم الشعائر لأنها سر وجود المشروع, لأنها هالة الحسين ( عليه السلام ) التي إذا ما انتهت, عاث يزيد الفاجر بمقدرات الأمة فسادا, نعم علمت: إن الشعائر الحسينية ومشروع الإمام الغائب بخط واحد لن يفترقا, لذا فحربكم ضد الأمام وليس ضد هذه الشعائر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك