المقالات

استحقاقات قادمة


( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحريرصحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )

الأشهر الستة القادمة ستكون اشهر حافلة بالاستحقاقات الدستورية والسياسية بعد ان قطعت العملية السياسية اشواطاً هاماً على صعيد الأمن والتشريعات. ولقد باتت موضوعة الاقاليم من الموضوعات التي تفرض نفسها بقوة بعد ان اقتربت المدة النهائية للنظر فيها حسب توصيات ومقررات السلطة التشريعية، فالسنة والنصف التي حددت كفاصلة زمنية للنظر في هذه الموضوعة لجهة التصويت عليها لم يتبق منها سوى اقل من ثلاثة اشهر في حين ان القراءة الاولى لهذا القانون قد تمت منذ الفصل التشريعي السابق وبشكل اقل هدوءً من ذي قبل، الان يرى المراقبون ان موضوعة الاقاليم لم تعد بالموضوعة المختلف عليها الى حد الافتراق، بل أن الاجواء التي تطبع مناقشات مجلس النواب حول هذه الموضوعة باتت مهيأة نفسياً ودستورياً بعد ان نجحت الكتل الرئيسية من تنفيس الاحتقانات التي رافقت هذا الاستحقاق كذلك بعد ان توافرت الضمانات الكافية لتأمين وحدة العراق ارضاً وشعباً، والأهم من ذلك هو فشل مؤامرات الطابور الذي حاول ان يجعل من هذه الموضوعة شبحاً لإخافة الآخرين.الاستحقاق المهم أو الأهم هو أننا أصبحنا وجهاً لوجه أمام التعديلات الدستورية التي طالبت بها بعض الكتل كذلك ان اللجنة المكلفة بهذة التعديلات استطاعت انجاز القوانين الخاصة بالفقرات التي لم تنتظم بتشريعات، لذا فان المواطن العراقي سيجد نفسه قريباً أمام استحقاق لا يختلف بالاهمية من الدستورنفسه بعد ان انجزت اللجان المتخصصة من إعداد عشرات القوانين الخاصة بالخدمة والتقاعد والاستثمار والصناعة والصحة والتربية والمواثيق الدولية والديون والتعويضات وقرارات مجلس قيادة الثورة المنحل والجنسية والسفر الى غير ذلك من التشريعات الاخرى وربما سيجد المواطن نفسه أمام مشهد مشابهة تماماً للمشهد الذي عاشه في تشرين الثاني من عام 2005 عندما اصطف العراقيون جمعياً أمام صناديق الاقتراع للتصويت على الدستور.

الاستحقاق الثالث الذي يوازي هذين الاستحقاقين بالاهمية هو اقتراب موعد الانتخابات المحلية، وهذه المرة ستشهد هذه الانتخابات نمطاً اخر من الممارسة والإقبال ربما يفوق الانتخابات التشريعية العامة بسبب الوضوح الذي اعطى السلطات المحلية اهمية قصوى قد لا تختلف كثيراً عن السلطات المركزية باستثناءات معروفة.المحافظات بعد هذه الانتخابات ستكون وحدات ادارية ذاتية الحركة والاعمار والبناء لها ميزانياتها وصلاحياتها الواسعة والخاصة حيث ستكون الحكومة بعد هذه الانتخابات ملزمة بتأمين الميزانية الفيدرالية لكافة المحافظات وفق نسب مدروسة بعناية ودقة تتماشى مع واقع المحافظة الانتاجي والبشري والاستهلاكي والخدمي، ولهذا فان التنافس سيكون على اشده في الانتخابات القادمة.

بطبيعة الحال إن وصفاً كهذا يؤشر بوضوح تام على أن العراق استطاع أن يودع مرحلة عمرها قرن ويستقبل مرحلة جديدة بكل تمظهراتها وثقافاتها وتشريعاتها وبالتأكيد سيكون المواطن العراقي محورها الاساس لجهة العبور به الى ميادين التطور والازدهار بكل جوانب الحياة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك