المقالات

كرسي الحكم


( بقلم : عبد السلام الخالدي )

هناك رواية قديمة تناقلها أجدادنا وتناهت إلى أسماعنا وتحولت إلى مثل يضرب على كل من (يتنومس ويهوس)، ومع كثرة المتنومسين والمهوسين في أيامنا هذه ربطت هذه القصة بهؤلاء (المهوسجية)، تقول الرواية:في إحدى القرى كان هناك شخص (مهوسجي) لايمتلك إلا اللسان يطوف شوارع القرية وبيوتاتها ويصرخ بأعلى صوته ويقسم بأغلظ الأيمان لو أصبحت ملكاً لساعة واحدة لرأيتم مالذي سأصنعه وهكذا الرواية يومياً من الصباح حتى المساء، وصل الخبر إلى الملك فأمر بإستدعاء ذلك الرجل إلى القصر وأمر بتنصيبه ملكاً لمدة ساعة واحدة فقط ليرى مالذي يريد إصداره من أوامر ووجه الملك حاشيته بأن يعلقوا بحبل حجراً كبيراً فوق كرسي الحكم ويجعلوه يتدلى فوق رأسه، ألبسه التاج وأجلسه على كرسي الحكم الذي كان يحلم فيه وقال الملك: أنت الملك من الآن ولمدة ساعة وماعليك إلا أن تأمر ونحن علينا التنفيذ المباشر وبدون تردد أو تأخير، الكل يترقب وينظر إلى فم الملك الجديد كي ينطق بكلمة كي ينفذوا ولكن لا كلام ولا أوامر، فقد صرف نظره كلياً إلى الحجر المعلق ويشاهده كيف يتدلى ويدنو بالقرب منه، مايزال الجميع ينتظر ولو حتى بإيماءة ولكن من دون جدوى حتى إنتهت الساعة المخصصة للملوكية، عاد الملك الأصلي إلى كرسيه وأمر الحاشية أن يرفعوا الحجر من فوقه فقال الجميع سمعاً وطاعة جلالة الملك وقال للملك (المهوسجي)، قضيت الساعة تنظر إلى الحجر وكنت خائفاً من أن يقع على رأسك ولم تأمر بأن يرفع وأنت الملك فكيف لك أن تدير أمور البلاد.

هذه القصة تذكرني بأصحاب الألسن التي لاتخرص من الحديث عن الحكومة وضعفها وطائفيتها وإلى غير ذلك، وأـنا متأكد إذا جاء المالكي ونصّب أحد هؤلاء سيكون كصاحبنا الذي لم يستطع أن يصدر أمراً واحداً والكل مسخر لخدمته، فالمطلوب من الجميع أن ينبروا لخدمة مصالح شعبهم كل من موقعه المخصص له وعدم التجاوز على مناصب وصلاحيات الغير لأن صعود السلم يكون خطوة خطوة وأنا خائف عليهم سقوط الحجر عليهم ويهشم رؤوسهم قبل إنقضاء الساعة المحددة.وإلى قصة أخرى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك