بين فوضى الديمقراطية وبين غياب الرادع القانوني والأخلاقي نمت طحالب سامة ومؤذية كثيرة في فضاء الإعلام العراقي الفضفاض والخجول،بدأت تتلاشى وتنقرض شيئا فشيئا،إلا إن أمر اجتثاثها وزوالها نهائيا لم يحن بعد ومن المتوقع ان تواصل هذه الجزئيات الخبيثة نموها واستمرارها واحتمالات تزايدها لأنها مرتبطة بالتنافس الغير شريف وبالمحاصصة وغياب سلطة القانون ومرتبطة أيضا بتراجع ثقافة وهشاشة المجتمع .
ومع الاعتراف بشيطنة هذه المواقع ودونيتها في طرح المواضيع المثيرة والغير حقيقية الا ان هذه الشيطنة تجاوزت في بعض الأوقات حدودها لتصل الى انتهاك الأعراض وقذف الآخرين بما ليس فيهم دون وازع من ضمير او رقيب ديني او وازع أخلاقي محتمين وراء تسميات وهمية ومواقع غير حقيقية ومستفيدين من حالة الانفلات وليست التحضر التي تشهدها الساحة الإعلامية العراقية في الوقت الحالي.
ومع ان عمر الطحالب السامة والعشوائية قصير الا ان ما يمكن ان يتم إضافته إلى مفكرة أصحاب تلك البؤر النتنة هو ان امر الوصول أليهم واقتلاعهم بقوة القانون ليس امرا صعبا او مستحيلا بل سهل ويسير حتى وان كانوا محتمين بتسميات او جهات قانونية او سلطوية،الا ان حلم الكثير ممن يتم التجاوز عليهم يتجاوز العمر السلبي لهذه العشبيات الضارة.
ان أكثر ما يدهشني هو الاستهداف الممنهج لوزراء المجلس الأعلى من قبل شركاء مقربين وفق النمط أعلاه والذي لا يخرج من سياق التسقيط الغير أخلاقي والذي لا ينتمي للواقع الحقيقي وان سلمنا بأنه ينتمي الى الواقع السياسي العراقي الحالي المشوش رغم ان المجلس الأعلى ورئيسه ووزراءه لا يسلكون سبيل المواجهة والإثارة بل يسلكون سبيل التهدئة والتعاون والمقبولية،والدهشة الأكثر ليس في الاستهداف طالما انه امر طبيعي بل في توزيع وتنويع حالات الاستهداف وكل حسب قابلياته وملكاته وتكوينه الشخصي والنفسي والشكلي للوزراء ولرئيسهم.
ان اتهام عادل عبد المهدي مثلا بالفساد المالي والإداري له خلفياته التي يسال عنها زعيم دولة القانون وهم اختاروا هذا الملف حتى لا يكون نشازا ان ادعوا بشبهات أخرى وهكذا ما يقال عن نرجسية وحب الأنا والفساد الممنهج للوزير الناجح باقر الزبيدي والأكثر عجبا في شيطنة المواقع الرخيصة هو ما يقومون به من فبركة لأخبار تنال من وزير الشباب والرياضة الشاب والأنيق عبد الحسين عبطان ..فهذا الوزير كان سيقبل لو انهم اتهموه بالفساد المالي والإداري وكان سيقبل لو انهم اتهموه بالنرجسية لكنهم أخبث وأسوء فجاءوا بتهمة الفساد الأخلاقي ليوجدوا صورة بصرية بين ادعاءاتهم الباطلة وبين المتلقي خاصة وان عبطان شابا ووسيما وأنيقا،وان تأليف القصص الخيالية الغير أخلاقية ضد أناس تعرفهم ساحات الجهاد والوغى ولم تطأ أقدامهم مواقع الخنا والفجور ربما يقلل من حالة الانكسار والنقص التي يعانون منها.
ما كانوا سيتهمون عبطان بما اتهموه به لو انه لم يكن بمثل هذه الأناقة وهذه الروح الشبابية وهذه الوسامة الظاهرة ويبدوا ان لكل شيء ضريبة وعليه ان يدفع ضريبة أناقته في عالم سياسي غير ناضج او يتخلى عن منهجه المتميز في الوسامة والأناقة او لينتظر أفلاما وقصصا أكثر تشويقا ورومانسية.
لا تسألني عن مواقع إعلامية رخيصة تنتهج أسلوب الإثارة والإساءة الى الأعراض والحرمات يخجل منها حتى من يقف ورائها ويتبرأ منها أصحابها،ولكن سلني عن طبيعة من يقفون ورائها لأنك حتما ستعرف لما هم يقومون بمثل هذه الأعمال الرخيصة والهابطة.
https://telegram.me/buratha