المقالات

على هامش انسحاب الكتلة الصدرية من الائتلاف العراقي الموحد التيار الصدري يضع نفسه في عزلة سياسية


( بقلم : علي حسين علي )

خلال الأسابيع الماضية فوجئ الجسم السياسي العراقي بانسحاب التيار الصدري من كتلة الائتلاف العراقي الموحد النيابية. وكانت مفاجأة الائتلاف اشد في هذا الجانب.. وقبل هذا الحدث كان حزب الفضيلة قد اعلن انسحابه من كتلة الائتلاف ايضاً، ولم يكن ذلك الانسحاب مفاجئا لأحد، مع ان الفضيلة لم تطرحه داخل أي من اجتماعات الائتلاف ولم تناقش مع الشركاء في أمر خروجها من الخيمة الائتلافية..الا ان الفضيلة كانت تلوح في كل مناسبة بالانسحاب ، وقد اوقفت الكثير من نشاطاتها التنسيقية معه.

قبل الانسحاب وحين حصل وانسحبت الفضيلة كان كل شيء عادياً ومتوقعاً وانسحاب التيار الصدري لا يمكن وقبله الفضيلة لايمكن ان ينظر عليه. وكأنه(حرية اختيار) مارسها التيار والفضيلة في عملها السياسي وان من حقها ان ينسحبا في أي وقت شاء لان هناك التزامات تجعل من الانسحاب امراً مستغرباً في هذه الحالة.. فجميع مكونات الائتلاف العراقي الموحد لم تنزل الى الانتخابات الاخيرة بمفردها أي ان المجلس الاسلامي الاعلى لم ينزل بقائمة خاصة به وكذلك التيار الصدري ومثلهما الفضيلة، ولو كان ذلك قد حدث فان الانسحاب في أي و قت يكون مبرراً ومسوغا ومن حق الطرف ان يتخلى عن شركائه في الائتلاف.. نقول ذلك لو ان الائتلاف قد تشكل بعد الانتخابات و ليس قبلها... اما ان يكون الائتلاف قد تشكل قبل الانتخابات وان الناخب العراقي الذي صوت لصالحه كان يصوت للمشروع الائتلافي وليس لطرف معين فيه، فان الانسحاب يكون هنا بحاجة الى مراجعة قبل الاقدام عليه.

واذا كان الناخب الذي واجه المخاطر يوم الانتخابات وقبلها تحدى التهديد بالقتل فانه ساعة التصويت لم يخطر بباله هذا الحزب او هذه الكتلة او هذا التجمع، بل هو اعطى صوته للجميع مما يلزم الجميع الحرص على احترام الصوت الذي حصلوا عليه لانه لم يكن لهم وحدهم.

وبعيدا عن النظرة التي يجدها الكثير صائبة و هي ان الائتلاف العراقي كان خيمة لأكثرية الشعب العراقي وان الخروج منه اضعاف له، ويذهب البعض الى ابعد من ذلك اذ بعده. أي الخروج من الائتلاف ـ تنصل عن المشروع ككل، وهذا وان كان يبدو من الناحية التشكلية ومعقولاً الا ان من الصعب التمسك به كأساس لدعوة المنسحبين للعودة الى الخيمة الكبرى خيمة الائتلاف العراقي الموحد.

يظل الائتلاف قويا لاسباب كثيرة، اولها انه حاز على اصوات الاغلبية العراقية، و قد كانت تلك الاغلبية واعية عندما اعطت صوتها للائتلاف ولمشروعه الانتخابي.. بينما يظل كل جزء منه ـ أي الائتلاف ـ اقل قوة مما هو عليه لو كان داخله.

ان حرصنا على عودة الاخوة المنسحبين من الائتلاف ربما لا يضاهيه حرص أي مكون اخر، فنحن نعتقد بان وحدة الائتلاف تجعل منه الاقوى في مواجهة تحديات اقل ما يعرف عنها هو الاطاحة بحكومة الوحدة الوطنية التي تحرص على بقائها مع انها لم تكن غاية بل هي وسيلة لخدمة شعبنا واستحقاقاتنا فيها وينبغي ان يوظف لخدمة المحرومين والمظلومين من ابناء شعبنا طوال العشرات من السنين.. يقول سماحة السيد عبد العزيز الحكيم زعيم الائتلاف العراقي الموحد ورئيس المجلس الاعلى الاسلامي في حديثه لصحيفة الاستقامة: (ان انسحاب التيار الصدري امر مؤسف، كنا نتمنى ان لا يحدث، والائتلاف شكل لجنة لمتابعة الحوار معهم، من اجل السعي لاقناعهم بالرجوع والبقاء على موقف واحد في كتلة الائتلاف لتتم مواجهة التحديات الكبرى التي يتعرض لها الشعب العراقي من الإرهابيين والتكفيريين وغيرهما، وسوف نستمر في مساعينا من اجل اقناعهم للرجوع الى الائتلاف، وهم جزء مهم من اجزاء الائتلاف و بالتالي لابد من السعي من اجل ارجاعهم ومعالجة الاسباب الحقيقية التي ادت الى خروجهم من الائتلاف).

وقال سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد عمار الحكيم بخطبته في صلاة يوم الجمعة بجامع براثا: (ادعو الاخ العزيز السيد مقتدى الصدر لاعادة الكتلة الصدرية).مبينا سماحته بان الائتلاف لم يضيق على القوى المشاركة فيه للاجراء اتفاقات مع قوى وطنية اخرى لاسيما ان كانت تصب في دعم توجهاته وكان للاخوة في الكتلة الصدرية اتصالات وتحالفات مع جهات عديدة في ظروف سابقة ولم يعاتبوا عليها.. مؤكد سماحته(ان الاتفاق الرباعي جاء لانعاش العملية السياسية ودعم الكتل البرلمانية القائمة، مشيرا الى ضرورة مواصله الحوار مع الاخوة من حزب الفضيلة بغية عودتهم الى الائتلاف). هذا هو ما نعلنه ولا نخفيه وقد عبر عنه قادتنا بوضوح وصدق وصراحة باننا حريصون على وحدة الائتلاف لانه خيمة للجميع قبل كل شيء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك