( بقلم : عدنان الخفاجي )
إن أغلى نعمة وهبها ألله للإنسان وميزه بها عن سائر البهائم ألا وهي العقل، فقد نقل إلينا في المأثورـإن الباري جلّت قدرته لما خلق العقل ،قال له أقبل فأقبل ،ثم قال له أدبر فأدبر فقال (عزوجل)٠٠٠فبعزتي بك أُثيب وبك أُعاقب٠فمن هنا تأتي قيمة العبادة ،وإلاّ فإن الحيوانات تعبد الله أيضاً وتسبح بحمدهِ بل وحتى الجمادات ٠فبعث الله عزوجل الأنبياء وأوصيائهم ورفدهم بالمعجزات ليدعوا العباد بالإقناع والإستدلال ،وحشد الكون أدلّة على وحدته سبحانه وتعالى،وهذا جليّ واضح في آيات القرآن المجيد،فبالعقل يعبد الله وبه يبحث الإنسان عن سبل معيشته وتدبير رزقه ،ويدفع عن نفسه البلاء وووو٠
فهو سراج البشرية الذي لاينطفئ، لولاه لما قامت الحضارات ٠وديننا الإسلامي الحنيف ،ومنذ فجر بزوغه أشار وركز على ذلك ،فحث على التعلم وتنظيم أمور الحياة بعد التوكل على الله،لاالتواكل ،وسنة المصطفى(ص) مليئة بالمناظرات والمناقشات مع المشركين ومع الديانات السماويةالأخرى٠٠٠هناك فرق بين إصطلاحين (تطبيق السنة النبوية الشريفة)و(إستنساخ السنة) ،فبالنسبة لتطبيق سنة المصطفى(ص)،فهو أمر مأمورون به من الخالق جلت عظمته ،وواجب على كل مسلم ومسلمة ،فهو أمر مفروغ منه ولايحتاج إلىتوضيح ونقاش.فإتباع سنة النبي(ص) في عدله وسعة صدره مع مختلف المستويات وعطفه على المؤمنين بمختلف أجناسهم،وأمانته ووفائه وصدقه،وتفانيه في الله وفي خدمة المجتمع وغيرها الذي نحتاج معه إلى مئات الصفحات لتسطيره،فقد كان (ص) عطوفا يقيل العثرة ويقبل ألعذر،صبوراً جهال الناس ،إنسانيا إلى أبعد الحدودوقائدا محنكا وفي ذات الوقت بسيطاً وسهلاً ،وقدوة لكل البشرية ،كما يعترف بذلك كثير مفكري الأمم من غير المسلمين٠فهذا مثلا المسرحي برناد شو يقول(٠٠لقد درست سيرة هذا الرجل الرائع فوجدت إنه يستحق بحق لقب منقذ البشرية)٠فكم مسلم ألآن نال ثناء من غير المسلم؟لأظن هناك الكثير٠ما يقوم به هؤلاء الحمقى(السلفية والوهابية) هو إستنساخ لقشور السنة كالثوب القصير وبشكل مثير للإشمئزاز! وتاركين المضمون٠نعم كان النبي (ص) يرتدي القصير من الثياب لأنزمانه(ص) يختلف تماما،فالثياب الطويلة كانت لباس الملوك وذوي الترف والبذخ والنبي(ص)وهو قدوة البشر لايتمثل بهم،وماأكثر الفقراء الذين لايجدون قوت يومهم وخصوصا في المدينة وخلقه(ص) العالي يأبى أن يتميز عن الفقراء وهو المبعوث رحمة للعالمين٠
فهل يحمل(إبن لادن) إنسانية وعطف النبي؟أحسب أن هذه الإصطلاحات بعيدة كل البعد عن مخيلته ،فكيف بالسلوك٠وحث النبي ألأكرم(ص) على التسوك قبل وبعد الصلاة والنوم ،فكيف يطبقها هؤلاء؟ فربما تجد أحدهم يحمل سواكا أمام الناس في الشارع مكشرا عن أنيابه،ويبصق بين الحين ولآخر ،أهذه سنة المصطفى!؟؟وأقول لهم إن النبي (ص) كان يركب الجمل والبغل ،فهل يركب أحدكم حمارا في الشارع؟أحسبه يصبح أضحوكة، وربما يدخل موسوعة(غينيس)
عدنان الخفاجي
https://telegram.me/buratha