ونحن نعيش في ايام عصيبة تجاوزت فيها يد الارهاب التي لابد لها ان تبتر كل حد فمن قتل الابرياء وحرق الصبية وتشريد أُسر وطمس معالم تاريخية ودينية وحضارية واغتيالات طالت البسطاء والعلماء في اختصاصات شتى ، اليوم تمتد هذه الايدي الخبيثة الى صمامات الامان التي ما انفكت من منع كوارث اجتماعية كانت من الممكن ان تحصل لولا تعقل البيانات الصادرة عن المرجعيات في تهدئة الوضع والتي تقبلناها طاعة لمرجعية لها هيبتها ومعرفتها التي نؤمن بها بعمق ويقين وفي كل مرة لايمر وقت طويل حتى تثبت الايام صواب التوجيه الذي لا ترسمه المرجعية الا ليصب في خدمة هذا البلد الجريح.
لطالما كان صوت المرجعية مدوي غير ان الاضواء لم تكن مسلطة عليه قبيل السقوط الا للمؤمنين الذين ينهلون من فيض المرجعية الرشيدة ويقصدونها للاجابة عن اسئلتهم بخلاف فترة ما بعد السقوط والتي شهدت انفراجة في كثير من الاصعدة بما فيها التعتيم عن دور الحوزة العلمية وهنا كانت ردود الافعال متباينة بين مستغرب لهذا الدور الذي لم يسمع به سابقاً ! ومن يرى ان الدين ليس له ان يتربط بالسياسة و من اعتقد بضرورة تحديد دور المرجعية فيكفينا الرجوع اليها ايام الاعياد ومراقبة الهلال !!! ولتصبح كلمة المرجعية واسماء العلماء دولة بين الاطفال والكبار بحشمة وبغير حشمة ولتكون الاساءة للدين من خلال الاساءة لقمم المعرفة الدينية بين الناس ومن دون معرفة .
لاحظنا في الفترة المنصرمة اغتيال العديد من وكلاء ومعتمدي السيد المفدى علي السيستاني دام الله ظله الوارف والتي تمثل الروافد التي ينهل من الشعب من علم المرجعية والتسائل الذي يطرح نفسه لماذا الان ؟! ولماذا تمنع عنا هذه الروافد ؟ ولماذا في جنوبنا تحديداً ؟ لماذا يا من وصفهم الامام علي عليه السلام بانهم اشباه الرجال !! وهل ان عملية اسقاط الحكومة باتت من الصعوبة حتى صار من الضروري التوجه الى منحى اخر وهو اغتيال الدين ورجاله وما مدى العلاقة بين الحكومة والدين !! ام ان المقصود هو المذهب الجعفري وكل من يعتنقه من مراجع وشعب وسياسيين ؟ وهل هذا احدث تعريف لمصطلح الديمقراطية ؟.
ولست بصدد الاجابة عن هذه الاسئلة والتي باتت الاجوبة عنها واضحة وضوح الشمس والمجرم ارهابي من الخارج ومن الداخل وباشكال مختلفة مثقف ودكتور ولص وجاهل ومعمم بعمامة زيتونية اللون !!! من داخل اللعبة السياسية ومن خارجها ولنا الله في كل هذه الفضوى نراهم قتلة تارة وسياسيون ثم منسحبون ومتطوائون ومتراجعون تارة اخرى ولازال صوت الباطل يعلو على الحق رغم ان الاثنان قد ظهرا على وجه البسيطة .
وربما صار من الواجب الاعتذار الى مرجعيتنا الرشيدة فبسببنا وضعت في مواقف لا تحسد عليها ولم تمر مرجعيات اخرى بمصاعب كما مرت بها مرجعيتنا بأقطابها الاربعة خاصة السيد علي السيستاني حفظه الله كذا السيد محمد سعيد الحكيم والشيخ الفياض والشيخ بشير النجفي دام الله بقائهم ، نعم فرحنا اول السقوط فرحة جعلتنا نندفع بقوة الى ابراز دور المرجعية العليا في حياتنا وبمختلف المجالات ابتداءاً من الانتخابات الى كتابة الدستور وصار سياسيونا لا يستطيعون ان يتخذوا ابسط القرارت الا بعد الرجوع الى المرجعية خاصة في محنها الداخلية بين الاقطاب المختلفة والتي لا تنتهي .
مخطىء من يظن ان المرجعية هي التي تفرض علينا فالواقع هو العكس تماماً فواقعنا المؤلم وحقيقتنا المريعة هي التي تفرض على المرجعية وتضعها في موضع قراءة للواقع واستنتاج لما ممكن ان تفرزه الاحداث وليستغرب الكثير من الموالون هذه القراءة رغم كونها حقيقتنا كما حصل في احداث سامراء الاولى والتي استغرب الناس ان تكون ردة الفعل هي التهدئة واتذكر حينها ان تصريح المرجعية جاء بعد عدة ساعات من وقوع الحادث وعندما توجهت بسؤال انسان مؤمن في استحياء عن بيان المرجعية الذي تضمن تهدئة الوضع بينما توقع الكثير منا ان تكون هذه هي بداية مواجهة لا نعرف ابعادها الا انها لم تغب عن ذهن المرجعية وقد اجاب هذا الشخص سؤالي بسؤال قائلاً لماذا تم اصدار البيان بعد ساعات ؟!! فلم اعرف اجابة لهذا السؤال ولم ينتظر جوابي فلقد استنشق كماً من الهواء ثم قال انها فترة لقراءة الواقع واتم كلامه في جملة لم ولن انساها لانها فتحت ابواباً كبيرة لي للتفكير وكانت تلك الجملة ( اختي المرجعية لا تفرض علينا شيئاً وتقول هذا افضل لكم لكنها تقرئنا بوضوح لتحدد ما يمكن ان يصدر منا !!) .
ولنتأمل هذه الجملة ونتوقع رأي المرجعية في اغلبنا فلا اتصور انها قرأت منا ما يدعو لرفع راية جهاد واعلاء كلمة الحق في ما عدا نخبة تحاول وعسى ان تتكلل مساعيها بالنجاح وهي اقلية بكل ما تحوي هذه الكلمة من معنى ولما كانت الاغلبية في مسار يصعب معه أي قرار ينشد الى التوحد صار الوضع على ما هو عليه ولتلام المرجعية وتكون هي الشماعة التي يعلق عليها البعض الاخطاء بدون حياء ولينزهوا انفسهم عن أي خطا ويجعلوا ذواتهم متفرجة بعيدة عن ارض الواقع بأسثناء السنة جارحة لا ينسوا لحظة استعمالها !!.
وفي عودة لذلك الفاضل الذي شبه وضع العراق ودور المرجعية تشبيهاً اختزنته في فكري وقتها لاني لم افهمه لاستعيده الان فلقد شبه وضع العراق بالفترة التي عاشها الامام الرضا ع وكيف ان الوضع حينها قد تسبب في زج الامام عليه السلام في العملية السياسية دون رغبة منه في ذلك ولتأتي الرياح بما تشتهي السفن في نظر من عاش الفترة ظناً منهم ان الولاية ستنتقل الى الامام ع الا ان الامام كان يخبر اصحابه ان هذا الامر لن يحدث وسرعان ما جاءت فترة شهدت فيها حملة اغتيالات لاصحاب الامام ع ولينتهي الامر بأستشهاد الامام الرضا ع غريباً وحيداً في ارض طوس ، لقد فعلها التاريخ حينها فهل سنترك ذات التاريخ يفعلها ثانية بصمامات الامان التي لم يعد لنا امل سواها ها هي خيوط العنكبوت تلتف حول وكلاء المراجع فهل نعتبر المسألة بانها موجة غضب !! ام خطة انتهت ؟ ام انها لم تنتهي ؟ وهل يكون التفرج هو الحل ؟
المؤامرة واضحة المعالم المطلوب المذهب الجعفري والجاني كل انواع الارهاب الداخلي والاقليمي والخارجي ولما كان المذهب الجعفري هو الهدف وانه غير مجسد سوى بالمراجع ورجال الدين والموالون المخلصين يصبح الهدف هم لا غيرهم وبهذا وجب علينا رد المظلمة ضد من يتشدق بالكلام عن مرجعية مهيبة كي لا يستفحل الامر وان كان قد استفحل فعلاً وربما كان السبب موالون مخلصون فرحوا ونشروا كل معارفهم وافتخروا بها لذا فكما انهم قد نشروها صار بدا الدفاع عنها وعن المرجعية ضد المتشدقون وكذلك لابد من اخذ الحيطة والحذر وحماية مدينة النجف على اعلى مستوى خاصة وانها تحتوي على متفجرات موقوتة غالباً ما يتوافق توقيتها والمناسبات الدينية ولقد فجرت سابقاً موجات غضبها في شخصيات لا نقول انها لاتتكرر وانما نقول من الصعب ان ننتظر ان تظهر من توازيها معرفة وشعبية .
حفظ الله مرجعنا العظام من كل سوء وحفظ الله هابيل من شر قابيل الذي يتربص به وليس لنا الا التزام الدعاء ان يحفظ المخلصين من هذا الشعب الطيب والوطن الجريح ونسال الله لوليه الفرج العاجل ليحق الحق ويحققه واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الغر الميامين .
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha